أ.د.عبدالرزاق الصاعدي
للفوائت القطعية نوعان، فوائت الألفاظ وفوائت الدلالة، وهي كما يلي:
فوائت الألفاظ، وهي نوعان:
أ-جذور وهذا قليل ونادر، ومثاله جذر (خمدع) ففي التعليقات والنوادر (3 /1104)، قال أبو عليّ الهَجَري: «خمدع: الخُمادعيّ ضرب من جيد الرُّطَب إلى الخضرة، رقيق صَقِرٌ يكون بيَدِيع وفَدَك وتلك الأعراض» ولا وجود لجذر (خمدع) في المعاجم القديمة.
ب - ألفاظٌ أو مشتقات في جذر مستعمل، وهذا كثير، وهو يشمل المشتقات (الأوزان) السماعية، أما القياسية فلا؛ لأنهم قد يتركون القياسيات تخفيفا، للعلم بها. وأمثلته في نماذج الفوائت القطعية في الفصل الثاني.
وفوائت الدلالة:
دلالةٌ للفظٍ مستعمل، ومن أمثلة هذا، تجعفلت النخلة، أي سقطت، عن ابن الأعرابي (ينظر: شرح ديوان رؤبة المنسوب لابن حبيب 1/302) قال: «تَجَعْفَلَتِ النخلةُ والشجرة والإنسان والدّابّة: إذا سقط». ولم ترد هذه الدلالة لهذا الفعل في المعاجم، وفيها: تجحفل القوم؛ أي: اجتمعوا.
مظانها:
مصدر الفوائت القطعية هو ما وصل إلينا من تراثنا الموثوق، وكتب التراث التي تكون مظنة للفوائت القطعية أنواع، ومن أهمها:
1- دواوين الشعر ومجاميعه كالأصمعيات والمفضليات والحماسات القديمة، وما يلحق بها كالأمالي والتعليقات والمعاني ونوادر الأدب،
2- كتب اللغة المتنوّعة كالمجالس والغريب والنوادر، كنوادر ابن الأعرابي ونوادر الشيباني المسماة (الجيم) والمجرد في غريب كلام العرب ولغاتها لكراع، وكذلك رسائل اللغة الصغيرة كالوحوش والحشرات والجراثيم والنخل، وكل كتب اللغة ومصادرها خلاف معاجم الألفاظ في المدارس المعجمية الثلاث المعروفة.
3- المعاجم نفسها، ولكن أن تكون الكلمة واردة في جذر غير جذرها، في سياق لغوي أو شاهد، وكان ورودها عارضا، ولم يرد لها أي إشارة في جذرها. وقد نبّه الدكتور محمد حسن جبل على هذا النوع من الفوائت، في كتابه (الاستدراك على المعاجم العربية) فقال: تبيّن «أنّ هناك ألفاظا وعبارات فاتت أوسع معاجمنا -أي لم تسجل في مواضعها منها- بالرغم من وجود هذه الألفاظ والعبارات في شواهد تلك المعاجم نفسها، أو في شروح علماء اللغة فيها».