أبويعرب شخصية غنية عن التعريف، ارتبط اسمه في ذاكرتي منذ أكثر من عشر سنوات، بعد زيارته لنادي الشرق الرياضي بمحافظة الدلم برفقة الأستاذين محمد الفوّاز، وناصر الدريهم. وقد اتّضح لي من خلال حديثه عن النادي وبدايات تأسيسه، أنّه كان شاهد عصر على تلك المرحلة، ويمتلك من المعلومات ما يوثّق لتلك الحقبة، ويسلّط الضوء على مسيرة بناء النادي. ومما ورد في حديثه آنذاك سؤاله المباشر عن سبب تغيير اسم النادي من «الطليعة» إلى «الشرق»، كما تناول الحديث عن المكتبة الخاصة بالنادي، وكان اهتمامه كبيرًا بهذا الجانب، مؤكدًا على دور الثقافة والمكتبة في إثراء النادي.
استمرت العلاقة مع أبي يعرب بعد ذلك، حيث تواصلنا في اللقاءات الثقافية والبرامج التي كانت تُنظم في الخرج، مثل: أمسية الراحل عبد الكريم الجهيمان، التي أُقيمت في المركز الحضاري باليمامة تحت إشراف وتنظيم اللجنة الثقافية بمحافظة الخرج. كما كانت له مشاركة مميزة في إحدى جلسات «أحدية الغرفة» في الخرج، حيث جرى الحديث عن التاريخ الشفوي مع الأستاذ الدكتور عبداللطيف الحميد.
أبو يعرب هو عنوان للوفاء، ومثال نادر للصدق والإخلاص في علاقاته. كان يثري الساحة الثقافية ويُضيء دروبها، ويوجّه إلى دعم الثقافة بكافة أنواعها وأبعادها. ومن حسن الحظ أنه كانت تربطه بأسرتنا علاقة وطيدة منذ أكثر من خمسين عامًا، ولا ما زالت تلك العلاقة راسخة وقائمة على الاحترام المتبادل والتقدير. تجد له محطات وعلاقات مترامية الأطراف مع العديد من أبناء الوطن داخليًا وخارجيًا، حيث كان وما زال حريصًا على تعزيز الروابط الوطنية ورفعة ثقافة المجتمع.
ومما يميّز أبو يعرب تواضعه الجم واهتمامه الكبير بالآخرين، فهو متواضع، ومبتعد عن الكلفة، وطبعه الوفاء بينه وبين من يعرفه، ويعد هذا الشيء سرًا من أسرار استمرارية هذه العلاقات الطيبة. وحتمًا إن تلك الصفات هي التي جعلته مثالًا يحتذى به في الوفاء والعطاء. وتجدر الإشادة بنادي جدة الأدبي، الذي اختار محمد بن عبدالرزاق القشعمي في لفتة تقديرية يشكر عليها منسوبو النادي، ليكون الشخصية المكرمة في هذا العام، وهو شخص -بلا أدنى شك- يستحق هذا التكريم بكل جدارة؛ نظير ما قدمه من إسهامات قيّمة ودائمة في مجال الثقافة، وسيظل مصدر إلهام ونموذجًا للمثابرة، والحرص على خدمة وطنه.
** **
- علي بن سليمان الدريهم