كان قلبها يسابق خطواتها، ووتيرة الرياح تزداد، والرعشة تكسو أطرافها. نعم، إنها البرودة التي بدأت ترتفع، لكن لم يكن خوفًا بقدر ما كان ارتباك اللحظة. بات الحلم يقترب، وكانت تدرك ذلك بوضوح.
رأته أخيرًا. نعم، رأته. أمسكَت بخيط الأمل الذي بدا ضعيفًا في البداية، ثم تجلى أمامها شعاعه، فبدد ظلام كونها. ابتسم لها، فسكن الدفء في حناياها، وأصبحت تلك الابتسامة كل ما تبقى في قلبها.
سألته، وكأن السؤال يتسرَّب من أعماقها: «هل أنا أراك؟ هل هذا حقيقي؟»
وكان الجواب أسرع من تدرج الكلمات من شفتيه، أطبق على دهشتها كما لو كان يقيدها، لكنه أغدق ينابيعها فرحًا. وانبلج البريق من عينيها، كسهمٍ اخترق جُدران الصمت.
ثم... ودعها بابتسامة كانت تحمل كل ما يمكن أن يقوله الكلام.
** **
- زايدة حقوي