Culture Magazine Thursday  05/03/2009 G Issue 273
عدد خاص
الخميس 8 ,ربيع الاول 1430   العدد  273

بيني وبين الدكتور غازي القصيبي ملامح لا تنسى من قواسم مشتركة في رحلة العمر لكل منا، فقد توقفنا معاً في محطاتها، وأخذنا المسير ثانية في فضاءاتها، ضمن تقلبات وتغيرات في طقس هذه الحياة، كما تفاعل كل منا مع حركة العمل والنشاط فيها، في أجواء كان يسودها - أحياناً - عدم القدرة على ضبط الإيقاع الذي يرضي الناس ويكسب تضامنهم مع ما يفكر به المرء ويراه صحيحاً ومفيداً ومنسجماً مع تفكيرهم أيضاً.

كلانا ...>>>...

لا نريد أن نصفه بأنه عدد استثنائي عن شخصيّة استثنائية، وحقهما ذلك؛ فقد مللنا حكايات الخصوصيّة التي جعلت مجتمعنا استثنائياً، وعاداتنا استثنائية، ووضعنا بين شعوب الأرض استثنائياً لمن شاؤوا التفرد فوقفوا دون التجدد.

حق العدد أن يكون استثنائياً أي مختلفاً؛ فهو عددنا السنوي: ندخل به سنة جديدة، ونضيف إليه صفحات جديدة، وهو -هذا العام- في يوم جديد حيث (الخميس) موعد الصدور بديلاً عن الاثنين، وكان ...>>>...

نعتقد أن ما قدمناه عن الأديب والسياسي غازي القصيبي في هذا العدد من دراسات وشهادات، طرح الكثير من الرؤى والقضايا النقدية المتعددة من وجهات نظر مختلفة، استدعت تواصلا مع عدد من الباحثين والنّقاد والسياسيين والإعلاميين توزّعوا على مساحة 24 بلدا حول العالم.

واللافت أن كثيرا ممن تواصلنا معهم أكدوا أنهم لم يلتقوا القصيبي إلا عبر نتاجه الأدبي والفكري، وهذا ما نعتبره إنجازا للمجلة الثقافية التي ...>>>...

إعداد: عبد الكريم العفنان

لوحة الغلاف: بريشة يوسف عبدلكي-باريس

الغلاف الأخير:

القصيبي بريشة جبر علوان-روما

من قصيدة بيروت للقصيبي بخط منير الشعراني -دمشق

تم ترتيب المواد وفق عوامل فنية وتحريرية ...>>>...

الدكتور غازي القصيبي أديب متعدد مناحي الإنتاج، فهو شاعر مكثر وروائي قاص لا يقلّ إنتاجه الروائي عن إنتاجه الشعري، وهو بعد ذلك كاتب ناثر منشئ ثم هو باحث في الأدب والفكر وتاريخهما، حتى إن المرء ليحار في أي جانب من هذه الجوانب يضعه وأي صفة يطلقها عليه. غير أن شاعرنا ارتضى لنفسه صفة الشاعر ووصف نفسه بها في كثير من شعره، وحُقَّ له ذلك.

وسيظل الشاعر الدكتور غازي القصيبي مستحقًّا لدراساتٍ أدبية ...>>>...

بين ناجي وغازي اكتشفت أنا الشعر وتتبعت القوافي وأخذتني أبياته إلى أحلام رددت فيها كلماتهم كلما تحقق لي حلم مثل أحلام غازي التي رفض يوماً الاعتراف بها!..

لم أحلم

ونهاية الأحلام

درب مظلم

غضبت عليه الأنجم

والحالمون توهموا وتندموا*

كنت أرى عكس القصيبي بعض الأحلام تتحقق ولم أندم على سعيي لها فقد كنت أدرك بأني في يقظتي سوف ألامس روعة الإنجاز!

كانت أبيات غازي وقفات تأمل ولحظات شعور إنساني ...>>>...

زرَعَ الرملَ

أقحواناً ووَرْدا

ومَشَى في الهجيرِ.. ظِلاً وبَرْداَ

شاعِرٌ من عَرَارِ نجدٍ..

سقَتْهُ

نَفَحاتُ العَرَارِ.. عِطْراً ونَدَّا

ذاتَ يومٍ قرأْتُهُ.. فَرَماني

في تُخُومٍ من نشوةٍ.. تَتَحدَّى

كانَ في صوتهِ امْرُؤُ القيسِ والأعْشَى

ونجدٌ حُلْوٌ..

يُغازِلُ نجدَ

هكَذَا تُنْبِتُ الرمالُ قَوَافيها

فَتَخْضَوضِرُ القِفارُ.. وتَنْدَى

...

شَرَرٌ من قصيدةٍ صَهَر البُعْدَ ...>>>...

هناك خلاصات ذهنية تشير إلى منزلة أي إنسان في ضمير الثقافة، ولغازي القصيبي رمزياته الذهنية الخاصة التي ما إن يرد اسمه حتى تتداعى هذه الخلاصات الرمزية وتضع صورته واسمه في موقع معنوي عميق في لحظات التسمية، ولن يكون ذلك عملا تذكاريا ولكنه علم تشخيصي، ومذ ظهر غازي القصيبي في ثقافتنا العامة وهو رجل يجمع أكثر من صفة وكان ظهوره الأول بوصفه شاعرا وأكاديميا، وتلك هي إطلالته الأولى في السبعينيات ...>>>...

الحديث عن أديب عملاق في قامة معالي الدكتور غازي القصيبي ليس بالأمر الهين علي أبداً، لأنني لا أملك موهبة التعبير عنه تعبيراً ينصف ذلك الأديب استحقاقاً وعدلاً، وحين شرفتني مجلة (الثقافية) بالدعوة للمشاركة في احتفاليتها الخاصة بالدكتور غازي، أوجست في نفسي خيفة ورهبة رغم شعوري البالغ بغبطة خاصة جعلتني أثمن الدعوة وأستجيب لها تشريفاً لي وتكريماً.

أحد أسباب خيفتي من المشاركة في هذه الاحتفالية ...>>>...

الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي علم من الإعلام المضيئة في فضاء الثقافة العربية المعاصرة ويعتز بكتاباته القارئ العربي بوجه عام، والقارئ المصري بوجه خاص أما اعتزاز القارئ العربي به فيرجع إلى أنه كاتب قومي بكل معنى الكلمة، حالم بمستقبل أعظم للأمة العربية، مستقبل ينقلها من واقعها الغارق في شروط الضرورة والانكسارات القومية إلى وعود مستقبل التقدم الذي تلازمه صفات الحرية بكل أنواعها، والعدالة بكل ...>>>...

غازي القصيبي (ظاهرة) متداخلة ومتشابكة علينا أن نعرف كيف نفككها ونقاربها ونتعامل معها، ولأن هذه (الظاهرة) نسيج حي فليس من السهل أن نردها بيسر إلى عناصرها الأولية.

وكمؤرخ للثقافة فإن غازي القصيبي يبدو لي كرجل نهضة بالمعنى الواسع لهذه الكلمة، تماماً كرجالات النهضة في ثقافتنا الحديثة. فقد تناول فنوناً كتابية عدة، وتولى مهاماً وأنشطة عديدة على الصعيد الوطني وزيراً وسفيراً... إلخ.. ويستغرب المرء من ...>>>...

يكتب كأنه يعيش،

أقصد كما يحب أن يعيش،

هذا ما أشعر به كلما تذكرت غازي الشاعر منذ أشعاره الأولى التي (من جزائر اللؤلؤ). فذلك الكتاب هو من بين الكتب التي تعرفت بها باكراً على صوت جديد مختلف في كتابتنا في تلك الفترة، وأعني كتابتنا، التي كانت الجغرافيا قيداً ظالماً لها في سنوات التأسيسي الحديثة، ولعل الذين نجوا من ذلك القيد، وغازي أحد المبكرين، هم الذين تمكنوا من الكتابة في أفق أكثر حيوية من حيث ...>>>...

1- تقديم:

غازي عبدالرحمن القصيبي علم من أعلام الثقافة العربية الحديثة. ساهم فيها بقسط وافر من العطاء الفني المتميز في مضماري الشعر والسرد علاوة على أعماله الفكرية. وإذا كان للشعر حضور قديم في المجتمع العربي في المملكة العربية السعودية فإن إسهاماته في هذا المضمار إسهام في إغناء التجربة العربية السعودية وإثراء لها. لكن اعتبار الرواية نوعا سرديا حديثا في الأدب السعودي، يدفعنا إلى التسليم بدوره ...>>>...

رجل (كثير) وغزير

حين طلب مني الأستاذ عبد الكريم العفنان باسم (المجلة الثقافية) التي تصدرها صحيفة (الجزيرة) اليومية الغراء المشاركة في ملف خاص عن د. غازي القصيبي كدت أسأله عن أيّ منهم تريد أن أكتب؟ فهم كثر!

فغازي القصيبي رجل متعدد، رجل (كثير) إنه عدة إبداعات وعطاءات تقصمت رجلاً نادراً. تحار هل تكتب عن القصيبي الشاعر أم الروائي أم المبدع في حقل أدب الرحلات أم الإنسان الوفي للصديقات ...>>>...

سيظل غازي القصيبي مثار إعجاب، وحيرةٍ، وتساؤل، بالنظر إلى نجاحاته المتعددة في مجالات الإبداع، والفكر والسياسة والإدارة.. وكما كان دائماً، ولأنه صاحب رأي فإن النظرة إليه ستختلف وفقاً للزاوية التي تنظرُ منها!

هذا الرجل القريب جداً من قلب السلطة هو بعيدٌ عنها في نفس الوقت! وذلك حين تكتشف أنّ معظم كتبه أو بعضها على الأقل ممنوعٌ في بعض البلدان العربية..، أو أنه قدّم لروايةٍ صدرت في مكان ما ...>>>...

أيا ابنة كلّ اخضرار المروج

أنا ابن الجفاف وما استولدا

ويا ابنة كلّ مياه الغمام

أنا طفلُ كلّ قرون الصدى

غازي القصيبي

هذه أبيات كتبتها منذ سنين في دفتري الصغير، وتلك عادة ورثتها من دفاتر والدي، ولكني حين اُنشد هذين البيتين أنسى فأقول:

أيا ابنة كلّ اخضرار الحقول ...>>>...

تشكل الكتابة عن غازي القصيبي تحدياً حقيقياً إذ تأخذك المقاربة إلى عالم متعدد الآفاق وتنقلك مع صاحبها إلى دنيا من التنوع الإبداعي، يجتمع في شخص ويتشظى إلى هويات، هي في الأصل متباعدة لو شئت توصيفها ولكنها واحدة في اجتماعها. أنت أمام تجربة فريدة لإنسان عذّبه اليتم ولكنه لم يكسر فيه القدرة على اكتشاف الحقيقة والتمسك بالقيم واختيار الموقف. ولعل هذا هو السر في كل ما عاشه غازي القصيبي ويعيشه، ...>>>...

له من اسمه نصيب. وعليك إن أهدتك الحياة سعادة أن يكون غازي القصيبي صديقك، ولو ردحاً من الزمن، أن تستعد لغزواته، فهو بما أوتي من ذكاء وثقافة وخفة دم وسرعة بديهة، سيهزمك عند أول مناورة، أياً كانت ترسانتك. لقد برمج كل شيء لمنازلتك، بل ليفتك بك. يريدك شاهداً على تفوقه عليك. وبرغم ذلك ستسقط في كمين محبته.

لا أحد ممن عمل مع الدكتور غازي القصيبي أو ممن جالسوه ولو مرة نجا بريشه. هو يملك تشكيلة ...>>>...

أراه شجراً أخضر يزهر ويثمر سخياً مطوقاً بفؤوس حاقدة تعوي متلهفة على القضاء على كل ما هو جميل أصيل جديد نافع. وأراه كاتباً يخوض معاركه الفكرية كأن الكلمات سيوف صارمة لم تهجر أغمادها إلا لتنتصر وتغري خصومها بالتلويح بالرايات البيض.

وأراه موهبة أصيلة حقيقية تقدم ما تبدعه بلغة حية فتية طازجة رشيقة جذابة سهلة مستساغة تعزز الثقة باللغة العربية وقدراتها، ومن المؤكد أن اللغة هي الامتحان الصعب ...>>>...

حينما تلقيت الدعوة الكريمة، للمساهمة في هذا الكتاب، احتفاء واعترافاً وتقديراً للدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي، تملكني إحساس بالحرج قبل الإقدام على محاولة الكتابة والمضي فيها. ذلك أني وجدت نفسي منذ اللحظة الأولى أمام قامة إنسانية وفكرية شامخة بكل المعايير، كثيرة الإنجازات غزيرة العطاء في مختلف المواقع التي مرت منها وعملت بها. إنها اسم علم حاضر بقوة على مدى المشهد الثقافي العربي، الإبداعي ...>>>...

بعيداً عن الألقاب والمناصب، أدخل إلى عالم الدكتور غازي القصيبي، بغير استئذان، لأنّ مضاربهُ العربية مفتوحةٌ على المدى، في الصحراء.. لا تنطفئ فيها نار القِرى، ولا تبرد قهوتها المُطيّبة بالهيل.. ومرحّباً بالضيفان، على فمه الذي لا تفارقه البسمة أبداً.. وهو المسكون بالحُزن المُعتّق، مُنذ أن أسكنه الشِعر صدر البيت، وأسكن هو الشِعر في صميم الفؤاد.. واستعيرُ منه بيتين يصفُ فيهما نفسه، لأصفه كما ...>>>...

قليل هم الشعراء العرب المعاصرون الذين يقترب حالهم من القول المشهور في أبي الطيب المتنبي (مالئ الدنيا وشاغل الناس)، ولن أكون مبالغاً أو مجاملاً إذا ما قلت: إن الشاعر الكبير غازي القصيبي يعدُّ واحداً من هؤلاء القلائل الذين (ملأوا الدنيا وشغلوا الناس)، لا بوصفه شاعراً متميزاً وواحداً من رواد التحديث الشعري في الجزيرة العربية فحسب؛ وإنما بوصفه أيضاً روائياً وكاتباً وسياسياً مرموقاً. فقد شرّق ...>>>...

ترجع معرفتي الأدبية بالشاعر غازي القصيبي إلى أوائل الثمانينيات من القرن الماضي عندما اطلعت على مجموعاته الشعرية المطبوعة مثل (أشعار من جزائر اللؤلؤ) و(قطرات من الظمأ) و(معركة بلا راية) وغير ذلك من مجموعاته، إلى جانب اطلاعي على روايته (شقة الحرية) التي تحمل مصداقية عالية في الحديث عن المرحلة المهمة في حياة أمتنا من عام 1956 حتى عام 1961م.

وعندما قمت بتقديم مختارات شعرية لديوان العرب كان ...>>>...

يحاول الشاعر والكاتب السعودي غازي القصيبي في مجموعاته المختلفة أن يقيم عمارته الشعرية فوق أرض غير مجهولة الهوية وغير منبتّة عن سياق القصيدة العربية المعروفة والذاهبة بعيداً في القدم. فهو منذ مجموعاته (أشعار من جزر اللؤلؤ) و(العودة إلى الأرض القديمة) مروراً بأعمال أخرى مثل (ورود على ضفائر سناء) و(قراءة في وجه لندن) و(سحيم) وغيرها من المجموعات يأنس إلى قصيدة الوزن بشقيها الخليلي والتفعيلي ...>>>...

هذه هي المدن التي سفحت فيها دموعك الأولى وحلمت فيها بالحرية والجمال. نعم هذه هي البلاد

هذا هو الوطن العربي التائه

بين خرائط ومسافات.

أي لعنة مخبّئة بين ضلوعنا

أيُّ صرخة يتسلّقها جوعي ومقاتلون في حروب عبثيّة؟

أيّ كوكب يتداعى في الرأس

بمثل هذا العتوّ والانهيار؟

أيّ قطار مندفع في براكين الدم

تشيّعه النظرات الوجلةُ

ليتلاشى في هباء الدخان

أي قارب يضمحل في هيجان الغروب؟

إن هذه ...>>>...

يظهر أن بعض القصائد التي كتبها الشاعر غازي عبد الرحمن القصيبي في مجموعته الشعرية (ورود على ضفائر سناء)، التي يتكئ فيها على رموز من الموروث العربي، كعنترة العبسي ومصعب بن الزبير وطارق بن زياد (في قصيدة الفرسان)، لم تكن سوى مداخل تمهيدية لقصيدته الطويلة والجميلة التي صدرت في كتاب شعري على حدة وحملت اسم (سحيم)، وصدرت في طبعتين متواليتين عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، في بيروت، عامي 1996 ...>>>...

كلما حاولت أن أكتب عن الشاعر والروائي العربي السعودي غازي عبدالرحمن القصيبي، أحتار من أين أبدأ، فهو شخصية دراماتيكية يتحرك في اتجاهات عدة. في الشعر والرواية والمقالة والدراسة والتراث حيث يمكن اعتباره عشرة رجال في رجل واحد، ورغم أنه تجاوز الخامسة والستين لكنه -من خلال نشاطه اليومي- يتحرك كشاب في الثلاثين.

وأذكر أنني كتبت عن أول مجموعة شعرية صدرت له في السبعينيات قبل أن أعرف من هو ومن أي ...>>>...

عُرف عن ابن خلدون قوله الشهير في المقدمة إن العلماء والأدباء هم أبعد الناس عن السياسة وأقلهم كفاءة للشأن العام.. ولقول ابن خلدون أدلة كثيرة لا تحتاج لبيان، من امرئ القيس الذي أضاع ملك أجداده إلى المتنبي الذي فشل في أن يحصل على إصغر إمارة رغم صحبة أبرز ملوك عصره، انتهاء بنزار قباني الذي كان يحب أن ينعت بالدبلوماسي الفاشل والشاعر الناجح.. ولا شك أن للقاعدة الخلدونية استثناءات، في مقدمتها ...>>>...

في كتابه (مائة ورقة ياسمين)، وضع غازي عبد الرحمن القصيبي في الورقة (85) جزءاً من قصيدة ل (بودلير)، عنوانها: الشاعر، جاء فيها:

(الشاعر ملك السحاب، يسكن الزوبعة... ولكنه... عندما يُنفى إلى الأرض ويُترك بين الجموع الصاخبة... يعجز عن المشي... يِثقله حمل جناحيه العملاقين...). ترجم الشعر قولاً أراد أن يقوله وسبقه غيره إليه، أو هجس بما هجس به آخر، فتوحّْد به وقاسمه ما قاله. والموضوع في شكله الأصلي ...>>>...

يرتكز الحدث في رواية (حكاية حب) للكاتب غازي القصيبي على الصراع والتجادل بين قطبين رئيسيين: أولهما الموت المنتظر ليعقوب العريان، بطل الرواية. وثانيهما وقائع علاقة الحب المستدعاة في مخيلة هذا البطل، وهي علاقة سبقت مرضه المميت، الذي بقي محتفظا طول الوقت ببؤرة المشهد السردي.

وفي الحقيقة فإن كلا القطبين يحل بذات القدر من الأهمية في صنع الحالة الحدثية وتطويرها وحفز آلياتها السردية، بل انها تقوم بهما ...>>>...

لم يسبق لي أن التقيت شخصيًا بالدكتور غازي القصيبي ولكني التقيت به من خلال أعماله الكثيرة التي نشرها وبخاصة دواوينه الشعرية العديدة ومن خلال معرفتي ببعض تفاصيل حياته وسماعي عن بعض أعماله وإنجازاته، وهذا الالتقاء غير المباشر وإن كان لا يروي الغليل فإنه على كل حال قد يبلّ الظمأ.

وأول ما يلفت النظر في هذا الرجل الكبير أنه شخصية جذابة، وهذه الجاذبية التي تحيط به وتجعله مقربًا إلى نفس عارفيه ...>>>...

مربك هذا المفرد المتعدد، من أين تدخل إلى عوالمه وهمومه، وكيف تستطيع مهما جاهدت، أن تصنفه وتحيط بكنوزه. هل تفيه صفة (المثقف العربي) بعض حقه، أما أنها صفة فقدت دلالتها بعدما باتت تُطلق على أي مشتغل بالحرف، أياً يكن مضمون نصه، ومدى تأثير هذا النص في الحياة والمجتمع ومساحات الإبداع. بين الشعر والرواية وعلم الاجتماع والنقد والإصلاح، يحتار الواحد منا ماذا يقطف ويجني وماذا يتجاوز، فالغلال وفيرة ...>>>...

الكتابة عن مبدع كبير مثل غازي عبد الرحمن القصيبي، تعدُّ أمراً عسيراً بلا شك، وشركاً قد تعلق فيه الكتابة، ولا تخرج صحيحة البدن، كما دخلت، فهي من ناحية، كتابة عن رجل امتلأ بالشعر كله، فصيحاً كان أم شعبياً، وطرق باب الرواية ليدخلها سلساً، في عدد من الروايات، وباب المقالة والذكريات ليمدنا بالكثير الممتع. ومن ناحية أخرى هي كتابة عن مناصب عدة، ودبلوماسية فذة، وأيضاً شعبية كبيرة لا تضاهيها كثير ...>>>...

لم يسبق لي أن التقيت القصيبي على المستوى الشخصي ولكني التقيت به على صفحات إبداعه وأعتز به كمثقف عربي بارز قرأت له أعماله الروائية والشعرية وهو بلا شك موهبة عالية المستوى كان لها دورها التنويري داخل المجتمع العربي عموماً والسعودي خصوصاً وعرف عنه مساندته للكتاب الشبان أمثال الروائية الزميلة رجاء الصانع وأقول الزميلة لأنها طبيبة أسنان وتدرس بنفس الكلية التي درست فيها في الولايات المتحدة. حيث ...>>>...

يمثل المبدع الدكتور غازي القصيبي حالة إبداعية متميزة أكثر مما هو أديب يحسب على الشعر أو الرواية أو أدب المقالة أو أدب المذكرات، وأكثر مما هو رجل سياسة وثقافة ودبلوماسية، ومحرض ثقافي يتبنى الأصوات الجديدة ويحتضن المواهب الواعدة ويقيل الأدباء من عثراتهم ويحذب على رعايتهم، كما أعرف من حالات كثيرة، اقول حالة ابداعية واضيف اليها انسانية؛ لأن هذه الحالة التي أشير اليها تتجاوز ملكاته ومواهبه، ...>>>...

إن غازي عبد الرحمن القصيبي، بجانب كونه إدارياً ملماً بعمله، وشاعراً كبيراً، هو أيضاً رجلٌ يمتاز بسرعة البديهة والظرف، وسوف أورد له في هذه العجالة جانباً صغيراً من ذلك، مما يدل عليه.

سأله أحدهم -وقد كان غازي- وزيراً للصناعة والكهرباء، يقول له:

أشعارك الأخيرة فيها الكثير من الصنعة والصناعة؟.. فرد عليه في الحال: فيها كهرباء شوي!!

وزرته -وقد كان سفيراً للملكة في البحرين- في يوم العيد ...>>>...

أغنية للشاعر

أيها الشاعر: يا من تلحُّ على وجود العقل

ليس الذي يفكّر ببرود، بل الذي يتأمّل،

أنت مثل شخصية تعبّر عن مشاعرها

(المكثفة)، معتصرةً

لون السحب، والطحالب الندية.

أنت الساحر القدير

ترسم قوس قزح، (انتظام)القمر، وما هو مألوف. تحوّل المجهول إلى نشوة

الاحتفاء بالحياة.

ولأنّك مُفسِّر الماضي، ومُحَدِّد الحاضر،

(والمتنبئ بالمستقبل)، فأنت تكرّم اللانهاية.

* في (مقاله الطويل) ...>>>...

يصعب عليّ في هذا الزمن أن أكتب عن شاعر في مجمل ما صنعه لنا. أشعر أنني أواجه ساحة يغطيها الغبار وتخترقها عشرات، بل مئات الطرق. وكل طريق قد يغري معاً بحديقة، أو بصحراء. أين أضع مثلاً سعدي يوسف الشاعر العراقي المنفي إلى الأبد في هذه الساحة وهو يكرر الآن موضوعاته؟ وقبله محمود درويش وهو يغالب اليأس والموت والغربة؟ وقبله نزار قباني وهو لا يمل من هذه اللعبة الحلوة التي لا تفرغ جمالياتها مع ...>>>...

جاء في لسان العرب: غزا القومَ غزواً وغزواناً وغزاوة، سار إليهم قاتلاً وناهباً فهو غاز وغزي، جمعها غزاة.

رأيت غازي القصيبي مرة وحيدة في باريس، يوم جاءها بكامل عدته الثقافية والدبلوماسية لكي يتنافس على منصب المدير العام لمنظمة الأُمم المتحدة للتربية والثقاقة والعلوم (يونسكو). كان هناك مرشحون عدة، لكن المعركة النهائية انحصرت بينه وبين المرشح الياباني كويشيرو ماتسورا. ولم أر أمامي إلاّ قامة ...>>>...

حين بدأت بقراءة (سلمى) لغازي عبد الرحمن القصيبي لفتت انتباهي مجموعة من الخصائص الموجودة فيها. أوّلاَ: (سلمى) رواية خيالية بكل ما للكلمة من معنى أي أنّ القارئ يجد نفسه أمام منطقين أو مستويين متراكمين ولكنهما غير متطابقين: نقطة الانطلاق هذه الجملة التي تشكّل السطور الأولى للكتاب: (تفتح العجوز عينيها بشيء من الصعوبة. ترى ابنها الذي يقترب ويقبّل رأسها ويديها ثمّ يجلس أمامها. لا بدّ أنّه يوم ...>>>...

وسط الهموم والمشاغل والفتن المتكاثرة، تغيب على المُتابع مسائل وأمورٌ كثيرةٌ، تكونُ الأجدَر بالاهتمام، مما يكون الواحدُ منا منغمساً فيه إلى شوشته، كما يُقال.. وبدون طول سيرة: ما تنبهتُ إلى القُصيبي المثقف والكاتب ورجل الشأن العامّ إلا عندما بدأ ينشر سلسلته الذهبية في خضمّ كارثة العام 1990: (حتى لا تكونَ فتنة).. فقد كانت تلك المقالات بالغةَ الروعة من حيث الوضوح والهدوء والتروّي واستكشاف ...>>>...

دخلت على غازي القصيبي وأنا أحضّر للدكتوراه في بداية السبعينيات، كان في لندن وعرف أنني سوف أكتب رسالة الدكتوراه حول الخليج والتغيرات السياسية والاجتماعية، وسأل: هل ستنشر ما سوف تكتب عن الخليج؟ قلت له: نعم، قال: هذا أفضل لأننا نحتاج إلى تأصيل الكثير من تاريخنا السياسي والاجتماعي، إلا أن النشر في منطقتنا حتى الآن لا يستسيغه كثيرون من متخذي القرار. لم ينسَ غازي تلك المقابلة ولم أنسها أنا، فقد ...>>>...

غازي القصيبي شخصية مميزة جمعت، وبشكل شديد التماسك، بين الفكر المستنير والإبداع في عطاءاته الشعرية والأدبية، كلما قرأت له شعراً تشعر أنك وجدت آلامك وآمالك، إحاطاتك وطموحاتك، وكأنك ترى أن غازي القصيبي سبر غور كيانك ليعبر عن جذور وعيك تمهيداً لصيرورة رؤاك.

في مجمل ًإسهاماته الأدبية ومن خلال شفافية الأداء وسلامة النهج وصدق الالتزام القومي والإنساني يضيء غازي القصيبي لمن يتلقف المعنى في مضمون ...>>>...

غازي القصيبي مثقف شامل، موسوعي المعارف والخبرات، متعدد المواهب وهو نوع نادر من المثقفين في زمن ما بعد الحداثة؛ حيث يجري في هذا الزمن الإعلاء من شأن التخصص الدقيق. وفي مواجهة ذلك تنتشر العلوم البينية التي تؤذن بنهاية العلوم المتخصصة في حين أن ما بعد الحداثة تعمل على تجزئة الثقافة وتشظيها لأسباب كثيرة يتعلق أغلبها بتطور العلوم والتكنولوجيا الهائل والدور المتزايد الذي تلعبه وسائل الاتصال ...>>>...

السادة الدكاترة الشعراء الدبلوماسيون الإداريون الروائيون النادرون

لعلني -أحياناً- أجيد الكتابة. ودائماً أحب الشعر. ودائماً أغرق في الرواية. وأمضي ساعات طويلة كل يوم أقرأ في التاريخ والسياسة ومتفرقات الدنيا. لكنني حتى الآن لم أحفظ جدول الضرب، ولست قادراً على فهم أي عمل حسابي ولم أحفظ من معادلات الجبر سوى واحدة. الأولى.

لقد خلقنا طبقات وفئات. كائنات غريبة يسيرها في الأرض مكون هلامي مذهل ...>>>...

لعل المطل على حطام المشاريع القومية العربية التي أفضت إلى كل هذا التردي على مستوى الأمة،

سيتساءل: هل كان - هناك حقاً - مشروع قومي تنويري أم أن المشروع القومي قد نهض منذ بداية الخمسينات على أنقاض التنوير؟

هل هناك مشروع قومي عربي ليبرالي أم أن المشروع القومي كان منذ اللحظة الأولى يؤسس للنظام الشمولي العربي؟

وسيتساءل مستنتجاً: إذا كان ثمة تناقض بين المنظور القومي - وظيفياً وإجرائياً ...>>>...

ما الذي يتوقّعه القارئ من رواية تدور أحداثها كلّها في جلسة علاج تستمر عشرين ساعة في مصحة عقلية، يكون فيها الطبيب المعالج مستمعا، والمريض هو المتحدث؟.

في كل الآداب السردية يتحدّث رواة عاقلون إلا ما ندر. لم يأخذ أي روائي بالحسبان أنه مقروء من مجانين. لا يقرأ المجانين الروايات، إنما يقرأون العالم بطريقتهم هم. إذن حيثما بحثنا، وتحرّينا، فمن الصعب العثور على نماذج ندلّل بها على هؤلاء الكتّاب ...>>>...

وجدت هذه الوريقات بين أوراقي بعد أن خرجت من بين أضلعي، ورغم أنها كتبت في وقت سابق فقد أحببت أن تشاركوني الاطلاع عليها.

- وقلت يومها كل يوم يزيد إعجابي بصديقي القديم الذي لم أكشف لكم اسمه بعد، وربما عرفتموه بحسكم، فقبل أن يصبح مسؤولاً كبيراً كان نشاطه الأدبي بارزاً للعيان، وبعد أن أصبح مسؤولاً ظننت أن المسؤولية سوف تشغله عن الأدب والشعر كما شغلت كثيراً من الأدباء والشعراء قبله. لكن هذا ...>>>...

رواية (العصفورية) للأديب السعودي الكبير غازي عبد الرحمن القصيبي الصادرة عن دار الساقي ببيروت تقع في 303 صفحات من القطع الكبير وتدور أحداثها في مدة زمنية قصيرة لا تتجاوز الـ20 ساعة داخل مستشفى العصفورية، وهي مستشفى الأمراض العقلية ببيروت، والعصفورية مجرد اصطلاح يؤدي إلى هذا المعنى، كما يقابله في مصر اصطلاح (العباسية) الذي يطلق على المرضى النفسيين الخطيرين نسبة إلى المكان الذي أقيمت به مستشفى ...>>>...

غازي القصيبي، علم في الشعر العربي الحديث لا يحتاج إلى شهادة تجيزه شعرا، فالمجموعات الكثيرة، والتجربة الثرية المتواصلة، تجعله في واجهة المشهد الشعري المعاصر. ويكفي أن نأخذ أيّ مجموعة أو قصيدة لندرك من خلالها جمال الصنعة وقوة الموهبة وحلاوة الصورة.

وفي هذا الإطار تشدّني قصيدة لم تبرح خيالي منذ قراءتي لها أوّل صدورها في مجلّة (الفيصل)(1) وهي (ضرب من العشق)، قالها الشاعر بمناسبة تدشين جسر الملك فهد ...>>>...

يَحارُ المرءُ عندما يدخلُ بيوتَ الآخرين! فهو حَذرٌ في طريقة السلام، وشكل الكلام، وأيضاً جمال الهندام!؟ فكيف سيكون عليه الحالُ عندما يتورط أحدهُم في الدخول إلى مدارات الدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي!؟ فهذا الرجل عملاقُ فكرياً، وبالطبع فهو عندَ وقوفه مع الآخرين ينتصبُ عملاقاً فيزيائياً.. وبذلك حَظِيَ بالحُسنّيين.

عالمُ غازي القصيبي متماوجٌ مع الإنسان، ومتداخلٌ مع الزمان والمكان، واحتكاكاتُ ...>>>...

يصدّر غازي القصيبي روايته (دنسكو) ببيت لشاعره الأثير: المتنبي. ويلي ذلك (تمهيد) ينعت الرواية بالقصة الخيالية، فيحرض القراءة على أن تتساءل عما إن كان ثمة قصة براء من الخيال، وبالتالي: عما إن كان للنعت بالقصة الخيالية من مطرح، إلا أن يكون من قبيل استباق القراءة المغرضة التي تطابق بين ما تقرأ ومرجعية ما، مما يدفع الكاتب العربي إلى نفي أية (واقعية) عن كتابته، على سبيل التقية.

لكن الأهم هو أن ...>>>...

يضع بعض النقاد النص الإبداعي في قارورة الاختبار، ويخضعونه لمقاييس دقيقة، في معظمها نظريات توصل إليها تاريخ الأدب، بعضها شديد التمسك بالماضي، وبعضها منطلق بلا هوادة نحو تغيير شامل، وقد يحاول الناقد الانطباعي امساك العصا من المنتصف، وصولاً لعرض النص وإبداء الرأي التذوقي فيه، وتظل مسألة تصدي كاتب لنص آخر محفوفة بالمخاطر، لا تساعد فيها تلك النظريات ولا الحلول النقدية، فالأمر مرتبط بصورة ...>>>...

كانت قد استوقفتني تجربة (غازي القصيبي) الشعرية المتفرّدة منذ وقت طويل، فقد قرأت بعض قصائده ثم اطلعت على ديوانه الأول (أشعار من جزائر اللؤلؤ) خلال السبعينيات من القرن الماضى؛ ومن بعده ديوانه الشهير: (معركة بلا راية)، الذي وصل فيه إلى قمة النضج في الرؤية وفي الأداء الفني. وأذكر أننا كنا نردد مع (القصيبي) في أعقاب نكسة 1967 تلك النبوءة الشعرية الفاجعة، التي اختتم بها قصيدته عن (الهنود الحمر) ...>>>...

يحدثُ أن تتملّكَ الإنسان فكرةٌ نبعَتْ من دواخله فتحوّلت إلى غيمة تمطره بإيحاءاتها أينما التفت.. حتى أنها لا تترك له مجالاً خارج نطاقها. هكذا كانت حالتي في العام 1997م إبّان صدور ديواني الأول - أو الذي أصرّ على أنه الأول، متبرّئاً مما كان قبله - (الخروج من المرآة).. فقد صدر بعد عشر سنين من محاولاتٍ فاشلةٍ لإثبات الوجود..

كان قد مضى على هجرتي من مكة إلى الرياض عقدٌ كاملٌ أمضيت نصفه في تلك ...>>>...

(العصفورية) نص سردي طويل يمتد على مدى أكثر من (300) صفحة من القطع الكبير، لكن حكايته لا تتجاوز الثلاث صفحات، وثلاث شخصيات لا يتجاوز زمن الحكاية عشرين ساعة مفتوحة يغطيها خطاب البروفيسور نزيل مشفى الأمراض العقلية (العصفورية) في لبنان، حيث يبدأ النص بمدخل تمهيدي يضم البروفيسور والممرض (شفيق)، ينادي البروفيسور على شفيق ويسأله عن الدكتور (سمير ثابت)، فيقول له إنه (فلّ) إذ يباد هنا الروائي فورا بأول ...>>>...

السياحة مع ما خطّت يمين الشاعر الأديب.. الوزير السفير، غازي عبد الرحمن القصيبي، سياحة ممتعة ورائقة. عشت زمنا جميلا مع كلماته شعراً ونثراً.. رواية ومقالات، كُتِبت في أغراض شتى.. عشتُ معه سياحاته الفكرية والأدبية والفلسفية، وطموحه الجارف نحو إصلاح أحوال بلده وأمته، وهو الذي جاب أصقاع الدنيا، مشرقاً ومغرباً، واكتشف ثراء العالم وتعدد ثقافاته.. ورأى بأم عينيه اختلاف طرق البشرية إلى الحكمة ...>>>...

بعيداً عما يطلقه بعض الكتّاب من عموميات بأن شعر فلان تقليدي أو تراثي أو حداثي أو غير ذلك من أوصاف، وبعيداً عن مجاملة الشاعر لأنه أمير أو وزير، وبعيداً أيضاً عن مهاجمة الشاعر لأنه ينتمي إلى قناعة دينية أو سياسية أو فكرية تختلف عما لدى الكاتب - الناقد، أتناول عدداً من قصائد نشرها الدكتور غازي القصيبي في ظروف وأوقات شتى، لأشير إلى ما أجده فيها من ملامح رومانسية، قد لا تطبع القصيدة كلّها. ففي ...>>>...

الأديب الشاعر الروائي غازي عبدالرحمن القصيبي... عرفته - أول ما عرفته - في الفترة التي ضجت به أخبار العالم، كسفير سعودي يعمل في لندن، يقول الشعر ويعانق بشعره المناضلين الفلسطينيين غير مبال بما يمكن أن يترتب على ذلك من نتائج قاسية وصعبة ولا تقبلها لغة الدبلوماسية.

ثم عندما تعرفت في ليبيا على الكاتب الليبي أستاذي الدكتور زياد علي، عرفته من جديد حين قدم لي الدكتور مجموعة شعرية لصديقه غازي عبد ...>>>...

تستطيع البدايات الموجهة للرؤية في هذا النص السردي أن تدل على خصوصية أسلوبه، ومستويات المعنى فيه. إن الرقم (7) - الذي يقرأ منكرا ( مجردا من أداة التعريف ) انفرد بالعنوان، على أن اكتشاف مدلولاته لم يترك للمتلقي فقد أضاءت فقرة - في المقدمة - من دفتر يوميات جلنار جانبا من مدلول الرقم، وتولت فقرة في الختام إضاءة الجانب أو الجوانب الأخرى. وهذا العود إلى البدء إحدى حيل النص الأدبي لتأكيد ترابطه، وأنه ...>>>...

الحبّ قوّة محرّكة للحياة والحياة قوّة محرّكة للأدب. وفي تزاوج الأدب والحياة تعدّدت معاني الحبّ ووجوهه في ثنايا الخيالي والواقعي. من هذه المعاني المتنوّعة للحب ما ارتبط منها بالفلسفة (كفلسفة أفلاطون مثلاً)، أو بالبعد الأخلاقي أو الديني (كالتصوّف). ولطالما شكّل الحبّ، بوصفه (عاطفة وهوى) أي الحبّ كعاطفة إنسانية، موضوع دراسة وتحليل بدأ في تراثنا العربي مع ابن حزم الأندلسي في كتابه الشهير (طوق ...>>>...

لعلّ ما يزيد من صعوبة البحث في أسباب شيوع ظاهرة شعريّة إيقاعيّة أو بلاغيّة في شعر مثل الذي نحن به أنّ النّظامين: قصيدة البيت وقصيدة التفعيلة يتواصلان جنبا إلى جنب، فلا الأوّل انقطع بذيوع الثّاني، ولا الثّاني حلّ محلّ الأوّل. بل الأصوب أن نقول: إنّ هذا وَصِيل ذاك. فهما - ونحن لا نقصد الجانب الشكلي أو المظهر البصري وإنّما الخطاب نفسه - مترافقان لا يكادان يتفارقان إلاّ في النّدرة من القصائد؛ ...>>>...

قبل الولوج إلى روايته الأخيرة (الجنية) افترض أن تجوالاًً في عوالم غازي القصيبي ستمنحنا مقاربة إجرائية معرفية اعتبرها ضرورية، فالقصيبي نموذج للمثقف الموسوعي متعدد الاهتمامات والمعارف، فهو يجمع بين المعرفة الابستمولوجية البرهانية كدارس أكاديمي، وكمجرب اشتغل في عديد من المسؤوليات والمهن، كما يتصل بذائقة معرفية رفيعة اسستتباعاً لشعريته وسرديته ومعايشته الأفقية لموسيقى الوجود.

هذه الإشارة ...>>>...

1- عندما دلقت كل ما يحتويه ذلك الكيس البلاستيكي الكبير من كتب ابتعتها من مكتبة دار الساقي بالقرب من جريدة السفير في بيروت، كان أول كتاب لفت نظر عباس بيضون، على ضآلة حجمه، وبساطة غلافه، بالمقارنة مع كتب كبيرة وملونة، أغلبها عن فنانين عالميين، هو: (من هم الشعراء الذين يتّبعهم الغاوون)، فالتقطه وقلّبه بين يديه مرات، ليقول مستغرباً: (ولماذا ابتعت كتاباً كهذا!).

2- كلَّ ما استطعت وقتها ...>>>...

-1-

تمثل اختيارات الشعراء مؤشرا على صلتهم بالنصوص التي يطالعونها وأحكاماً نقدية أيضا، لأن الاختيار فاعلية ثقافية و نشاط نقدي قد لا يعلن مبرراته أحيانا، لكنه -أي نشاط الاختيار- يوحي بها لأنه وجه من وجوه النقد بكونه تمييزاً لنصٍ ما أو حُكماً عليه ضمنيا، لأن الوقوف عنده دون سواه يحمل في طياته دلالات التطابق مع ملفوظه ودلالاته، إما من جانب من الجوانب الفنية المتصلة بالأداء و بالشكل، أو من ...>>>...

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة