الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
شكَّل مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية إحدى الركائز الوطنية لتعزيز مكانة اللغة العربية عالميًا بوسائل تواكب التطور الحضاري. بقيادة أمينه العام د. عبد الله بن صالح الوشمي، واستطاع المجمع تحقيق نقلة نوعية من خلال برامج وجوائز متميزة، أهمها جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، التي أصبحت رمزًا للإبداع العلمي والثقافي محليًا ودوليًا وبدعمٍ سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، ورؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -رعاه الله-، أطلق المجمع جوائزه وبرامجه النوعية، وعلى رأسها جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، التي رسّخت نفسها كعلامة فارقة في الحراك الثقافي محليًا ودوليًا. بهذا المجمع، تمتزج العراقة مع الحداثة، ليبقى شاهدًا حيًا على دور المملكة في حفظ اللغة العربية وتطويرها لتبقى لغة العلم، الهوية، والتواصل الإنسانيوأجرت «الثقافية» لقاءات مع الأساتذة الجامعيين للحديث عن أهمية جائزة الملك سلمان العالمية للغة العربية ودورها في تعزيز مكانة اللغة العربية وإسهاماتها الثقافية والعلمية.
إثراء المشهد العلمي
في حديث د. عبدالله بن سليم الرشيد لـ«الثقافية»، وصف الجائزة بأنها «جائزة المجمع لؤلؤة جديدة في سِمْط اللآلئ التي يثري بها مشهدُنا العلمي والثقافي والأدبي، وقد استطاعت في دوراتها الثلاث وعلى عمرها القصير أن تتخذ لها مكانًا ومكانة.»
وأضاف الرشيد «والذي يبعث على الفأل بمستقبلها وبأثرها امتدادها على بقاع عدة، وشمولها محاور مختلفة. وتشجيعها العمل على خدمة اللغة العربية بالتأليف والبرمجة والتواصل الاجتماعي وغير ذلك. وأطمح إلى أن يضيف المجمع إلى الجائزة محور (جائزة العناية بالعربية وتشجيع استعمالها)، تُخَصّص للمؤسسات العامة والخاصة التي تحترم اللغة وتعطيها حقها من الاهتمام، وتعمل بما نصّت عليه الأنظمة» وختم د. عبدالله الرشيد حديثه قائلاً: «وفي هذا دفع لحركة العناية بالعربية، وحض على منحها الاهتمام اللائق بها في مهدها وموطنها»
تعزيز دور اللغة
وأكد الدكتور فهد بن محمد العمار، خلال لقائه مع «الثقافية»، أن جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تعد نقلة نوعية في مسيرة الثقافة والمعرفة بالمملكة العربية السعودية. وأوضح قائلاً: «الحقيقة أن هذه الجائزة تمثِّل نقلة علمية ومعرفية تسهم في تعزيز دور اللغة العربية من خلال الأنشطة النوعية التي يقدمها المجمع لدارسي ومحبي اللغة في مختلف أنحاء العالم.»وأشار الدكتور العمار إلى أن الجائزة حققت زخمًا إعلاميًا كبيرًا تجاوز المستوى المحلي، لتصل إلى أصداء واسعة بين المتخصصين ودارسي اللغة العربية في الوطن العربي. وأضاف: «إن حمل المجمع والجائزة لاسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يعكس الدعم الكبير الذي قدمه الملك للمجمع والقائمين عليه، مما أسهم في تحقيق رؤيته ورسالته بكل اقتدار.»
وأوضح الدكتور العمار أن المجمع، من خلال هذه الجائزة المتميزة، يسير على خطى واضحة تتماشى مع رؤية المملكة 2030، بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-. وأكد أن الجائزة بما تحمله من اسم شامخ وطابع علمي متميز وعمق معرفي، تظل شاهدًا حيًا على الأداء المتميز الذي يقدمه المجمع منذ إنشائه.
وختم حديثه قائلاً: «تحت قيادة سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وبجهود أمينه العام الأستاذ الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي ومعاونيه، يواصل المجمع أداء دوره العلمي بكل تفانٍ لتحقيق الأهداف الكبرى التي أنشئ من أجله، وتحية لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الذي وضع هذه الجائزة العالمية بموضوعها ومنهجها ومساراتها وحيادها وسمو مقصدها».
الجائزة والابتكار
كما تحدث د. عبد المحسن الثبيتي لـ «الثقافية» عن أهمية جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ودورها الريادي، وقال: لقد أرسى مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية سنة حسنة منذ ثلاث سنوات بإطلاق جائزته السنوية التي تُخصص لتكريم من تميز في خدمة اللغة العربية من الأفراد والمؤسسات. وتتوزع الجائزة على أربعة مجالات رئيسية: تعليم اللغة العربية وتعلمها، حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، ونشر الوعي اللغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللغوية، وأبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية. ومن خلال اطلاع د. الثبيتي يجد أن هذه الجائزة تُعد الأولى من نوعها التي تُعنى بالمجالات الثلاثة الأولى، خاصة مجال حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وهو مجال أصبح ركيزة أساسية في تطويع اللغة لخدمة مستخدميها وتوسيع انتشارها. وكان لمجمع الملك سلمان السبق في الاهتمام بهذا المجال محليًا وعالميًا، حيث وفر للعاملين فيه الأدوات والإمكانات اللازمة للابتكار والإبداع. كما ذكر د. الثبيتي أن للمجمع جهودًا جمة تُذكر فتُشكر في هذا المجال، تتجلى في إطلاق مشاريع مثل منصة «فلك» للمدونات اللغوية، وتطوير معاجم حديثة قائمة على المدونات والتقنيات الحاسوبية، فضلًا عن تجهيز المعامل المتخصصة، ودعم الباحثين عبر المؤتمرات والمجلات العلمية. وسوف تسهم هذه الجائزة والإمكانات التي يوفرها المجمع في زيادة الاهتمام بهذا المجال وفي تحفيز الإبداع في مجال الذكاء الاصطناعي المتعلق بمعالجة اللغة العربية، ما يؤدي إلى تطوير تطبيقات قادرة على تقديم خدمات لغوية متقدمة مثل النماذج اللغوية التوليدية التي تعتبر درة التاج في هذا المجال، مما يعزز حضور اللغة العربية على الساحة الرقمية العالمية. وفي نهاية مداخلة د. عبد المحسن الثبيتي، أزجى شكره للمجمع ولأمينه العام والقائمين عليه، وقال: إن هذه الجائزة ليست مجرد تكريم، بل هي دعوة لإعلاء شأن اللغة العربية وتطويع التقنيات لخدمتها بما يتلاءم مع متطلبات العصر، ما يضعها في مصاف اللغات العالمية ذات الحضور التقني والثقافي المتقدم. فشكرًا للمجمع ولأمينه العام الأستاذ الدكتور عبدالله الوشمي ولزملائه العاملين بهمة وفكر منفتح لخدمة المملكة العربية السعودية وخدمة اللغة العربية.
اللغة ورؤية 2030
وأوضحت د. نوير العنقري لـ«الثقافية» خلال حديثها أن اللغة العربية بحاجة إلى جهود كبيرة ودؤوبة للحفاظ على مكانتها، مشيرة إلى أن التغني بأمجاد اللغة وحده لا يكفي، بل يتطلب العمل المؤسسي لتواكب اللغة التقدم الحضاري. وربطت د. نوير العنقري بين رؤية المملكة 2030 وأهمية تعزيز مكانة اللغة العربية بوسائل مبتكرة وحديثة. وأضافت أن إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الله الوشمي، كان خطوة محورية أسهمت في تعزيز هذه المكانة محليًا ودوليًا، حيث حقق المجمع إنجازات رائدة تعكس رؤيته الإستراتيجية. وأشارت د. العنقري إلى أن برامج المجمع المتميزة، ومنها الجوائز النوعية، أسهمت في لفت الانتباه إلى الجهود المبذولة لخدمة اللغة العربية سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، مما يشجع على تقديم المزيد من الأعمال التي تتماشى مع التطور العلمي والثقافي، بما يخدم أهداف رؤية المملكة. واختتمت د. نوير العنقري حديثها بتثمين دور المجمع في تعزيز الاهتمام باللغة العربية ودعم مسيرتها الثقافية والعلمية.