حينما يتتبع الباحث مادة بحثية معينة يتوجب عليه تصفح عدد كبير من المظان للبحث عن الضالة. ويقرأ الكثير مما لا علاقة مباشرة له بالموضوع، ولكن ما تعطيك إياه هذه القراءات يتحول أحيانًا إلى كنوز بحثية تلهمك موضوعات لم تكن تخطر على البال، ولم تكن موجودة أصلاً على خارطتك البحثية. وقد حدث ذلك لي مرات كثيرة كان آخرها تسكعي لمسافة أطول مما احتجته في تصفح مادة لغوية في لسان العرب حيث أسلمني هذا التسكع
...>>>...
يعدّ الأدبُ من النشاطات البشرية التي تعتمدُ اللغة مادةً أولى لها. لهذا رأى فيه بعضُ العلماء نظاما دالا يستعملُ نظاماً دالا آخر. وهو، بناء على هذه الخاصيّة، يضطلع بوظيفة الإبلاغ نظرا إلى أن نصوصه تحملُ رسائل من صانع الكلام إلى متلقيه ناقلة معرفة وإخبارا. وهذه الرسائل هي ما يصطلح عليه بالمعنى. غير أن نصوص الأدب تحتفي، في نقلها للمعنى، بمظهر جمالي يقوم على صياغة اللغة صياغة فنية وهو ما
...>>>...
وأقصد باليوم «الراهن»، والراهن في «ذاته إشكالية» ليس لأنه يخضع «لسوق القوة» أو «لضغط الوسيلة»؛ إنما إشكالية لثلاثة أسباب؛ السبب الأول لأن حصوله مقتضى وليس طبيعيا؛ والاقتضاء هنا يدخل في باب «تحول الطارئ إلى اعتيادي» وفق قوة تهديدات المؤثر النوعي، لكننا نظل نختلف في قوة تهديدية المؤثر التي تحوله إلى
...>>>...
سيدتي الجميلة: أيتها النائية كأحلام البسطاء، النائمة في حضن الجبال، المختبئة بعيداً عن البحر الهائج المائج بالأسماك الملوثة بالإشعاع، والأساطيل المدمرة، وحاملات الطائرات المرعبة حيث أوكار طيور الموت العملاقة. هذه الأساطيل التي يسيرها البشر الغرقى في وهْم السلطة والسطوة والنفوذ والمال، وهُم يرفعون أعلاماً زُينت بالجماجم، ودساتير كتبت بدم
...>>>...
هذا هو عنوان المؤتمر الدولي للغة العربية الذي عقد في مدينة بادانج في سومطرى الغربية في إندونيسيا (28-31 أغسطس 2013م)، وهو المؤتمر الثامن الذي تعقده إحدى جامعات إندونيسيا بمشاركة من اتحاد مدرسي اللغة العربية (IMLA)، وهي مؤتمرات تفصح عن اهتمام بالغ باللغة العربية وتعلمها وتعليمها، نلحظ ذلك جليًّا في تعبير من نلقاهم من المعلمين والطلاب الذين
...>>>...
مثلما هو تيه الهُويّة المتردّدة والمتوزّعة بين الانتساب للدولة، أو الانتساب للديانة، أو الانتساب لدم مزعوم، هكذا حال الثقافات العربيّة يتنازعها هذا التوزيع والتردّد في أيّ مرحلة تقلبيّة أو اضطرابات سياسيّة، وأزعم أنّ مردّ ذلك عائدٌ للجمع والخلط بين الدولة والدين والعرق؛ ولئن كان الدين الإسلامي قد حسم نظريّاً مسألة الفصل بين التقوى والعرق منذ زمن بعيد، إلاّ أنّ الممارسات الواقعية لم
...>>>...
في مقال تضمّنه أحد كتبه (الوقوف على أرض صلبة) يتحدّث صاحب جائزة نوبل الرّوائي الكولومبي الشهير (جابرييل غارثيا ماركيز)، عن جانب من المعاناة التي قاسها إبّان نشر روايته (مائة عام من العزلة). ففي أوائل شهر آب من عام 1966 وبعد أن أنجز ماركيز كتابة روايته تلك ذهب بصحبة زوجته (مارسيدس) إلى مركز البريد التابع لمدينة (سان أنخل) في المكسيك حيث كان يُقيم في تلك الفترة، وذلك من أجل إرسال
...>>>...
هذه ليست دعوة للتسامح، وإبداء الود إزاء الآخرين، كما يتبادر إلى الذهن من الوهلة الأولى؛ بل هي شعار لممارسات في اليوجا تؤدي إلى فتح القلب البيولوجي لدى الإنسان فعلاً. وهي وإن بدت تمارين للظهر، كما تظهر أسماؤها، أو عناوين الحركات، وشكل انحناءات الجسم فيها، إلا أنها تؤدي في النهاية إلى آثار إيجابية على القلب بالدرجة الأولى، وعلى أعضاء أو أجزاء
...>>>...
عندما استيقظ باكرًا أكون في عجلة دائمًا، وإن كنت قد استيقظت قبل الموعد.. أزيح الستائر وافتح النافذة، لا أرتب السرير لأن بلانكت عادة لا تزال متكومة نائمة على طرفه، فاترك الأغطية مثلما هي، وأخرج من الغرفة، املأ الإبريق بالماء وأضع ملعقة قهوة بالفلتر والتقط فرشاة الأسنان وأضع المعجون، وافرش أسناني، وأنا ذاهبة لتفقد أوراقي التي سآخذها معي، حتَّى تجهز القهوة. أفكر كيف سيكون
...>>>...
أسّست الفضائيات العربية لنفسها حضوراً كبيراً في شهر رمضان المبارك، يفوق – في السنوات العشر الأخيرة تحديداً – ما كانت سجلته من قبل، أو ما كان سجله (التلفزيون الأرضي)، ويعود هذا الحضور النامي إلى معطيات متنوّعة عرض لها بعض الراصدين.
ومن حيث الجملة يمكن أن نقسِّم المادة الرمضانية التي كانت تستأثر بساعات البثّ في شهر رمضان - على مدى عشرين عاماً - قسمين كبيرين، سعى أحدهما إلى تقديم
...>>>...
هناك فئة من الشباب يدور لديهم عددٌ من التساؤلات التي لا تنفك تراود أذهانهم حول الذات والآخر، الفلسفة والإيمان، النقل والعقل، الأصالة والمعاصرة، العقيدة والتراث.. زخم تساؤلي متدفق حينما يفتقد آليات الترشيد سيترك آثاراً مدمرة تربك الذهنية وتفقد الوعي التوازن المطلوب.
تلك التساؤلات لدى البعض باتت أكثر إلحاحاً من أي قت مضى، وخصوصاً في ظل ما نعيشه
...>>>...
وعلى هذا مضت بكَ السنونُ، وأنتَ ممتلئٌ بالرِّضا عن ذاتك، في صحبةٍ يسودها الاطمئنانُ الذي لم تداهمه سكراتُ القلق إلا مرّاتٍ عشوائية لا يحتسبها الزمانُ في موازين العمر الذي ستُسألُ عنه يوماً.. فهل أعددتَ جواباً غير الصمت؟
كنتَ تسيرُ في غاباتٍ من الغربة والاصفرار، مستوطناً بعض أشجارها العارية من كل اخضرار، ولا
...>>>...
«صراع الإنسان ضد السلطة هو بالدرجة الأولى صراع الذاكرة ضد النسيان»
ميلان كونديرا
* تنتهي لحظاتُ الرعب التي عاشتها ليلى وجدّتها بظهور الحطّاب «المخلّص»، وتشيع أجواء الفرحة في نهاية القصةِ احتفالاً بالخلاص، وبنظرةٍ تحليليةٍ للقصة البسيطة يمكننا القول: إن الحطّاب كان شخصيةً ثانويةً في مقابل الشخصيتين الأخرى الرئيستين «ليلى والذئب»، لكنه بعد تخليص البطلة يرقى إلى مصاف الأبطال ويصير كل
...>>>...
عانى الوسط النقدي زمناً ليس بالقصير من فوضى المصطلحات التي أدخلت كثيراً من المفاهيم في ضبابية اشتكى منها جمع ممن يتعاطى مع المناهج النقدية الحديثة، وفي ظل هذه الفوضى تنادى كثيرٌ من النقّاد إلى ضبط التعامل مع الكلمة الاصطلاحية المترجمة، وإلى احترام الدرس النقدي بعدم الانطلاق من لحظة الصفر عند التعامل مع اللفظة الطارئة على العربية، مؤكدين على ضرورة أن يقرأ النقاد لأقرانهم لتُعرف
...>>>...
في معرض الكتاب الدولي الذي أُقيم مؤخرًا في العاصمة الصينية بكين، كان لي شرف المشاركة مع وفد المملكة، التي تُعتبر أول دولة عربية وإسلامية تشارك ضيف شرف في هذا المعرض. يُسجَّل للمملكة هذا الحضور الاستثنائي الذكي في هذه الدورة من دورات المعرض، كما تُحسب لوزارة التعليم العالي السعودية جهودها الكبيرة في الوصول إلى معرض بكين بصورة مُميّزة، سجلت
...>>>...
تستخدم منذ نشوء الصحافة مصطلحات كثيرة للتعبير عن مجريات الصراع الاجتماعي العام، وقد ازدادت كمية المصطلحات عبر الزمن وهي مستمرة في الازدياد. منها ما تم تعريبه كالإرهاب والتفرقة العنصرية واليسار واليمين وما إلى ذلك، ومنها ما أخذ كما هو من اللغات الأخرى كالفاشية والشوفينية والراديكالية والبراغماتية وغيرها. فما هي إذن أبعاد المصطلح ووظيفته واستخداماته؟
كان صباحاً يشبه وجهها النوراني الباسم، صباح سمعت فيه هديل يمامها، ولوحت لي أيادي نخيلها، ومرت بي أغنيات اطفالها الملائكيين والتي دخلت كل بيوت وطني ورددتها شفاهنا الصغيرة ولازالت، أغنيات انبثقت كلماتها من قيمنا النبيلة وحملت مفرداتنا، وقسمات ملامحنا. وأنا أمر بالطرقات تسلل الي صوت انثوي رخيم (ياهل المدينة علامكم ماتهرجون) ابتسمت وانا أتذكر دفء صوت صديقاتي المدينيات. رفعت بصري إلى الأعلى فرأيت
...>>>...
من يشتهي، من يرغب، بتأسيس قناة فضائية فإن الأرض والسماء العراقيتين مفتوحتان أمامه. يمكنه بين عشية وضحاها أن يؤسس هذه القناة. مبلغ التأسيس خمسة ملايين دولار هبة من الأمريكيين. تتوزع كالتالي خمسة وثمانون ألف دولاراً أمريكياً أجور الصعود على القمر الاصطناعي الواحد للبث ولو شاء المؤسس أن يصعد على قمرين اصطناعيين فإنه يدفع مائة وسبعين ألف دولاراً
...>>>...
حسنا فعل الأستاذ حسين بافقيه مدير إدارة الأندية الأدبية سابقا وهو يطلب من الأدباء والمهتمين قراءة ومراجعة «مشروع لائحة الأندية الأدبية»، وإبداء آرائهم فيها قبل تطبيقها، بعد أن نشرها على الشبكة العنكبوتية. ولست هنا في ميدان امتداح الخطوة الرائعة فتلك منقبة من مناقبه ربما لن تذكر مع سمو ونبل موقفه التاريخي من انتخابات نادي أبها الأدبي، واستقالته تضامنا مع الحق الذي رآه ورأى من يحاول
...>>>...
قلت في مقال سابق إن الاهتمام بالثقافة والأدب والأدباء في المملكة قديم ومتواصل ويعرفه جيل بعد جيل بالرغم من قلة الإمكانيات من مكتبات ودور نشر.
وبالرغم من هذا وذاك إلا أن الأدباء آنذاك كانوا يحرصون كل الحرص لكي يلتقوا بعضهم بعضاً في مجالس منزلية متواضعة تارة وفي المقاهي تارة أخرى، وكانوا يقرأون ويناقشون ما ترد في أيديهم وتصل إليهم من الكتب الأدبية نثراً وشعراً وكان التواصل بين الشيوخ
...>>>...
إنه أمر بالغ الأهمية، ماذا يفعلُ المثقف في وضع صعب كهذا؟ يكتب عن الموقف الأخلاقي من الحرب التي تقتل وتدمر وتُهّجرُ وتسبي وتبيد وتمحي، أم يكتب عن رؤيته الخاصة للحرب وسيناريوهاتها الدموية؟ أم يكتب عن وجهها المخجلُ فقط؟ سؤال الحرب عصي على أي مثقف، عصيٌ على الثقافة نفسها التي لا تملك المسوغات الحقيقة لمديح الحرب. وبما أن المقصود من هذا الكلام حول الحرب الدائرة رحاها في سوريا، فإن الحيرة
...>>>...
تعد جدلية الحاكم والمحكوم من أكثر التيمات الشائعة في الأدب العربي في العصر الحديث وفي أولى أعماله القصصية، يتصدى الكاتب الشاب د. حجاج علي لإشكالية السلطة والحرية في العالم العربي من خلال قصته القصيرة «صلاة سرية» التي ترصد رحلة مواطن بسيط كُتب عليه أن يمر على تظاهرة بإحدى ميادين مصر ويتفاعل مع تلك التظاهرة لا شعورياً حيث يدور حوار داخلي مع النفس كاشفاً عن مأساة الإنسان المصري والعربي
...>>>...