علي حسين (السعلي)
أحد الأصدقاء القريبين لقلبي كثيراً أرسل لي في منصّة الواتساب رسالة مفادها ومختصرها وفحوى دبغها، وهذا الصديق أهتم لما يكتبه، فهو لا يجامل، لا يداهن ، ولا يمسح الجوخ، يحاول أن يكون بين بين في زمنٍ مختلف، أصبح الصادق خلف الستار، والمنافق أمام الجمهور « وستوب لايت» مسقط الضوء عليه.. الزبدة يالربع كتب في رسالته :
-هذه قصة رواية حكاية كيد، أو قصة حياة علي السعلي
-طبعا، بعد السلام عليكم
: و- عليكم السلام
بداية، مروراً بحكاية كيد: صدقني لم أنتبه إلا منك الآن
ربما سيرة ذاتية ، لكن ليس مهما..
-إذا فيه ملاحظات، يا ليت ؟
سيرة ذاتية، أتفق معك لكن قصة حكاية كيد لا أتفق !-
في رأيي تكون البداية، كيف بدأت القصة.. ظروف التأليف.. إلخ
صدقت، لكن لم أخطط لها -
أنا اكتب هكذا.. عفو الخاطر.. سليم السريرة .. نقي الأهداف .. همي الوحيد رضاي عمّا أسطره هنا ، ثم يلتهمه القرّاء فهماً .. دبغاً .. رفضاً .. نقداً، أنا أؤمن بنظرية « موت المؤلف رولان بارت « المهم، ما علينا.. سأكمل في هذا المقال.. بإذن الله.. ما ابتدأته في حلقتين سابقتين.. هيَّا، اربطوا الأحزمة وانتبهوا من ساهر.. هاه :
- ما الذي استفدته من دخولي الجامعة؟؟
هو المكتبة العامة بجامعة أم القرى.. هذه المكتبة كنت مدمنا عليها ذهابا وعودة.. جلوسا وبحثا في أمهات الكتب، كان بعض الأصدقاء يثنونني عن ذلك بقولهم « يا عمي لا تتعب نفسك فيه بحوث جاهزة، تجدها في المكتبة الفلانية « وكنت أرفض ذلك؛ لأني كنت متأملا في إكمال دراستي بعد البكالوريوس .. الماجستير، كنت شغوفا بالأدب الإنجليزي وبأشعار ما أقرؤه من ترجمة للشاعر تي سي اليوت .. لكن ربما القدر أراد لي غير ذلك، والحمد الله ..
قسم اللغة العربية تخصص أدب ونقد
هذا القسم بالذات وجدت فيه ضالتي « أتكلم جد « بدءا من رؤساء القسم، الدكاترة عبد الله الزهراني، وجريدي المنصوري، وغيرهم طبعا من الذين أثروا فيّ كثيرا الدكتور حماد الثمالي، ومصطفى عليان هذان الاسمان مستحيل أنسى ما استفدته منهما ،علماً ، أدباً، ثقافةً ، قربهم من طلابهم، وكذلك مدرس علم اللغة والعروض، وما أقرؤه وأسمعه من محاضراتهم فائدة عظيمة جمّة، ولم أنس الدكتور عبد الله باقازي، يرحم الله من رحل منهم، ويحفظ من بقي..
السكن الجامعي وبعض المشاغبات
كنّا أربعة زملاء وأصدقاء، والحقيقة لست المشاغب منهم ولا المشاكس بل أقلهم. المهم في شهر رمضان المبارك كنت المسؤول عن عمل اللقيمات، والحقيقة بعد صلاة المغرب، هذه اللقيمات من صلابتها نلعب بها طائرة، والشماتة ظاهرة على الجميع بينما أنا أمارس معهم ذلك وقلبي من داخله يرفرف ضحكا، هذه الصحبة الطيبة من الزملاء الأعزاء الكرام زادي المعرفي .. خصوصا أننا كنّا من قبائل مختلفة..
مرحلة التوظيف في سلّم التعليم
بعد هذه الرحلة أيها المبدعون كانت تؤهلني لما كوَّن حرفي، قراءة.. وكتابة.. وما زالت، دواء لآهاتي، لأناتي، لصرخاتي التي تندسّ في ذاتي للعودة للباحة ، وتحقيق حلمي الأول بأن أكون صحفيا ثم الثاني قاصاً ، شاعرا، كاتبا، وأخيرا روائيا، ومن فضل الله كل ذلك تحقق ولم أتخلّ قيد أنملة عن تلك الأحلام التي رسمتها لي وأنا في سنٍ صغيرة.. هذه التراكمات صنعت مني ما يسمّى بـ(علي السعلي) والحمد لله .
لم يبق من أحلامي الآن التي أسعى جاهدا لتحقيقها بإذن الله هي رئاسة تحرير صحيفة وسيحصل ذلك بإذن الله.
طبعا في الباحة بعد عودتي لها معلما في محافظة العقيق هي بالفعل بداية انطلاقي، هناك مراحل مهمة، هنا صقلت ما يسمى بموهبة، وإن كنت أشك في ذلك « اضحكوا الآن املأوا الدنيا سعادة « النادي الأدبي بالباحة .. صحيفة البلاد ورئاسة مكتبها.. الذهاب إلى جدة ومصافحة مبدعيها.. أثنينية عبد المقصود خوجة.. أشياء تلازمني ما حييت.. أنا تعبت والله ..ما تعبتم!!
هيا.. في أمان الله..
سطر وفاصلة
أنا لا أكذب ولا أحب الكذب
دائما أقوله لأبنائي، وطلابي:
الصدق منجاة، والكذب مهواة
منهاج أخذته طريقا.. لوهناك من يعتب، يغضب، يزمجر ليس مهما !
وكم خسرت لأجل هذا الصدق الكثير …
ناهيك أنه منهج نبوي عن الرسول - صلى الله عليه وسلم-