(ستعاد الانتخابات وفق آليتين... بعد أسبوع أو أسبوعين من ملتقى المثقفين القادم) بهذه الجملة الحاسمة الجازمة الواثقة، أنهى وكيل وزارة الثقافة والإعلام د. ناصر الحجيلان لقاءه الذي عقده مع مجموعة من أعضاء وعضوات الجمعية العمومية بنادي أبها الأدبي، بعد تكليفه بالحضور إلى أبها من قبل معالي الوزير د.عبدالعزيز خوجه، الذي تجاوب مع الطعون التي قدمها أكثر من نصف الجمعية العمومية ووعد في اتصال هاتفي بأن الطاعنين سيأخذون حقهم، بعد أن يلتقيهم الوكيل، وهو اللقاء الذي تم بالفعل، وكان صريحا وواضحا ومباشرا، اقتنع فيه الوكيل بسلامة الطعون وموضوعيتها التي قدمت في وقتها النظامي، وبطريقة حضارية، ثم كانت المفاجأة التي ندر حدوثها في انتخاباتنا العربية، حين أعلن بعض الفائزين من أعضاء وعضوات المجلس والاحتياط انسحابهم بعد فوزهم ؛ بعد أن اقتنعوا بسلامة الطعون، ومصداقيتها، إذ أعلن في ذلك المساء الأبهى كل من: أحمد عسيري، ود. مريم الغامدي، ود. سعد عثمان، ود. عبدالرحمن المحسني، ود.أحمد فايع وهم الفائزون انسحابهم من المجلس، ومن الاحتياط، في خطوة حضارية، يجب أن يذكرها ويتذكرها تاريخنا الثقافي لهم، حيث إنكار الذات في سبيل الحق، ورفض عرض الدنيا ابتغاء راحة الضمير، وهي خطوة وعاها الراسخون الموضوعيون، ونظر لها نفر لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة نظرة فيها كثير من الجهل بمعنى الانتخاب، وبمعنى الطعون، وفيها كثير من الخلط المضحك، والتقول بغير علم أو هدى، وبضمير لا يتورع عن أن يصنف ويرمي من بعيد! لينطبق عليهم المثل الشعبي: « مثل التي تلعب خلف الصف» وهو مثل عسيري خالد، يستخدم في تشبيه من يبذل جهدا خارقا ومتعبا في غير محله، خدمة لقضية يجهل أبعادها، وبالتالي فهم محامون فاشلون لقضية لا تحتاج رأيهم أصلا، وقاتل الله الجهل كم يودي، وقاتل الله الجهل؛ فقد أظهر لهم من القدرات ما يقل – والله - عن قدرات عجائز سوق الثلاثاء في أبها، وقد سمعتهن ذات صباح يتحدثن عن أسباب الأزمة المالية العالمية التي شهدها العالم مؤخرا! بيد أنهن كن من الوعي بحيث أعدن الأمور إلى قضايا يجهلنها، أما أصحاب «التتير والتصنيف» فقد تجاوزوا الجهل البسيط إلى المركب... ومن لي بأبي حنيفة ليمد رجليه ويتمغط، ويأخذ بطانيته وينام ؛ بعد أن يسمع تحليلاتهم ورؤاهم العجيبة الغريبة! وإلا فكيف تتهم مجموعة الطاعنين بأنهم يمثلون تيارا، ولاحظوا فقط لفظة «تيار»، وما فيها من تصنيف وتخرص بغير علم، مع أن الطاعنين شعراء ونقاد ومثقفون متنوعو الاهتمامات والاتجاهات، اجتمعوا برغم تنوع اهتماماتهم ومدارسهم لقول كلمة حق، أمام ممارسات خاطئة! وهي تهمة روجتها صفحة ثقافية في إحدى الصحف المحلية في غيبة من مشرف واع، أو مسئول راع، فأصبحت الآن عبر صفحتها الثقافية مساحة ضيقة للرأي الواحد فقط، إذ تعاملت مع الطعون تعاملا أحاديا ؛ ليس فيه من الموضوعية والحياد إلا بقدر ما كان في القناة الليبية الرسمية أيام كانت تطبل للزعيم غير المأسوف عليه! عبر كتم وتحوير وتتير أراء الطاعنين! وهنا يكمن النسق المتسلط، والمنهج الخفي حقا، حيث نسق المصادرة والإلغاء الذي يمارس تحت غطاء ادعاء الموضوعية والنزاهة والحياد، وربما كان الحديث عن ذلك مفصلا يأتي بأدلته وبراهينه مستقبلا إن شاء الله؛ لنكتشف كم يصادر هؤلاء من أراء ويقمعون من حقوق، باسم الحرية واحترام الرأي الآخر، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. وعود على بدء، فقد غادر الوكيل بوعده وصحبه أبها، وبقينا ننتظر الوفاء بالوعد، وظللنا نتسامر على هذه المصداقية التي تحملها هذه الوزارة، وهذه الشفافية والوضوح، وذهبتُ إلى الرياض مدعوا للقاء المثقفين الثاني، ومحملا من الزملاء بقبلة صادقة لرأس معالي وزير الثقافة والإعلام ؛ تعبيرا عن الشكر والعرفان لموقف الوزارة في قرار إعادة الانتخاب، الذي أعلنه د. الحجيلان ذلك المساء، وأحمد الله أني أديتها له، وعلى رؤوس الأشهاد، وتقبلها بقبول حسن، وأعقبها بتحية وتقدير. ذهبت القبلة الجماعية لرأس الوزير، وبقينا ننتظر... وانتظرنا... ثم انتظرنا...، وكتبنا الخط ثم محوناه، ونحن ننتظر! وكنا نسمع تسريبات تتحدث منذ ذلك المساء مفادها أن مدير الأندية الأدبية الأستاذ عبدالله الكناني، «لاحظوا عبدالله الكناني» وليس الوزير، أو الوكيل، يقطع بأن الانتخابات في أبها لن تعاد، لم نعر ما سمعنا أية اهتمام، وقلنا أية قوة يملكها الأستاذ الكناني ؛ ليصادم وعد الوزير والوكيل، وأية قوة يملكها الأستاذ الكناني ليتجاوز كل هذه الطعون الموضوعية التي سمعها مع الوكيل ومع مستشاري الوزارة القانونيين، والتقنيين، وكان وقتها حاضرا في أبها ولم ينبس ببنت شفة، بعد أن كان القرار واضحا بإعادة الانتخاب. مرت الأيام، وانقضى الموعد المضروب ونحن ننتظر، جاء قرار الوزارة بإعادة الانتخاب في نادي الشرقية! وقلنا سوف تعاد في أبها، ولم يؤخر السيل إلا كبره! وبقينا ننتظر، وحينما كنا نسأل سكرتير النادي: ألم يأت شيء من الوزارة ياعفيف؟ كان يقول: لا! ظللنا نتناوب عند أجهزة النادي و»فاكساته»، ورأى بعض الطيبين أن نحضر فنيا مختصا يطلع على هواتف النادي و»فاكسه»، وقال أحد المطلعين: لا تتعبوا أنفسكم، فقد سمعت السيد «الفاكس» يصرخ ليلة الانتخاب حالفا:إن هناك أشياء لم يعد يفهمها... وهو في حالة ذهول بعد أن رأى هذه الطفرة التقنية الفجائية التي أصابت الوزارة، فجاءت بأجهزة تقنية للتصويت! وهو يعرف أن إخوته «الفاكسات»، أو الهواتف الخطية» قد أعياها التعب والوهن في مركز الوزارة، فكيف تقفز الوزارة عن الواجب إلى المحرم عبر إحضار هذه الأجهزة التقنية للتصويت، وهي الأجهزة التي خذلت، وتصرفت وفق مزاجها، وأهوائها، وهو عموما إجراء أصر عليه السيدان د. الحجيلان والأستاذ الكناني، مع أن إجماع الأغلبية من الجمعيات العمومية في كل الأندية كانت ضد هذا الإجراء، وبالتالي فهو إجراء تعسفي مراوغ، كان عليه أن يحترم رأي الأغلبية، ولا يصادرها جهارا نهارا، تحت شعار: « ما أريكم إلا ما أرى «، بيد أنها «فوبيا» الأوراق التي أصابت الوزارة، والله المستعان، مع أن أحد الخبراء الخبثاء أوضح له أي للسيد «فاكس» المغلوب على أمره أن هذه القفزة جاءت نتيجة طبعية ؛ بعد أن تحولت الوزارة إلى وزارة بلا أوراق! كما هو واضح في تعاملاتها ومكاتباتها الرسمية! ثم انتظرنا وعد الوكيل، وتشوقنا لصوته... وانتظرنا... دون فائدة... وعندها قررنا الاتصال بسعادة الوكيل، وقلنا ربما انشغل سعادته، وربما كان خجلا من أن يعلمنا بشيء ما! ولكنه ويا للأسف لم يرد...، ثم اتصلنا فلم يرد، ثم أرسلنا من هواتفنا المحمولة، ولكن سعادته لم يرد! حتى قلقنا على سعادته، ولكنا حمدنا الله بعد أن رأيناه يصرح في يوم من الأيام لإحدى الصحف المحلية، وهو في حالة طيبة وراشدة بما يفيد أن سعادته لا يمانع من دخول الشعر الشعبي إلى الأندية الأدبية! ويا جمعياتنا العمومية: اسمعي وعي! وحينها صرخ أحد الزملاء: خلووووها فنهره آخر: شلووووها! ثم قلنا نهاتف السيد الكناني، فلم يرد، عندئذ قلنا ربما كانا يريدان منا أن نتصل على المتحدث الرسمي للوكالة الأستاذ محمد عابس، فهو صاحب الصوت الذي كان يلعلع في كل انتخاباتنا، لعله يتفضل علينا فيجيب! بيد أن سعادته لم يرد أيضا، ولسان حاله يقول: « ما فيش حد أحسن من حد» كما يقولون أحبتنا في الكنانة! وبدا أن صديقنا الورع كان مصرا على أن يعلمنا دعاءه الذي رآه مناسبا للحال، فعلمنا أن نقول:» يا من ينطق كل شيء ؛ أنطق لنا الوكالة، أو فهمنا سر صمت وكيلها، وما يخفيه مدير أنديتها، وعلمنا كيف نتقبل صمت موظفها الذي وظيفته الكلام « لكننا رفضنا فكرة فقيهنا من حيث المبدأ، وعدنا ننتظر وننتظر، حتى ملنا الانتظار، وعلمنا بعد مسلسل «التطنيش» من سعادة الوكيل وصحبه الأكارم مفهوما واحدا، لا ثاني له يفيد بأن سعادة وكيل الوزارة للشئون الثقافية يرى أن هذه النخبة المثقفة التي لقيها في أبها، ووعدها بإعادة الانتخاب لا تستحق من سعادته حتى مجرد الرد! فما بالك بالوفاء بالوعد! وهو ما دعا الزملاء الطاعنين إلى التوجه إلى «القضاء» بعد أن أعطى الحجيلان ظهره لوعده، وأعلن بموقفه هذا أن قيمة المثقف الطاعن في أبها في حجم أقل من أن يراه! وكم هو مؤلم أن يتحول المثقف إلى القضاء؛ لإنصافه من الوزارة التي كان يظن أنها سنده وبيته وظهره وملتجأه! فقولوا لي بربكم أي مستقبل نراه للثقافة في بلادنا، ووكيل وزارتنا لا يعير بالا، ولا يعطي اهتماما بالتزامه الذي التزمه أمام مجموعة من المثقفين في بلاده! وأي عذر يمكن أن نجده له، وهو الذي يشرف على وكالة مهمة من أولى أولوياتها أن تكون صادقة وواضحة مع المثقفين! وبعد كل ذلك بدأنا نسأل أنفسنا عن مصدر «قطعيات» وقوة الأستاذ الكناني الخفية التي أكدت منذ البدء استحالة إعادة الانتخاب في أبها! وأي عذر للسيد الكناني يمكنه من أن يعلم الحقيقة ويتجاوزها، بل ويئدها بطريقة ملفتة ومؤلمة! حيث تغدو كل الأعذار واهية ضعيفة! وكيف تريد منا هذه الوزارة أن نتقبل قرارها بإعادة الانتخاب في المنطقة الشرقية، وهي تلوي عنقها عنه في أبها! وسأربأ بالوزارة ووزيرها عن أن تكون لها رؤية تصنيفية ضيقة إلى الحد الذي تتعامل فيه بمقاييس متنوعة، وتكيل فيه بمكاييل مطففة لمثقفي الوطن الواحد! وكيف تريد هذه الوزارة للجمعيات العمومية أن تكون مساندة لمجالس الإدارة، وهي ذاتها الوزارة - عبر مدير أنديتها - التي تنطلق بحزم عسكري سريع إلى ناديي المنطقة الشرقية ومكة المكرمة؛ لتغلق أبواب هذا، وتدور مناصب ذاك! ثم تلغي وتصادر طعون أكثر من نصف جمعية نادي أبها الأدبي! بعد أن بان لها الحق، وظهر الخلل! وهل هناك مستفيد من إيقاظ هذه المشكلات بين المثقفين في أنحاء الوطن ؛ لينشغلوا بها عن القضايا الأهم والأجدر عبر افتعال «تقنية» الانتخاب! أما الأهم عندي الآن فهو رجاء أبعثه إلى الزملاء والزميلات الذين واللواتي لم يفوزوا أو يفزن في ما أسمته الوزارة «انتخابات» في كل الأندية الأدبية أقول لهم فيه، وأنا أعني وأعي ما أقول: إن كانت انتخاباتكم كتلك التي تمت في أبها ؛ فثقوا أنها انتخابات غير صحيحة على الإطلاق، وأدلتنا في أبها واضحة لا لبس فيها، وهي بيد القضاء، فلا تظنوا بأعضاء جمعياتكم سوءا، بل أيقنوا أن في أجهزة نعم: (أجهزة الوزارة) الوزارة عيبا لا يدرى إلى الآن مصدره، وإذا كان خيال سعادة مدير الأندية الأدبية مجنحا جدا جدا، حين شبه في حديث صحفي ما يحدث في الأندية الأدبية حاليا بالربيع العربي! فإني أوافق سعادته، وأذكره فقط أن الربيع العربي قام ليكشف الزيف والخداع والتضليل! وللحديث بقية، أو بقايا إن شاء الله.
أبها