الموت نهاية كل حي، ولا يتفرّد بالبقاء إلا الله وحده {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}، والموت ليس نهاية المطاف، إنما هو حلقة، لها ما بعدها.
والموت يأتي أحياناً فجأة، قال الشاعر:
وما الموت إلا سارقٌ دقَّ شَخصُه
يَصُول بلا ناب ويَسْعى بلا رجل
والكيس الفطن من تأهب له بالأعمال الصالحة.
في يوم الجمعة الموافق 5/6/1446هـ أدى المصلون بجامع الراجحي صلاة الجنائز على عدد من الموتى، كان منهم ابن العم: صالح بن عبد الرحمن ابن عبد العزيز الصَّرامي
تردت صحته في الأيام الأخيرة، أدخل على أثرها المستشفى، ثم وافاه الأجل المحتوم ما زالت كلماته في ذاكرتي في الجلسة الأخيرة التي جلستُها معه بعد صلاة الجمعة حيث كان يَشْرعُ بابَ داره للأقارب والأحباب، كان يستقبلهم بنفس منشرحة والسؤال عن أهليهم وأولادهم، كان حسن الظن بالله، لا يُظْهر الشكوى من الأوجاع.
كان والده (العم عبد الرحمن) عابداً تلاَّءً للقرآن، تولى الأذان بمسجد والده قاضي الدلم خمسين عاماً، وكان حزبه اليومي من القرآن عشرة أجزاء مع المحافظة على الأوراد ظهرت آثار العبادة على وجهه.
نشأ أبو عبدالعزيز في أسرة محافظة ومتدينة، فوالدته: نورة بنت سليمان اليحيا امرأة عُرفت بالصلاح والخير.
عَمِل في التدريس بمدرسة نعجان ثم مدرسة المحمدي بالدلم، ثم بمدرسة ابن عباس بالدلم ثم التحق بمعهد المعلمين بالدلم، ثم تخرَّج منه، تحوَّل بعد ذلك إلى المعهد العلمي بالدلم بوظيفة مراقب، ثم انتقل إلى الرياض ليعمل في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ثم أُحيل على التقاعد بعد بلوغه السن النظامية في 1/7/1417هـ.
أمَّ المصلين في مسجد الفرخة بالدلم لمدة 10 سنوات.
ثم تولى الإمامة والخطابة في مسجد الشيخ حمد البابطين في حي الربوة بالرياض لمدة 10 سنوات، اتسم -رحمه الله بالحلم والأناة، التواضع، ولين الجانب، ومحبته للناس وكان الابن الوحيد لوالديه فنشأ عصامياً.
رحم الله أبا عبدالعزيز، وأسكنه فسيح جنانه، وسقى الله جدثه من شآبيب رحمته ورفع درجته في الفردوس الأعلى من الجنة، ووسع له في قبره ونوَّر له. وجعل ما أصابه تكفيراً له، ورفعة لدرجته، وألهم ذويه الصبر والرضا واليقين.
** **
- صالح بن محمد الصرامي