الروائي علي حسين الزهراني، تفضل بإهدائي نسخة من روايته تحت عنوان: (حكاية كيد) . بلغة عربية فصحى معممة، نقل لنا الحياة الاجتماعية بجزء من بلادنا الحبيبة، بذكاء الكيس وتلميحات الفطن، بكل مصداقية وأمانة دون زيف أو مبالغة.. للحياة الاجتماعية بشقيها المضيء والمظلم، وكانت جراءة صدقة بعدم إنكار الشق المظلم وتغيبه عن الأجيال القادمة، إيمانا منه برسالته. من خلال رؤية تربوية استطاع أن ينقل تلك الصور للحياة البسيطة والمعقدة في بعض الأحيان!
فالرجل مؤمن بقضايا مجتمعه محاولاً أن يوازن المعادلة من أجل مجتمع مدرك واع مستنير.
الرواية جمعت عدة توجهات فنية حيث نقلنا من الدراما إلى الرومانسية والكوميديا وختمها بالتراجيديا، التي أحدثها الجانب المظلم للحياة الاجتماعية .. وأثره السلبي على المجتمع.
في الحقيقة بعد استمتاعي بقراءة الرواية.. تمنيت أن تجد من يحول هذه الرواية إلى فيلم سينمائي، لمبدع يجيد وضع السيناريو الملائم لأحداث الرواية، أن تجد منتجاً سخياً يقدر العمل الإبداعي، وممثلين أكفاء.. يجيدون اللهجة الجنوبية.. إلى جانب حسن اختيار المخرج الذي يملك كفاءة عالية لتصور أحداث الرواية المتتالية والمتعاقبة .. ومعرفته بطبيعة المنطقة والموروث الفكري والثقافي والاجتماعي للمنطقة.
فالرواية قد احتوت على العديد من الإشارات والرموز ذات الدلالة رغم واقعية أحداثها، وهنا مؤشر يؤكد شمولية رؤية المؤلف .. بأسلوب إبداعي سلس .. دون تعقيدات.. عاكسة شدة ارتباط والتزام بقيمه ومبادئه المتسامية.. التي يبحث عنها وسط ضجيج المتغيرات.. وصخب التطورات وأثرها السلبي على المجتمع، فمن المؤشرات. البزازة التي وضعها (هوس في فمه)، لفقده حياة الطفولة وبراءتها التي لم يتسنَ لها التمتع بها.
** **
- أحمد طيب منشي