حاورته - بسمة فهد الأكلبي:
نستضيف في هذا الحوار شخصية أكاديمية ونقدية أثرت المكتبة الأدبية بالعديد من المؤلفات والأبحاث التي تطرقت لموضوعات التي تطرق فيها للمسائل النقدية والأدبية المهمة في هذا الميدان، وقد انفرد أ.د.أحمد عبدالحميد عليان، بآراء نقدية جريئة جعلتنا نعيد النظر في العديد من هذه القضايا النقدية، وقبل أن أدلف إلى تفاصيل الحوار أردت أن أعرف بالضيف فهو أستاذ جامعي وناقد حصل على شهادة الماجستير في جامعة القاهرة في كلية دار العلوم عام 1983م، وحصل على شهادة الدكتوراة في جامعة القاهرة من كلية دار العلوم عام 1997م، ومن أهم مؤلفاته وبحوثه: عبد الله البردوني: حياته وشعره. (مخطوط ماجستير بمكتبة كلية دار العلوم – جامعة القاهرة سنة 1992، ونشر في مركز الحضارة العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة 1998م، والصورة في شعر مملكة غرناطة. (مخطوط دكتوراه بمكتبة كلية دار العلوم - جامعة القاهرة 1996م)،
ونشر في دار النابغة للنشر والتوزيع بالقاهرة 2014م، ولزمن في شعر المتنبي. ( في صحيفة دار العلوم 1998م)، وفي مجلة (الدرعية بالمملكة العربية السعودية) يناير 2001م، والوضوح وبنية الدلالة الأدبية: قراءة في قصيدة حوار مع النيل للشاعر محمد حماسة عبد اللطيف. (مجلة كلية دار العلوم بالفيوم – جامعة القاهرة) ديسمبر 2001م، وحضارة الوصف في شعر الرصافي البلنسي. (مؤتمر: الثوابت الثقافية والمتغيرات الحضارية من كلية دار العلوم بالفيوم- جامعة القاهرة) أكتوبر 2002م، والبيئة والشخصية: قراءة في رواية «قلب الليل» لنجيب محفوظ. (مؤتمر: مؤثرات البيئة في الإبداع الفكري والأدبي – كلية دار العلوم بالفيوم – جامعة القاهرة ) ديسمبر 2002م، ودلالة المكان في رواية «الجنة العذراء» لمحمد عبد الحليم عبد الله. (المجلة العلمية لكلية دار العلوم - جامعة القاهرة - فرع الفيوم، ديسمبر 2004م)، وحضور الآخر في شعر المتنبي: دراسة في قصائد «فاتك». (مؤتمر: جامعة الفيوم الأول بعنوان: (المشهد الحضاري والثقافي في الفيوم) يومي 27، 28 مارس 2007م.
وقد سبق اختياره ضمن لجنة التحكيم في إحدى دورات جائزة الملك فيصل العالمية، وهو عضو المهمة العلمية إلى إنجلترا – جامعة لندن (مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) من يونيو إلى نوفمبر 2008م.. وبعد هذه النبذة عن الضيف نأخذكم إلى نص الحوار..
هل الأدب مهم في حياتنا؟
الأدب هو جوهر التجربة الإنسانية وأرقى ما يقدمه الإنسان للإنسان حضوراً وتراثا خالدا خلود اللغة والكلام؛ لأنه مكون أساسي من الثقافة والدين والسلوك البشري عبر العصور.
لولا الأدب شعراً ونثراً ودراما حديثة ما عرف الناس التاريخ والعلوم والفنون وضرورة معرفة الآخر في شتى جنبات العالم..
صدرت كتب كثيرة في لغات متعددة كان عنوانها الرئيسي: ما الأدب؟ لماذا الاختلاف على هذا المصطلح؟
هذه الكتب أبدعها فلاسفة ومفكرون؛ فعالم الأدب ليس عالم الأدباء وحدهم، بل عالم الناس والحياة، وما مدارس الأدب واتجاهاته إلا طرائق لفهم الحياة والنظر إلى الحقيقة من كل زاوية..
ورغم أدبية الأدب فإنه علم وفن، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الشعر علم قوم لم يكن لهم علم غيره، فهو علم العرب: الحرف والكلمة والإيقاع والتركيب، وهو أساس النقد والبلاغة، وعلم البديع والمعاني واللسانيات، وغيرها من علوم اللغة، لولا الأدب ما كان للعرب وجود بين مضايق الأدب العالمي ودراساته..
رغم أن هذا الأدب من ثمار القرآن الكريم الذي أعلى شأنه بالنزول على لغته ودلالاته ومعانيه، فلا يوجد تفسير قرآني إلا واعتماد المفسر على لغة الأدب العربي في توجيه النص القرآني.
الأدب استقطب العلوم واستوحى الفنون وذللها في صور عذبة ومعان ندية تميل إليها النفس الإنسانية؛ ولذلك ما من عالم عربي أو مفكر إلا وكان شاعراً أديباً.
وللأدب مساراته التي تتجاوز بلطفها المنطق والفلسفة، فحينما اختلف علماء الكلام والفلاسفة المسلمون مع نظرائهم من سدنة اليهودية والمسيحية في العصور الإسلامية العباسية والأندلسية حول وجود الله الواحد مستدلين بالقرآن الكريم، رفض الآخرون الاستدلال لأنهم لا يؤمنون بالقرآن، فانتفض الفكر الأدبي ليؤسس نظرية الوجود الإلهي دون الاستدلال بنص قرآني أو حديث شريف، فعرف الفكر العالمي نظرية «الإشراق» أو «حكمة الإشراق» عن طريق الأدب، ابن سينا والسهروردي، ثم نبغ ابن طفيل الأندلسي فألف روايته الشهيرة «حي بن يقظان»، التي ترجمتها لغات العالم القديم والحديث، ثم قامت عليها كتابات الغرب في بناء نموذج إنساني مغامر مثل طرزان وما إلى ذلك. وقديما كان الأدب على لسان الحيوان يقدم للإنسانية فكرها مثل كتاب كليلة ودمنة.
وأقدم من ذلك في الأدب الإغريقي عرفت الإنسانية علم النفس وأوجاعها من المسرح اليوناني ومنظري الأدب أرسطو وأفلاطون وسقراط.. الأدب من المأدبة، خير ما يقدمه الإنسان للإنسان، ولكنه الفكر وخلاصة الخبرة وجوهر التجربة.
هل هناك شخصية أدبية تمنيتم اللقاء بها؟
كنت أتمنى الجلوس مع الشاعر الأمير عبدالله الفيصل والشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن والثبيتي والقصيبي رحمهم الله.
هل يُولَّدُ الألم الإبداع؟
الأدب أرقى من ذلك بكثير، عظماء الأدباء أمراء وأثرياء على مر العصور، قد تكون المعاناة نفسية ولكن يستطيع الأدب الأرقى التعبير عن هذا الألم.
بماذا تنصح طلاب اللغة العربية؟
إياك أن يجبرك ضعف مجموعك في الثانوية العامة على تخصص اللغة العربية والعلوم الإنسانية..
إن لم تكن محباً متميزاً تؤمن بأنك إضافة إلى اللغة فلا تنتسب إليها.