علي حسين (السعلي)
من كتاب « علامات استفهام» والذي طبعه النادي الأدبي بجدة… نجد هذه فيه هذه البداية الشيقة والحديث على لسان الدكتور على شلش مؤلف الكتاب حيث يقول فى مستهل مقالاته.. ذات مرة روى الكاتب المسرحى الفرنسى - الرومانى الأصل - أوجين أونيسكو واقعة طريفة عن صحفى شاب استقوقفه وهو متجه لحضور أحد المؤتمرات وسأله :
- ما رأيك فى الموت ؟
وبهت أونيسكو كما يقول ، ووقف ، ثم وضع حقيبة أوراقه على الأرض ، وأخرج منديلا ليجفف عرق وجهه الناتج من حرارة الجو . ونظر إلى الصحفى الشاب وقال له
- أعطنى مهلة عشرين عاما حتى أجيب عن سؤالك.
ثم علق على هذه الواقعة بقوله:
(إن الناس يتوقعون من الكتّاب جواباً عن أى سؤال . ولكننى لا أكتب كى أجيب عن أسئلة ، وإنما أكتب كى أطرح أسئلة، والحديث هنا للدكتور شلش ).
هذه أفضل بداية لمقالي لــ سؤال عريض والإيجابات عليه مختلفة بل قد نجد من الإيجابات ما يضرب كفا بكف ويقول بينه وبينه نفسه من أحدهم مستغربا جدا
_ والله لا أعلم لماذا اكتب _!! أنا شخصيا أصدق ما قاله فعلا أحيانا نكتب لأجل الكتابة والأغلب والأعم والأشمل نكتب لنرتاح لنخرج شيئا ما في نفوسنا بذواتنا ما يختلج مشاعرنا مكبوتة إن بقيت آلمتنا وإن كتبناها شفينا من ذاك الوجع الذي نحسّه بداخلنا وخلف صدورنا كحمم بركانية توشك أن تنفجر!
الكتابة روح في جسد انهكه تقلبات الحياة ، الكتابة تمرّد على نفسك لتكتب ما تعتبره سِرّا فيك تخشى أن يطلع عليه الآخرون ، الكتابة عالم موازي لما تعيشه من تناقضات ، الكتابة سيرة ذاتية أنت بطلها ، الكتابة رسالة مبطنة معطرة داخل ظرف الزمان والمكان ، الكتابة مثل أنفاس الصباح بعد فجر يملأ الدنيا سعادة ، الكتابة مثل شظايا مرآة يخرج مها ألوانا زاهية تعكس روحك المثمرة الكتابة تعزيز وتمكين لاطلاق روح وثّابة تريد أن تطير في السماء تحلّق مع الطيور وتسابق الغيوم وتلتحف النجوم
وتغازل بحرفها القمر ، الكتابة دولة والقرّاء شعبٌ يحب ما تكتب ، الكتابة وطن السلام حتى الطيور تفرد جناحيها تلاحق اسراب الحَمَام…
إذا يأتي السؤال الآن والمهم من وجهة نظر سعلية :
ماذا قبل الكتابة ؟ وهل حين ننوي الكتابة نحتاج لإرث معرفي نستقيه وخبرات متراكمة لدى ذاكرتنا حتى نستطيع أن نكتب؟
هنا نحتاج تفصيل لي ولكم معشر المبدعين والمبدعات
أولا:
الذاكرة نوعان: ذاتية من حكايا الأمهات وأمثلة الجدات وقصص الجد متوارثة من الأب لتتنتقل إليك وهذا مهمة فهي خبرات سنين تستلهمها من كل هؤلاء ومعها طبعا مشاهداتك اليومية منذ الصبا والفتوة حتى تنوي الكتابة.
النوع الثاني وهو مهم : القراة أولا وعاشرا من دون القراءة المكثفة - سنفصّل في ذلك لاحقا - لفن من الفنون ونزر من شتّى الثقافات والآداب والفكر والفلسفة نعم لا تستغرب أيها المبدع فالقراءة هي مفتاح العلوم وبوابة الإبداع ووطن المعارف .
ثانيا: ماذا نقرأ بالضبط ؟ هاه هذا مرره مهم ، نقرأ في كل الفنون بمعنى نأخذ من كل الثقافات بطرف يسمن ويغني من جوع وعطش ….
ثالثا: ما هي آداب القراءة ؟
- حدد وجهتك في القراءة ، ضع هدفا تسعى إلى تحقيقه من خلال قراءتك لكتاب ما.
- ابحث عن الكتب التي تهمك أنت وحدك وترغب في الاطلاع عليها وتهمك قراءتها.
- حدد مبلغا مهما في حقيبة جيبك فقط لشراء الكتب مع متابعة قدر المستطاع معا ض الكتب فهي خير زاد بعد التقوى.
- فيه مقطة مهم هنا أن تبحث عن سيرة الكاتب فـبعض الكتب تضر أكثر مما تنفع مع يقيني بأن القراءة مطلقا مهمة مع ثوابت راسخة تستطيع معها تمييز المفيد وغيره.
- تدوين أي فكرة أو معلومة غريبة قد تقرأها، تعتبر مصدر ترجع إليها بين الحين والآخر، إمّا بهدف البحث أو الحفظ، هذا التدوين للمعلومات سيساعدك على التذكر ويغذي وينمي مهارتك قراءة وكتابة.
سطر وفاصلة
أنا متعبٌ في هواكِ حبيبتي فاشفيني ، أنا ضمآن وعلى شفتي يباس شوقي فاحمليني ، بين يديك الطاهرتين وفي بحر غرامك أنزليني..
الشوق قتلني اتعرفين ؟
فاغريقيني أكثر فأكثر يا قطعة سُكْر وعلى رمش عينيكِ هدهديني
هذا أنا اكتب لكِ حبيبتي وإن شئتِ على راحتيك في ركب الأماني غادريني..
صوتك يا قبطانة هيامي له سحرٌ ومنال يا حلما تجسّر بين نداءاتي اجعليني لوحة فارسميني.