هيئة التحرير بالثقافية:
كشفت دراسة علمية أجرتها الدكتورة: مشاعل بنت محمد آل سعود (جامعة الملك سعود)، ونشرها موقع أكاديميك (The Academic) في الولايات المتحدة الأمريكية، عن وجود عدد كبير من الأنهار والأودية القديمة المخفية (Hidden Rivers) في صحراء المملكة العربية السعودية، حيث نشرت مجلة (Scientific Reports) صورًا فضائية عالية الدقة إلى جانب صور رادارية لهذه الأنهار التي تختبئ في باطن صحراء المملكة!
وقد كشفت صور الأقمار الاصطناعية عن أنماط غير مألوفة في تضاريس المملكة العربية السعودية، بعضها يشبه أنظمة الأودية، لكنها غير مرئية على سطح الأرض، ولطالما تساءل الباحثون عن نشأتها وأهميتها، وقد سعت الدكتورة: مشاعل عالمة (الجيومورفولوجيا) و(الهيدرولوجيا) التي تستخدم في دراساتها التقنيات الفضائية، إلى كشف حقيقة هذه المعالم الخفية باستخدام صور الأقمار الاصطناعية المتطورة، لتؤكد أن هذه الأنماط في التضاريس هي قنوات مائية قديمة مدفونة تحت طبقات من الرمال والصخور. وهذه القنوات المعروفة باسم (القنوات الأحفورية)، (Paleodrainages)، العائدة إلى أنهار وأودية كانت موجودة قديماً وتغطت بالرمال والرواسب مع مرور الزمن تاركةً وراءها آثارًا لا يمكن اكتشافها إلا من خلال التكنولوجيا الحديثة، وقد أثار هذا الاكتشاف اهتمامًا متجددًا بالتاريخ الجيولوجي للمملكة، وآثاره المحتملة على الحفاظ على المياه، حيث تشير الدراسات أن هذه القنوات المائية القديمة ليست مجرد آثار من الماضي، إلا أن بعضها لا يزال يمثل ممرات للمياه الجوفية، وقد أثار تحديد هذه القنوات أيضًا تساؤلات حول أهميتها العلمية والتاريخية، حيث ربما ازدهرت الحضارات القديمة على ضفافها عندما كانت المياه أكثر وفرة، وقد انفردت (الجزيرة الثقافية) بنشر تفاصيل هذه الدراسة على صفحاتها في هذا العدد.