من يتأمل سبب الأزمة بين المثقفين المتدينين والمثقفين الليبراليين سيجد أن «المرأة» هي سبب تلك الأزمة، فالليبرالي يسعى إلى استغلال المرأة من خلال إرث المظلومية التاريخية لأنها البديل الوحيد الذي يُعوض له غياب خطابه، والمثقف المتدين يستغل ذلك الإرث لأنه المُمثِل الوحيد الذي يثبت من خلاله استمرار «ولايته الفكرية» على العقل الاجتماعي، والمرأة عند
...>>>...
ماهي الأسئلة التي تخص بيت العائلة السعودي ولا نزال نتجنبها، أو ربما لم نفكر فيها بعد، ماهي الاستفهامات التي لم نطرحها حتى اليوم كمجتمع سعودي عندما نتحدث عن البيوت كنواة المجتمع وعن أهمية العائلة كقاعدة أساس في الهرم الاجتماعي؟
كثيرة جدا هي الأسئلة، وقليل جدا منا من يستطيع طرحها اليوم، الكل منشغل بالأنظمة الفاسدة، البعض يفكر بإصلاحها، الجميع يتحدث عن التغيير الاجتماعي المنشود، البعض يعول على
...>>>...
أهداني الصديق الأستاذ محمد السبيهين، بعد خروجنا من دارة العرب يوم الخميس الماضي، كتابًا غريبًا سماه مؤلفه (عبدالله نور) نون القرآن الكريم: دلالات حروف اللغة العربية. والمؤلف كما يفهم من سيرته أميل إلى الصحافة والأدب؛ ولذلك جاء كتابه أدنى إلى الأدب لا العلم والبحث والتحقيق الصريح وإن توهم ذلك واستصرخ أمة العرب والإسلام لإعطاء هذا البحث ما
...>>>...
لو أن هذه الدارة ليست سوى صالة عرض جمعت فيها الفنانة صفية بن زقر معظم لوحاتها، وخاصة تلك التي تحتفي بالتراث الشعبي في الحجاز وكثير من مناطق المملكة العربية السعودية، لكفاها فخراً، فهي صالة فخمة وأنيقة تعطينا فناً راقياً كما تمنحنا دروساً في أنماط الحياة الشعبية في أزمان ماضية، فاللوحات عبارة عن سجلات تاريخية تقبض على مظاهر العيش وطرقه في
...>>>...
ألا تستحق ظهورنا أمثالاً قوية، وداعمة لقيمتها لنا في الحياة، وفي الإنجاز والراحة، أكثر مما يوجد في لغتنا؟ عندما حاولت أن أتذكر مثلاً يُنصف الظهر، ويعطيه قيمته التي يحتلها فعلياً، دون شكر منا، لم أجد؛ فاضطررت إلى تحوير المثل المعنون أعلاه. المؤسف أنه في ثقافتنا القديمة يكنى بالظهر للدابة (ليس معه ظهر: لا توجد لديه دابة يركبها)، وتماثلها في ذلك
...>>>...
(ستعاد الانتخابات وفق آليتين... بعد أسبوع أو أسبوعين من ملتقى المثقفين القادم) بهذه الجملة الحاسمة الجازمة الواثقة، أنهى وكيل وزارة الثقافة والإعلام د. ناصر الحجيلان لقاءه الذي عقده مع مجموعة من أعضاء وعضوات الجمعية العمومية بنادي أبها الأدبي، بعد تكليفه بالحضور إلى أبها من قبل معالي الوزير د.عبدالعزيز خوجه، الذي تجاوب مع الطعون التي قدمها أكثر من نصف الجمعية العمومية ووعد في اتصال هاتفي
...>>>...
تتفق التناولات المختلفة لمفهوم الليبرالية على دورانها حول معاني الحرية والمساواة في الحقوق. وهي بذلك تأتي لتتناول مختلف المجالات الممكنة للحرية والمساواة، إنْ في مجال الحريات السياسية أو الدينية أو الاجتماعية.
وترتبط الليبرالية بشكل كبير بالمجتمع التعدّدي الذي يوفّر للفرد حرية الاختيار وامتلاك القرار دون إملاءات خارجية أو وصاية من أحد. لهذا تبدو الليبرالية غير منسجمة أو متوائمة مع
...>>>...
في عصور (الخيل والليل والبيداء) كان كل ما يعيشه الأديبُ أدباً، وكانت القصيدة لا تحضر وحدها أبداً، بل تحضر معها سيرة شاعرها والظروف التي دفعته لقول قصيدة معينة، والمقاصد التي رمى إليها في قصيدته..
أما في العصر الحديث (عصر النفط والتكنولوجيا) فبالكاد نعترفُ ببعض الشعر أدباً، وبالكاد تحضر قصيدة في غير موضعها - فلا أحد يعرف موضعها أصلاً! - وإذا أردنا الكلام عن قصيدة فالكلام يكون عادة عن الذي
...>>>...
يأتي محور التماثل بين الذاتين الاجتماعيتين اللتين تتقابلان في رواية «اليهودي الحالي» والشخصيات المنتمية إليهما استراتيجية سردية للدلالة على الاتصال والتشارك في مقابل استراتيجية التغاير الذي مثلت الرواية بها –كما رأينا- الانفصال والتمييز والمقاومة، لتوليد حدثها.
وإذا كان التغاير عامل إعاقة ومنع، صَنَع للحدث حدثيته الروائية ومعناه المضاد
...>>>...
خلال إحدى رحلاته الصحفية إلى الشرق الأقصى «سنغافورة»، استغرب صديقنا «رياض» وجود قشور ما يسمى ب»الفستق السوداني» أو «الفول السوداني» منثورة على كامل الأرض الخشبية للكافيتريا، التي دخلها ذات مساء صيفي جميل. حيث كان كغيره من الزبائن الداعسين على القشور، التي «تطقش» و»تفقش» تحت ضغط النعال مطلقة أصواتاً لطقطقات ونقرشات شبيهة بتقصُّف العيدان الجافة في المدافئ المشتعلة ومجامر الحطب ومناقل
...>>>...
ربما، لا يختزل هذا السؤال أزمة الكتابة الأدبية في المملكة. بل يطال العالم بأسره. من حيث أنه سؤال وجوديٌ، يسعى الى تفكيك الرؤية نحو الأدب بوصفه فنوناً تختلف في صياغة جملتها التعبيرية، للوصول في النهاية سواء إلى القارئ أم الى النسيان.
بيد أن الهجرة من كتابة القصة القصيرة إلى الرواية، وهو ما درج على السير فيه غالبية كتاب الأدب راهناً. لا يعني انتصار الرواية على القصة، بقدر ما يعني سلوك
...>>>...
تعد (المفارقة) من أبرز التقنيات الإبداعية في النص الأدبي، بوصفها أسلوباً من الأساليب التي تمنح الخطاب نوعاً من التميز والاستقلالية، إذ إن ذلك التصادم الذي تحدثه (المفارقة) في النص بين ما هو واقع وما هو متخيل يجعل المتلقي في دهشة كبرى، ويوقعه في نوع من الارتباك والتردد، سعياً إلى التأمل في هذا التصادم، مما يخلق مسافة من التوتر لدى المتلقي، تمنح
...>>>...
تواجه الصحافة اليوم تحدياً مزدوجاً في مسألة العناية بفنون التحرير الأساسية، وتقديمها على مقالات الرأي التي تبقى فناً فرعياً تتولى الصحيفة فيه دور الناشر أكثر من دور الصانع والمنتج.
من جهة يمور المجتمع بالحركة والتغيير، بما يفتح المجال واسعاً أمام ممارسة صحافية كثيفة ومتميزة تتجاوز في معطياتها ما تبلغه كتابة الرأي، فتشتد الحاجة إلى الخبر والتحقيق والحوار.
هذا التعسف هو الذي دفع ناقداً مثل الفراهي إلى التنبيه لوجود تأويلات للقرآن لا تتسم بالدقة، وأن الخيال يغلب عليها.
ويكتب أحد النقاد المعاصرين (مؤلف معجم مفردات القرآن) ما يلي: (أما التحقيق والتأصيل والتدقيق فهو ما لجأ إليه الفراهي.
ولا بد أن الذي دفع الفراهي إلى هذه الدراسة شعوره بأن المعنى المعروف ليس دقيقاً، وبخاصة حينما ينظر إليه في تفسير الآية القرآنية كما في قوله تعالى في سورة
...>>>...
تعلّمنا منذ أن كنا صغاراً في المدارس أن ما تحمله المقررات الدراسية هو الصواب الذي لا غبار عليه، بل الذي لا يمكن أن يكون عليه غبارٌ أبداً. تعلمنا أن التسليم بصحة كلِّ ما يطرحه المعلّم علينا هو الأسلوب الأمثل والنهج القويم الذي يجب على الطالب الالتزام به، دون نقاش أو تردُّد. وكانت النتيجة لذلك الخلل هي ما نراه اليوم من كثرة الفاقدين للقدرة على الحكم على الأشياء من أبناء الوطن وبناته في كثير
...>>>...
ليس من مجافاة الحقيقة تقرير أن إضافة محمود درويش في الجانب العَروضيّ زهيدة، لا تكاد تُذكر. والسبب العميق يكشفه هو في قوله: «لم أقرأْ العَرُوضَ، ولم أتعلَّمْهُ، وليس لديَّ كِتَابُ عَرُوضٍ وَاحِدٍ.
فيما بعد اطَّلعتُ على كتابٍ بسيطٍ في العَرُوض. لم أتعلِّمْ العَرُوضَ بتاتًا، كان ذلك بالسليقةِ، وقرأتُ– فقط– كتابًا لضبطِ القواعدِ. وَأُحِسُّ أنَّ
...>>>...
«نحو الجنوب» عمل أدبي للكاتب السعودي طاهر الزهراني... يمكننا أن نكشف عن وجهته من خلال العنوان، لكننا لا نستطيع التنبؤ بما في داخله في ظلّ قراءتنا لأعمال أخرى شبيهه به في المعنى، لكنّها بطبيعة الحال مختلفة في المضمون، إلاّ أنّ هذا العمل الروائي يختلف عن أعمال سابقة لغير طاهر قرأتها في هذا الاتجاه، لأنّ (نحو الجنوب) عمل روائي يهرب من الحياة (المدينة) إلى الجحيم (القرية)! بعكس أعمال أخرى
...>>>...
يندرج اسم الكاتبة الإنجليزية، فرجينيا وولف(1882-1941) تحت المجددين المبرزين في الرواية الحديثة المسماة بالرواية النفسية أو رواية تيار الوعي ويرتبط، تطور فرجينيا وولف كروائية مجرّبة في أسلوب القص الحديث وتقنياته ارتباطاً وثيقاً بتطورها كناقدة. فتجربتها الأولى في الروايتين: الرحلة إلى الخارج (The Voyage Out (1915 والليل والنهار (1919) Night and Day كانت تقليدية في أسلوب القص. إذ تصف الوقائع وواقع
...>>>...
السجية هي ما خُلق عليه المرء ويستوي في هذا: الذكر والأنثى، أو هي استعداد جبلي يكون مع المخلوق ويعرف به طُراً، وهذه وتلك يتضح من خلالهما سماتٌ جليلةٌ تظهر من خلال إرث الإنسان أبد الدهر.
والسجية يمكن تحصيل كثير من سماتها عبر الاكتساب الدائم لصفاتها وحالاتها ومواقفها بشرط التنبه الإرادي الحر المطلق.
والسجية أياً كان مدّعيها لا ينفع فيها فرضها
...>>>...