د. إبراهيم الشمسان أبو أوس
لمجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية جهود رائعة متنوعة تخدم العربية وطلابها، منها نشر الكتب وإصدار مجلة محكِّمية تنشر البحوث العلمية المتميزة والمقالات الجيدة، ومن جهود المجمع المنتدى المتنوع الاهتمامات، ومن جهوده الدورات التدريبية الفعّالة، ومن الجهود الندوات والمحاضرات الأسبوعية المتوالية التي يتولى تنظيمها والدعوة إليها أستاذنا الجليل الدكتور محمد ربيع الغامدي بدأب لا يعرف الملل، وكل الجهود المذكورة وغيرها ينالها توجيه رئيس المجمع العالم القدير الواهب نفسه لخدمة العربية وطلابها أستاذنا الدكتور عبدالعزيز بن علي الحربي وفقه الله وأرضاه.
في يوم السبت 28 جمادى الأولى 1446هـ/ 20 نوفمبر 2024م، الساعة الواحدة؛ نظمت ندوة عنوانها (الأستاذ الدكتور إبراهيم الشمسان)، سعدت سعادة بالغة بشهادة هذه الندوة وسماع ما تفضل به فرسانها أبنائي البررة، وليست سعادتي فقط بمحتوى ما قيل وهو معبر في حقيقته عن سابغ كرمهم وعمق محبتهم؛ بل سعادتي بهذا الحب الذي جعلهم يجتزئون من أوقاتهم الثمينة ليشاركوا في الحديث عن شخصي المتواضع، ولست أملك من ألفاظ الشكر ما يكفي؛ ولكن لعل الدعاء لهم بالتوفيق يجدي. وأشكر مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية، رئيسَه أستاذَنا الدكتور عبدالعزيز بن علي الحربي وأستاذَنا المبدع الدكتور محمد ربيع الغامدي. وأتقدم بشكري وامتناني لمن شهد الندوة ولمن تفضل بالمداخلة.
أما فرسان هذه الندوة فهم أبنائي البررة الذين أفاخر بهم:
أولئك أبنائي فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا عزيز المجامع
عرفت الدكتور علي بن معيوف بن عبدالعزيز المعيوف حين سعدت بانضمامه إلى شعبة أعلمها في مرحلة الماجستير، وكان معه الأستاذ العزيز خالد العميقان. لفت عليّ انتباهي بسعة اطلاعه وبحضور بديهته،كان لَمّاحًا يدرك ما أريد، فإذا سألته أحسن الإجابة بإيجاز ودقة ووضوح، ثم سجل بعد ذلك رسالة الماجستير وكان من حسن حظه أن فاز بإشراف أستاذنا القدير الدكتور صالح بن سليمان العمير، كان عنوان الرسالة (المركّب الاسميّ في كتاب سيبويه)، وكان من حسن حظي أن كلفت مناقشة هذه الرسالة القيمة في عام 1423هـ، وكان مستوى هذه الرسالة حافزًا لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن ينشرها في 1428هـ /2007م. وبعد أن أنهى دروس مرحلة الدكتوراه آثر أن يواصل بحثه في كتاب سيبويه، وسعدت بأن كلفت الإشراف على رسالته (نظرية الموضع في كتاب سيبويه)، ونوقشت في 29/4/1429هـ، ونالت من القدر ما دعا مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية إلى نشرها في 1431هـ/ 2010م. وكان من سابغ كرمه أن عدّني من المهدى إليهم العمل إلى جانب والديه والخليل وسيبويه. فجزاه الله عني خير الجزاء.
والدكتور صالح بن محمد بن إبراهيم الصعب عرفته في دروس الدراسات العليا، ولفت انتباهي توقد ذهنه وفعاليته القوية في الدرس، يطرح الأسئلة ويناقش بحماسة، وهذا شأنه حين أسعدني الحظ أن أكلف الإشراف على رسالته للدكتوراه (الضمير في النحو العربي بين القدماء والمحدثين بنيته ووظائفه) التي نوقشت في 14/5/ 1437هـ، وكانت مفردات الرسالة مجال مناقشات ومجادلات تبين قوة تمسكه برأيه والدفاع عنه، وكان من جوانب ما اختلفنا فيه تاء التأنيث المتصلة بالفعل، ولعل هذا ما جعله يكتب مقالًا مستقلًا في هذا نشره في مدونته (أُحْدُوثَةٌ!) وأشار فيه إلى حوارنا وحواره مع زميله الدكتور معاذ الدخيل. وسعدت ببحثه (مظاهر التجديد النحوي عند أبي أوس الشمسان)، والدكتور صالح الآن رئيس قسم اللغة العربية في جامعة القصيم.
وأما الدكتور معاذ بن سليمان الدخيِّل فعرفته في منتدى الفصيح حين كان مجتمعًا للحوار والنقاش، وكانت بيننا محاورات واختلافات، وكان يتسمى باسم مستعار (ابن بريدة)، كان لَمّاحًا واسع المعرفة ذكي الفؤاد، فحرَصت على معرفته، فأجبت دعوته لزيارته في بريدة، حيث تشرفت بالسلام على والده الكريم، وشاء الله أن يبتعث إلى جامعة الملك سعود ويدرس في شعبة من شعب الدراسات العليا، ولما سجل رسالته للدكتوراه كلفت الإشراف عليها، وهي (منزلة الحرف في التفكير النحوي العربي بين القدماء والمحدثين)، ونوقشت الرسالة في 16/06/1439هـ، وكان لهذه الرسالة ولصاحبها من السمعة ما جعل مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية يهتم بنشرها، فنشرت في 1440هـ/ 2019م، وقد أكرمني الدكتور معاذ بأن أكتب تقديمًا لها، وكلف الدكتور معاذ رئاسة قسم اللغة العربية في جامعة القصيم.
وأما ابنتي الدكتورة أمل بنت محمد بن سليمان الشقير فقد تشرفت بتكليفي الإشراف على رسالتها، وهو إشراف في معظمه إداري، كما صرحت يوم المناقشة؛ إذ كفتني مؤنة العمل بما اتسمت به من دقة وحرص على التوثيق ورعاية الأصول البحثية، والدكتورة أمل شاعرة رقيقة حواشي الشعر كما يظهر في ديوانيها (قلبي يرف) و(لم ألتفت إلا إليك)، وأما رسالتها (التقدير التجريدي في المنوال النحوي) فنوقشت في 26/11/1444هـ. - 15/06/2023م. وهي الآن تحت الطبع وشرفتني بكتابة تقديم لها. اللهم وفقنا جميعًا إلى ما يحبه ويرضاه.