قلت في مقال سابق إن الاهتمام بالثقافة والأدب والأدباء في المملكة قديم ومتواصل ويعرفه جيل بعد جيل بالرغم من قلة الإمكانيات من مكتبات ودور نشر.
وبالرغم من هذا وذاك إلا أن الأدباء آنذاك كانوا يحرصون كل الحرص لكي يلتقوا بعضهم بعضاً في مجالس منزلية متواضعة تارة وفي المقاهي تارة أخرى، وكانوا يقرأون ويناقشون ما ترد في أيديهم وتصل إليهم من الكتب الأدبية نثراً وشعراً وكان التواصل بين الشيوخ والشباب جميلاً وحميماً والأجمل من هذا الفرحة التي كانت تملأ وجوههم عندما ينشرون أدبهم ويفيدون غيرهم بدون تكلف أو بخل وذلك بتوجيهات سديدة نافعة.
لذا كان ارتباط صغارهم بكبارهم ارتباطا شديدا والاعتزاز بكبارهم فريدا ويشهد على ذلك من عاصرهم وجلس معهم وعايشهم.
وفي هذه العجالة أود أن أقول إن الأدب لا يختلف كثيراً بين الماضي أو الحاضر نثراً كان أم شعراً أو حتى قصة.. أدب أصيل ويثلج القلب، ورأيته كثير الانتشار في بلادنا وخاصة بين أبنائه، وهو منتشر في المكتبات والصحف والمجلات وبين أيدي القراء، ويدَرس في المدارس والجامعات.
فعلى سبيل المثال نذكر بعض الأدباء والشعراء الأجلاء من هذا الجيل وقبله منهم: الشاعر إبراهيم الغزاوي، والعلامة حمد الجاسر، والأستاذ أحمد العربي، والشيخ أحمد جمال، والسيد محمد حسن فقي، والأستاذ عبدالله بن إدريس، والشيخ عبدالله بن خميس، والسيد حسن كتبي... هؤلاء وغيرهم كثير من الذين نعتز بهم فنرى إنتاجهم غزيراً وأعمالهم وضاءة، ولكن كل ذلك منحصر تقريبا في النطاق المحلي، أي داخل المملكة فحسب، أما خارجها فإن الأدب السعودي لا يزال غير معروف «كما يبدو لي» أو أستطيع القول إنه غير منتشر ولا يعرفه الكثير.
والذي أتمناه أن يكون للأدب السعودي الدور الفعال خارج الوطن وأن يكون ذا هوية ثابتة كاملة في العالم العربي والإسلامي إن شاء الله تعالى، ويشارك في هذا الحراك الثقافي الأدبي الوطني الأندية الأدبية ومعارض الكتب وسفارات خادم الحرمين الشريفين كلا قدر استطاعته وذلك للتعريف بالأدباء وإهداء كتبهم للمعتمرين والحجاج والمكتبات العامة والخاصة خارج هذه البلاد الطيبة.
ولا ننسى هنا الدعم الفوري والمتواصل من الوزارة المعنية «وزارة الثقافة والإعلام».
abdulghafour.obaid@live.com
- مكة المكرمة