الثقافية - متابعة:
استضاف مركز اليمامة بمحافظة الخرج محاضرة بعنوان: «موقع اليمامة الأثري بين الازدهار والاندثار»، ألقاها عالم الآثار أ.د.عبدالعزيز بن سعود بن جارالله الغزي، بحضور رئيس مركز اليمامة الأستاذ: فراج بن ضيدان أبوثنين، وجمع من المثقفين والأهالي، وأدار المحاضرة د.عبدالله الرويس، الذي رحب بالضيف والحضور، وبعد ذلك انتقل اللاقط للدكتور الغزي الذي قال: «المكان الذي نجلس فيه الآن كان مدينة عامرة بأهلها ومساجدها ومزارعها، وتسمى الخضرمة. وإن أردت التعريف بالمكان بما فيه من تجمعات سكانية قلت لك: إن اسم المكان العام هو جو الخضارم فيعني أنك لم تحدد وجهتك الدقية، وكأن تقول أنا متوجه نحو القصيم ولكنك بهذا اللفظ لم تحدد مكان توجهك على وجه الدقة. وإن أرت التحديد الدقيق يفترض أن تقول: أنا متوجه نحو البكيرية في القصيم فأصبحت بلدة البكيرية هي وجهتك وهي جزء أصغر من مكان أكبر. وعليه عند الحديث عن المواضع هناك جهة عامة وهناك جهة خاصة توجد في فلك الجهة العامة. ولكن هناك تحديد لها دقيق وهو الأفضل، وهناك تحديد ارتجالي لا يفيد شيئاً، ولا يمكن أنيستفاد منه في تحديد الوجهة بل يشتت القاصد والمقصود بالحديث، أو الهدف الذي يدور حوله الحديث في سياق تحديد مكانه.
يقال إن سبب زوالها وترك أهلها لها هي المواجهة التي حدثت في القرن الخامس الهجري بين القرامطة المقيمين آنذاك في شرقي المملكة العربية السعودية وحينها كان لديهم قوة محاربة لا يستهان بها من جانب، وبين الأخيضريين الذين كانوا يقيمون يومذاك في اليمامة حيث توجد الآن وهم أقل عدداً وعدة من القرامطة. حدثت المعركة بين الطرفين، فانتصر القرامطة في المعركة، ويقال إنهم أحرقوا البلدة، وتشتتوا أهلها؛ فمنهم من قتل، ومنهم من هام على وجهه في الصحراء فهلك عطشاً، ومنهم من اكلته الوحوش.
سبب الصدام يبدو أنه اقتصادي ومحاولة للسيطرة على طرق التجارة من الجنوب نحو الشمال الشرقي للجزيرة العربية. فالصدام بين الشعوب سببه الرئيسي بشكل عام الاقتصاد، أو لنقل المال الذي يمكن أن يوظف في شراء أي شيء. وحين ذاك كانت الطرق البرية الناقلة للتجارة من الجنوب وما وراؤه، وإلى الشمال وما بعده؛ تمر بوسط شبه الجزيرة العربية لتتاجر عبر الطريق، وتشتري من المراكز السكانية على امتداد الطريق سلعتين هما أهم شيء بعد الماء لإنسان تلك العصور وإنسان اليوم. السلعتان هما القمح والتمور، وكلاهما يمكن أن يخزن لفترات طويله ليتغذى عليه الإنسان والحيوان من خلال عملية تكاملية، ومن خلال طرق يسيرة غير مكلفة من حيث المال.
إذا نظرنا في محطات الطريق التجاري، وجدنا أن القوافل التجارية تتحرك من موانئ اليمن على المحيط الهندي أو بحر العرب. اليمن تستقبل المنتجات من القارة الهندية ثم تسك بها طرق معروفة في قوافل جمال تبلغ أعدادها المئات وقيل الآلاف. وعبر ذات الطريق تأتي منتجات القارة الأوروبية. شبه الجزيرة العربية مليئة بالقبائل في كل ناحية، لذا مصدر الخطر متعدد. ولكي تأمن القوافل والتجارة المنقولة لا بد أن تعقد معاهدات مع المراكز السكانية ذات العدد الكبير وفقاً لشروط معينة بين الطرفين.
لهذا السبب وغيره ازدهرت مركز سكانية فنمت سكانياً ومعماريا وحضارياً. من تلك المراكز واحة الخرج الكبرى، أي من الدلم في الجنوب ومن نهاية فرزان في الغرب حتى تخرج عبر حزم عقيلة متوجهة نحو الشرق قاصداً بلدان الخليج العربي. أو نحو الشمال إما بمحاذاة وادي حنيفة متوجها إلى حجر اليمامة وما بعده وبلدانها أو عبر أم الشعال ثم خط الرياض الحديث، أو عبر مدخل وادي السلي في الزاوية الشمالية الشرقية لحوض الخرج ويحاذي الجبال تاركها على يمينه حتى يصب السلي في شرق الرياض. من المعلوم للجميع أن اختيار الطريق يفرضه الوضع الأمني السائد في تلك الأزمنة
القوافل تحمل كميات كبيرة من مواد الغذاء والبضائع الأخرى، وتقصد الأسواق المستهلكة. لذا كان من الواجب وجود قوة في كل مرحلة من مراحل السير لتحمي القوافل وما تحمله من سلع وأموال، ومن أهم نقاط الخرج، وعليه يتوجب أن تكون العلاقة معها ومع البلدان المصدرة والموردة علاقة جيدة، وإلا أصبحت الأمور خطرة جداً وأصبح العبور شبه مستحيل، وإن تيسر فيه خطورة عالية جداً. الكل يدرك ويعرف أن الماء هو الحاجة الأولى التي يحب على سالكي الطرق الطويلة وبأعداد كبيرة من إنسان وحيوان التأكد من توفر مصادره على طول الطريق، والتأكد من صلاحيته، وإمكانية استخدامها، دون وجود مصادر للماء الصالح للشرب يكون الهلاك هو المصير، وكل شيء بيد الخالق جل شأنه.
هذه المعادلة هي نقطة ضعف الخرج، يصح القول إن فيها الماء والغذاء من حيوان ونبات. ولكن بسبب ذلك كانت الخرج يومذاك عرضة للمباغتة والغزو في أي وقت لنهب ما يتيسر من ثرواته الغذائية، زراعية المصدر أو حيوانية، إلى وفرة مياهه في تلك العصور البعيدة التي تسيطر خلالها الحاجة على الإنسان. وبدافع الحاجة يتجاوز الإنسان ويُحدث خراباً يطول علاجه، ويصعب شفاءه كما حدث للخضرمة التي هجرت بعد معركة حامية الوطيس حدثت بين القرامطة من شرقي شبه الجزيرة العربية، والأُخيضريين سكان الخضرمة «جو الخضارم» وحكام الإمارة التي نسبت أسمياً لهم، إذ يقال لها «الإمارة الأخيضرية».
إن دمار هذا الموقع جاء نتيجة لخلاف بين الأخيضريين حكام الخضرمة، والقرامطة حكام هجر، «الإحساء حالياً»، على الاستفادة من مردود تجارة طريق التجارة عبر وسط شبه الجزيرة العربية من اليمن إلى بلدان الشام، وتوجيهه لمصالحهم، فحدث الصدام المسلح بين الطرفين،فهلك من هلك، ونجى من نجى، وتغيرت موازين اللعبتين:الاقتصادية، والسيطرة.
يقال أن الصدام حدث في جو الخضارم وهو المكان الذي يقع فيه الموقع الأثري الذي يطلق عليه مجازاً «اليمامة»، وإلا فهو جو الخضارم بامتداد الأرض مما نحن فيه إلى عيون فرزان، وبالتالي يكون جزء من اليمامة.
الجو هو المكان الذي يشتمل على عدة أمكنة، وإن كانتالكلمة تطلق أحياناً على مساحة صغيرة. يوجد في محافظة الزلفي هجرة في النفود اسمها «الجوي» والكلمة هذه لفظ تصغير لجو.
ما ذكر أعلاه هو أقرب الاحتمالات إلى الحقيقة. ونتيجة للصراع على الثروات انتهت الخضرمة، وشتت أهلها بين قتيل وطريد. الشيء نفسه سبق أن حدث لبلدة حجر «الرياض» التي تقع على وادي حنيفة، فعندما حدث الصراع بين إمارة الدرعية وإمارة الرياض في عصر دهام ابن دواس، فعندما انتصرت الدرعية هاجر كثير من أهل الرياض إلى شرقي شبه الجزيرة العربية فمات منهم خلق كثير نتيجة العطش والجوع والضياع. وهكذا هي الدنيا، فإما غالب، وإما مغلوب. لا يستطيع أحد أن ينكر هذه المعادلة التي قد تحدث بين أفراد العائلة الواحدة مهما كان مستواها المالي أو الاجتماعي. خلق الإنسان ليسعد ولكنه يُشقي نفسه أو يشقى بنفسه.
ما ذُكر أعلاه هو أقرب الاحتمالات إلى الحقيقة. ونتيجة للصراع على الثروات انتهت الخضرمة وشتت أهلها، والشيء نفسه سبق أن حدث لحجر «الرياض» التي تقع على جال وادي حنيفة. القصة تقول أن خلافاً حدث بين إمارة الدرعية وإمارة الرياض في وقت إمارة أدهام بن دواس انتهى بانتصار إمارة الدرعية، ففر الكثير من سكان الرياض باتجاه المنطقة الشرقية فهلك منهم خلق كثير في البر من العطش والضياع. هكذا هي الدنيا فإما غالب وإما مغلوب، لا يستطيع أحد أن ينكر هذه المعادلة والتي قد تحدث بين أفرد الأسرة الواحد من عامة الناس؛ خلق الإنسان ليسعد ولكنه يشقي نفسه وهو بغنى عن الشقاء.
من هذه القصة التي وقعت في الخضرمة «اليمامة»، ندرك فعلاً أن الصراع ليس دينياً أو مذهبياً، بل صراع تسابق على الثروات، وهكذا هو الإنسان يحب المال، والمال يُفرق القلوب، فينشـأ الخلاف، فتتلوه الحرب. اليمامة في الخرج بلد منتج من خلال تربته الخصبة التي يزيد من خصوبتها ما تنقله مياه الأمطار من مخصبات مع مائها الوفير. من الناحية الثانية، نجد أن موقعه الذي مكّنه من التحكم بالطرق التجارية من الجنوب نحو الشمال يمكّنه من الحصول على مردود مالي جيد. لا شك أن المراعي الجيدة التي ترويها الأودية الضخمة، وتنموا فيها النباتات، ومنها تجمع الأعلاف وتباع لتأتي لها بمردود مالي جيد أيضاً. ربما أن الخضرمة قد دمرت قبل ألف سنة أي في أوائل القرن الخامس الهجري، وهذا هو وقت الصراع على نقل البضائع من الموانئ على بحر العرب ومن ثم عبر بلاد اليمن، ومنها إلى نجران، فالفاو فالأفلاج؛ وعند الأفلاج تتفرع إلى طريقين: طريق يأخذ ناحية الشرق مروراً بواحة يبرين ومنها إلى مواني الخليج العربي، وطريق يأخذ ناحية الشمال إلى الرياض ومنها يواصل شمالاً ليمر بالقصيم ثم حائل ومنها إلى بلاد النهرين «العراق»، أو بلاد الشام.
وجدنا بالفعل رماداً في جلّ الأماكن التي نقبنا فيها مما يدل على تعرض الموقع إلى حريق ربما نتيجة لتعرضه للاجتياح واشعال الحرائق. وجدنا أن بعض الجدران تصل إلى ستة أمتار في عمقها، وبعض الجدران لا تتبين إلا على عمق خمسة أمتار. هذا يدل على طول عمر الموقع مما أتاح الفرصة لتعرضه لتغيرات من بقعة إلى أخرى. في الصورة أدناه تظهر في الصورة أدناه أساسات المسجد على أعلى طبقة في الموقع، مما يعني أنه بُني بعد تدمير الموقع بمدة اتاحت للرياح ركم ما يزيد على أربعة أمتار من الرمال عمودية، وهذا هو المرجح. وعليه، من الواضح أن الموقع مر بفترات مختلف، لذا دراسته ليست بالأمر الهين. يحتاج الموقع لعمل موسمي يدوم لسنوات يسمح للباحثين لتزمين تعمير الموقع. أما بالعمل القصير، أو بالأعمال الغير منتظمة، أو بالعمل بفريق علمي ضعيف؛ في الحالات الثلاث التي لتو ذكرت، لن يجدي العمل شيئاً، ولنيخرج بمصداقية عالية.
بداية العمل في المسجد في موقع اليمامة «الخضرمة»
يقوم المسجد على أعلى نقطة في الموقع، وهكذا حاله يوم اكتشافه، بينما يوجد منازل في مواضع في الموقع يقل منسوب رؤوس جدرانها العليا عن منسوب أساسات وأرضية المسجد بأكثر من ستة أمتار، أما أرضياتها فتقل في المنسوب عن أرضية المسجد بأكثر من اثنا عشر متراً. يوجد مقبرة قديمة مسورة بسور خرساني يقل منسوب ارتفاعها عن منسوب أرضية المسجد المرصوفة في أعلى الموقع بستة أمتار أو أكثر. استناداً إلى تلك الحقائق نتوقع أن الاختلاف في مستوى أرضية المسجد والمقبرة وبعض المنازل مرده إلى الاختلاف الزمني بين مواضع مختلفة في الموقع. هذا يعني أن سكنى الموقع استمرت لفترات طويلة بعضها متصل، وبعضها منقطع،وبالتالي نستطيع أن نقول أن جو الخضارم هو الخرج القديمة. هذا الاستنتاج المؤكد يستدعي عملاً ميدانياً لمدة كافية لزيادة تأكيده، فقد يتطلب عشرة مواسم تنقيب، ومن تنفيذها قد نستطيع تفكيك مراحل تعمير الموقع التي من المؤكد أنها تسبق ظهور الإسلام بقرون عديدة.
وجدنا رماد في جلّ ما نقبنا فيه، وأحياناً يكون الرماد على عمق 6م من أعلى نقطة في الموقع. وعلى جدران المباني المعاصرة لتلك الطبقات توجد آثار الحريق بسوادها. تظهر طبقة السواد على جدران وجدناها على عمق 6م وهي غير بعيدة عن المسجد الذي بُني على أعلى بقعة في الموقع وقفنا عليها مما يعني أنه مستحدث بعد دمار الموقع بقرون. استخدمت الأعمدة الدائرية في بناء الموقع مع أننا شاهدناها وصورناها في مدخل الموقع من الناحية الجنوبية. الأعمدة الدائرية شائعة حتى اليوم وبخاصة في عمارة المساجد.
من قصة وقعة اليمامة في «الخضرمة» بين القرامطة من هجر، والأخيضريين من اليمامة؛ ندرك إن الصراع لم يكن مذهبياً أو دينياً بل كان صراعاً اقتصادي للسيطرة على انتاج القمح والتمور من جانب، ولسيطرة على المناطق الخضراء للاستفادة من ثمارها وأخشابها من جانب آخر، ولتّحكم بطرق التجارة من جنوب شبه الجزيرة العربية وعبر وسطها وإلى شمالها وشمالها الشرقي للاستفادة من مردوداتها الاقتصادية من الجانب الثالث؛ ومن ثم إلى بلدان الهلال الخصيب ونهر النيل. كما أن الطبيعة مصدر دخل للإنسان بما تحتويه من نباتات تُجمع وتُخزن وتقدم للحيوانات كأعلاف حيث يقيم الإنسان. بالإضافة إلى أنها موطن مادة الوقود، ألا وهي الأخشاب الطبيعية. وعليه نقول: إن الصراع بين القرامطة والأخيضريين كان صراعاً اقتصادياً.
الخلاصة
يمثل الموقع بلدة إسلامية من أقدم البلدات المعروفة اليوم. فيها الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن بداية تعميرها تسبق ظهورالإسلام بأزمنة لا نعلم عدها. العمل الذي أنجزت في رسالة الدكتور أهعام 1407هـ-1408هـ، وما أنجزنا لاحقا مع فريق علمي فرنسي ونتج عنه أكثر من 10 مقالات محكمة وكتاب شامل، غير كافي بأي حال من الأحوال ليكشف هوية الموقع الزمنية ومراحل استيطانه، نظراً لضخامة الموقع وكثرة التعديات عليه من كل جانب. يضاف إلى ما مرّ، تراكم الرمال على سطحه مع شح العمل الأثري المبرمج لمدة طويلة قادرة على كشف ما يمكن أن يصور الموقع نوعاً وزمناً. نحن لدينا مواقع أثرية ثرية بمكوناتها، ولكن ينقصنا منهج الاستثمار للمعلومات من خلال ناقشتها حتى تعطي كل ما لديها. ببساطة نحن نعشق السرعة، ونفتقد إلى الاحتراف في استثمار المعلومة والمعلومات.
نتمنى أن ينفذ أعمال ميدانية في هذا الموقع يخطط لها الاستدامة لثلاثين موسماً على الأقل، أي في كل سنة موسم. لكي يمكن كشف مساحة كافية لتوضح نوعية الموقع، ومراحل وجود الإنسان فيه، والحصول على آثار منقولة تعرض في المتاحف، وأخرى مكتوبة تسد فراغات في صفحات التاريخ لا تزال مجهولة.
وعليه، اقتصاد المملكة العربية السعودية قائم منذ القدم على الزراعة التي ترويها العيون السائحة في السنين الماضية، وعلى التجارة العابر التي لابد أن تمر بمدنها. إلى جانب أنها أحد منتجي التمور والقمح الرئيسة في العالم. وبتنوع تلك المنتجين كانت وأصبحت المملكة العربية السعودية ذات مردود اقتصادي جيد، وسوف تظل في حالة استمراره وتطويره. بلادنا أوجدها الله جل شأنه، وحباها بالكثير من النعم، فما تختفي نعمة حتى يُكتشف لها بديل. الآثار التي وقفنا عليها ميدانياً تشهد على ما نقول. إليك الاتي:
1- مقابر فرزان التي تشغل أرض طولها ما بين 14 إلى 16كم، وعرضها يتراوح بين 5 إلى 8كم. على هذه المساحة تنتشر المقابر بشكل كثيف، من أين أتي من يرقد في تلك المقابر.
2- مقابر عين الضلع التي تشغل سطح هضبة ممتدة بمسافة تتجاوز 4كم. ويوجد عليها مدافن قدرها فيلبي وغيره بأكثر من 3000 قبر ضخم، ربما أنها لسادة القوم وأغنيائها. أما مقابر عامة الناس فهي لا تحصى، بل الكثير منها اختفى نتيجة لجور الإنسان وعوامل الطبيعة كالأمطار والرياح.
3- مقابر عيون خفس دغرة التي قدرها الفريق العلمي الفرنسي بأربعة آلاف مدفن من الحجم الكبير، وصنفها في أربع فئات رئيسة، هي:
ا- المذيل الضخم الذي يتجاوز طوله في حالات 15م.
ب- الدائري الضخم الذي يبلغ قطره 4م تقريباً.
ج- الرجمي بأحجام مختلفة.
د- الرجمي الذي في وسط جدار محيط بينه وبين القبر فراغ وكأنه وضع ليدور عبره زوار القبر.
يوجد أشكال فرعية عديدة للمقابر. ربما أن لمكانة الشخص الاجتماعية أو درجة ثرائه أثر في تفاوت أشكال المقابر وأحجام ودرجة اتقان تشييدها.
يطول الحديث في آثار محافظة الخرج، ومحاولة تفسيرها ورصدها وتحليلها، ولكن بإذن الله تعالى لنا لقاء آخر في هذا المكان أو بجواره ويتفرع الحديث. ويومها قد يطول العرض، وتتسع دائرة النقاش، وتقديم المزيد من المعلومات.
أشكر صاحب الدعوة والمكان على اتاحة الفرصة لي لأتحدث عن مكان أحببته صغيراً، وتخصصت في آثاره وتراثه وتاريخ كبيراً. أشكر الجميع على المتابعة،وأرحب بأي سؤال يطرح، فإن استطعت أن أجيب أجبت، وإن لم أستطع اعتذرت، وهكذا الإنسان يسير بين قدرة وعجز. وإلى الله المصير».
وفي نهاية المحاضرة شكر مدير الأمسية د.الغزي، والحضور الذين أثروا الأمسية.