بلانكت أيضاً
عندما استيقظ باكرًا أكون في عجلة دائمًا، وإن كنت قد استيقظت قبل الموعد.. أزيح الستائر وافتح النافذة، لا أرتب السرير لأن بلانكت عادة لا تزال متكومة نائمة على طرفه، فاترك الأغطية مثلما هي، وأخرج من الغرفة، املأ الإبريق بالماء وأضع ملعقة قهوة بالفلتر والتقط فرشاة الأسنان وأضع المعجون، وافرش أسناني، وأنا ذاهبة لتفقد أوراقي التي سآخذها معي، حتَّى تجهز القهوة. أفكر كيف سيكون هذا اليوم! وأنا أضع كريم الشمس الواقي على وجهي، هل سيكون سهلاً لأقوم ببعض الأعمال الإضافية الأخرى؟ أكون قد سكبت لي كوب قهوة وعند عودتي للغرفة لأكمل ارتداء ملابسي وآخذ حقيبتي. أجد بلانكت قد استيقظت، تدير ظهرها لي بشعرها الأسود الغزير واقفة بالنافذة، يتدلى ذيلها من حافتها، يتأرجح قليلاً، ثمَّ يتجمّد، مثل علامة استفهام، قلت لنفسي: إن بلانكت أيْضًا لديها شكوكها وهواجسها حول هذا اليوم، ولست وحدي.
(شوفة) عريس آخر ..
لماذا لا تسرحين شعرك الجميل؟
بارتباك ردت: لقد فعلت..
صحيح! يبدو مشعث، قليلاً!
نظرت إليه باستغراب وارتباك متحسسة شعرها؛ لأنّه زنبركي!! هذه تسريحة وليس تشعثًا؟
همس بصوت خفيض: صحيح!
ثم أدار نظره حولها.. وبلوزتك أيضًا؟ لماذا تبدو مبهذلة، ألا يوجد في بيتكم مكواة!
ممسكة بياقتها: لا هي هكذا... قماشها هكذا..
صمت قليلاً، ثمَّ قال: ووجهك هل أنت متعبة؟! لماذا يخلو من الألوان؟
محاولة أن تفهم - عفوًا..
بارتباك أجابها: أعني ما تضعه البنات عادة! مكياج وأحمر شفاه! حرّك يديه ورفع إصبعه، مشيرًا إلى فمه محاولاً الشرح
قلبت شفتيها بلا مبالاة، لا أحب؟ أحب لوني الطّبيعي..
ساد صمتٌ طويلٌ لا يقطعه سوى صوت ارتشافه للعصير. في حين نظرت لحذائها متسائلة: بماذا يمكنه أن يقول أيْضًا عنه؟ فهو الشيء الوحيد، الذي لم يعلّق عليه.
- الدمام