الثقافية - علي القحطاني:
في فضاء الثقافة والفكر، تتجلى شخصيات تسهم في تشكيل المشهد الاجتماعي والثقافي عبر مبادرات ومجالس تحمل طابعًا فكريًا متجددًا. من بين هذه التجارب المضيئة، تأتي «أحدية العبدلي»، التي تحولت على مدار أكثر من ثلاثة عقود إلى منصة ثقافية حوارية تجمع بين نخبة من المثقفين، المسؤولين، ورجال الفكر والأعمال، لتكون بمثابة ملتقى يعزز الحوار المعرفي، وينقل الخبرات بين الأجيال.
بدأت الفكرة في تسعينيات القرن الماضي، عندما كان د. عبيد العبدلي طالب دكتوراه في بريطانيا، حيث شعر بفراغ اجتماعي وثقافي يوم الأحد، فقرر استضافة زملائه في لقاء ودي للنقاش وتبادل الأفكار. هذه النواة البسيطة نمت بعد عودته إلى المملكة، لتتحول إلى صرح ثقافي يمتد تأثيره عبر العقود.
في لقاء الدكتور عبيد العبدلي لـ «الثقافية»، نعود إلى مانشستر في تسعينيات القرن الماضي، حيث وُلِدَت فكرة «أحدية العبدلي» بين مجموعة من المبتعثين السعوديين الذين كانوا يجتمعون في منزله، حينما كان طالبًا في مرحلة الدكتوراه آنذاك، بحثًا عن الدفء الفكري وسط برودة الغربة ،من لقاءات ودية على فنجان قهوة، إلى أحد أبرز المجالس الثقافية في المملكة، تحولت الأحدية إلى منصة حوارية تستضيف نخبة من المفكرين والمسؤولين.
على مدار العقود الثلاثة الماضية، لعبت الأحدية دورًا محوريًا في المشهد الثقافي السعودي، حيث استضافت ما يقارب 260 شخصية مؤثرة من وزراء، رؤساء تنفيذيين، أكاديميين، وإعلاميين، لتصبح ملتقىً فكريًا يعزز الحوار، ينقل التجارب بين الأجيال، ويؤكد أهمية المجالس الثقافية في إثراء الحياة الفكرية والاجتماعية في المملكة.
كما نتناول أبرز الشخصيات التي تركت بصمتها في هذا المجلس، وأهم المحطات التي صنعت هذه التجربة الفريدة. كما سنتطرق إلى رؤيته حول أهمية الإعارة الأكاديمية، مستقبل التعليم الرقمي، ودور العلاقات الاجتماعية في النجاح المهني.
فنجان قهوة في مانشستر
بعد أكثر من ثلاثة عقود على انطلاقتها، كيف ترى تأثير «أحدية العبدلي» في المشهد الثقافي والاجتماعي في المملكة؟ وما أبرز اللحظات أو الشخصيات التي تركت بصمة في هذا المجلس الثقافي؟
أتذكر جيدًا حينما كنت طالبا للدكتوراه كيف كان يوم الأحد في التسعينات يومًا كئيبًا في بريطانيا، سواء بسبب برد الشتاء القارس أو بسبب طول النهار في الصيف حتى العاشرة مساءً. في ذلك الوقت، كنتُ أبحث عن طريقة للتخفيف من شعور الغربة، فبدأتُ باستضافة مجموعة من الزملاء في منزلي بمدينة مانشستر، حيث كنا نلتقي كل يوم أحد على فنجان من القهوة أو الشاي، نتبادل الذكريات عن أوطاننا ونتحدث عن تجربتنا في الغربة، وكانت هذه البداية الأولى لما أصبح لاحقًا «أحدية العبدلي».
عندما عدتُ إلى المملكة عام 1996 والتحقت بجامعة البترول، واصلتُ هذا التقليد، فأنشأت خيمة خارجية في منزلي لاستقبال الضيوف، وكان أغلبهم من الأكاديميين في الجامعة. ومع مرور الوقت، تزايدت أعداد الحضور وأصبحت اللقاءات أكثر تنظيمًا.
في عام 2006، انتقلتُ إلى الرياض، وشهدت «أحدية العبدلي» نقلة نوعية. في البداية، لم يكن لدي منزل كبير، فاستأجرنا صالة في أحد الفنادق، حيث كنا نجتمع كل يوم أحد لمدة ساعتين. بدأنا بـ 15 إلى 20 شخصًا، وسرعان ما ارتفع العدد إلى 30، ثم بدأنا في استضافة شخصيات بارزة من مختلف المجالات.
عندما بدأتُ ببناء منزلي في حي الفلاح، قررتُ تخصيص مكان مستقل لاستضافة هذه اللقاءات، فأنشأتُ صالونًا أدبيًا متكاملاً تحت المنزل، ليكون مقرًا ثابتًا لـ «أحدية العبدلي». أصبح هذا المجلس منصة ثقافية واجتماعية تجمع الشباب بروّاد المملكة من وزراء، رؤساء تنفيذيين، مثقفين، ومفكرين.
وهكذا، منذ انطلاقتها الأولى في عام 1992 وحتى عام 2025، تحولت «أحدية العبدلي» إلى عرس ثقافي أسبوعي، يجسد التواصل الفكري والاجتماعي، ويعزز روح المعرفة والتبادل الثقافي بين الأجيال.
شخصيات في ذاكرة الأحدية
من بين الشخصيات التي استضفتموها في الأحدية، هل هناك أسماء أو لحظات معينة تركت بصمة خاصة في مسيرتكم؟
بحمد الله، بدأنا مؤخرًا في توثيق زيارات الضيوف والزوار، وخلال فترة قصيرة، استضفنا ما يقارب 260 شخصية بارزة من المملكة العربية السعودية. من وجهة نظري، كل ضيف يزور «حديث العبدلي» أو الأحدية عمومًا هو شخصية مهمة، ولذلك حرصنا منذ البداية على منح جميع الزوار، سواء كانوا مسؤولين أو شخصيات عامة، التقدير الذي يستحقونه.
بفضل الله، استضفنا نخبة من الوزراء والمسؤولين الحكوميين، وكان من أوائلهم معالي الدكتور توفيق الربيعة عندما كان وزيرًا للتجارة، ومعالي وزير الإسكان ماجد الحقيل قبل دمج قطاع الإسكان مع البلديات، بالإضافة إلى معالي الدكتور عبدالله السواحة، وزير الاتصالات، ومعالي المهندس فهد الجلاجل، نائب وزير الصحة آنذاك، ومعالي وزير السياحة، ومعالي وزير الصناعة. كما كان من بين ضيوفنا معالي الدكتور محمد بنتن، وزير الحج السابق، عندما كان رئيسًا للبريد السعودي، وهو أول ضيف رسمي في الأحدية.
استضفنا أيضًا معالي الدكتور ماجد الفياض، الرئيس التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي والأبحاث، ومعالي الأستاذ بدر قاضي، نائب وزير الرياضة، ومعالي الدكتور أحمد السيف، نائب وزير التعليم العالي سابقًا، ومعالي الدكتور خالد السلطان، رئيس جامعة البترول سابقًا، ومعالي الدكتور علي النملة، وزير العمل والشؤون الاجتماعية سابقًا، ومعالي الدكتور خالد البياري، الرئيس التنفيذي لشركة STC ومساعد وزير الدفاع حاليًا. كما كان من بين ضيوفنا معالي الدكتور فهد التخيفي، رئيس هيئة الإحصاء سابقًا، ومعالي الدكتور هشام الجضعي، الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء، ومعالي المهندس محمد بن ناصر الجاسر، مساعد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية سابقًا، ومعالي المهندس عبدالله عبدالكريم، محافظ تحلية المياه المالحة، ومعالي الأستاذ مازن بن تركي السديري، مستشار في أمانة مجلس الوزراء، ومعالي الأستاذ محمد القويز، رئيس مجلس هيئة السوق المالية، ومعالي المهندس آنف أبا نمي، رئيس البريد السعودي، ومعالي الدكتور سعد القصبي، محافظ هيئة المواصفات والمقاييس.
ومن بين الشخصيات التي زارت الأحدية، معالي الدكتور نبيل كوشك، الرئيس التنفيذي لشركة المال الجريء، ومعالي المهندس فهد الجلاجل، الذي كان نائب وزير الصحة وأصبح الآن وزيرًا للصحة، ومعالي الدكتور عبدالله الشهري، محافظ هيئة الكهرباء سابقًا، والدكتور جلال العويسي، رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي، ومعالي الدكتور محمد التميمي، محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، إلى جانب عدد من الرؤساء التنفيذيين للشركات الوطنية ورواد الأعمال والمثقفين ورجال الأعمال.
كما استقبلنا نواب وزراء ورؤساء تنفيذيين لكبرى الشركات مثل «السيسي»، و«الصافي دانون»، و«ندى»، بالإضافة إلى شخصيات أدبية بارزة مثل الأستاذ حمد القاضي، والإعلامي محمد الشيخ. ومن الشخصيات التي لا أنساها، سمو الأمير سعود بن خالد الفيصل، الذي زارنا عندما كان في هيئة الاستثمار، وهو الآن نائب أمير منطقة المدينة المنورة. كما استضفنا مهندسين وخبراء في مجالات متعددة، مما جعل الأحدية ملتقى يجمع نخبة من رموز الوطن.
في بدايات الأحدية، كنا نتبع سياسة عدم التوثيق، وكان شعارنا أن ما يُقال في أحدية العبدلي يبقى فيها، وهو أمر أندم عليه الآن، حيث فاتتنا فرصة توثيق زيارات شخصيات مهمة. كان الهدف من هذه السياسة هو خلق بيئة حوارية مفتوحة بين المسؤولين والشباب، دون قيود. لكن مع مرور الوقت، أدركنا أهمية التوثيق، فقررنا تغيير هذه الاستراتيجية، وبدأنا في تسجيل اللقاءات بفضل تعاون شركة «ترند»، التي ساهمت في توثيق جميع أحاديث أحدية عبيد العبدلي بموافقة الضيوف.
كانت ولا تزال الأحدية منصة تجمع بين القيادات والشباب، وتعزز الحوار البنّاء بين مختلف فئات المجتمع، لتكون شاهدة على لحظات لا تُنسى مع شخصيات مؤثرة.
دروس من الحياة
كيف يصف الدكتور عبيد العبدلي شعوره تجاه مسيرته المهنية، وما الدروس التي يمكن استخلاصها من تجربته؟
لا يسعني إلا أن أعّر عن شعوري العميق بالامتنان والرضا. دائمًا ما أقول الحمد لله، فقد منحني الله أكثر مما أستحق وأكثر مما كنت أتوقع. أشعر برضا ذاتي كبير جدًا، لأن الله رزقني بكل ما أملك اليوم، بل وأكرمني بأشياء لم أخطط لها أو أتوقعها.
أنا ابن قرية بسيطة، حلمتُ بالكثير وسعيت لتحقيق أهدافي، لكنني وجدت أن الله منحني ما هو أكثر وأفضل مما خططت له. حصلتُ على فرصة الابتعاث إلى بريطانيا، والتحقتُ بإحدى أعرق الجامعات هناك، ثم عدت إلى وطني وعملتُ في جامعة البترول، التي تُعد من أفضل الجامعات في المملكة والعالم العربي.
لاحقًا، نلت ثقة القيادة، حيث تم اختياري عضوًا في مجلس الشورى، وهذه ثقة أعتز بها وأشعر بالامتنان لها. أشكر الله على هذا التوفيق، وأشعر بالرضا العميق تجاه كل من دعمني ووقف بجانبي في مسيرتي.
بالطبع، الإنسان يطمح دائمًا إلى الأفضل، لكن الأهم هو أن يتقبل الواقع ويقدّره. وأنا، بحمد الله، وجدتُ في حياتي واقعًا جميلًا يفوق توقعاتي، وهو ما يجعلني ممتنًا لله وللأشخاص الذين كان لهم دور في دعمي. في النهاية، يبقى الشعور بالرضا أحد أعظم النِعم التي يمكن أن ينعم بها الإنسان.
الامتنان سر النجاح
كيف أثرت تجربتكم في الابتعاث على مسيرتكم الأكاديمية والمهنية؟ وما أبرز الدروس التي استخلصتموها من هذه الرحلة العلمية والثقافية؟
أرى أن برنامج الابتعاث كان أحد أهم المحطات في حياتي، حيث كنت شابًا من قرية صغيرة ابتُعثت للدراسة في الخارج. هذه التجربة لم تُعرّفني فقط على العالم، بل جعلتني أدرك قيمة وطني وأحبه أكثر، سواء كنت داخله أو خارجه. أثناء الابتعاث، تعرفت على شباب من مختلف مناطق المملكة، مما أتاح لي فرصة فريدة لاكتشاف التنوع الثقافي بين أهل الحجاز، نجد، الجنوب، الشمال، والشرق.
علّمني الابتعاث الاعتماد على النفس، وأكد لي عظمة وطني، كما أنه عزز إحساسي بالفخر بالهوية السعودية، خاصة من خلال تفاعلنا مع العائلات السعودية في الخارج، حيث كنا بمثابة سفراء وممثلين لوطننا. كانت هذه التجربة استثنائية بكل المقاييس، وأؤمن بأنها من أعظم المشاريع التي أطلقتها الدولة، فهي لا تقل أهمية عن أي مشروع وطني كبير.
نظام الإعارة الأكاديمية
كيف يمكن لنظام الإعارة الأكاديمية أن يعزز التكامل بين التعليم الجامعي ومتطلبات سوق العمل؟ وما دوره في تطوير المناهج وصقل مهارات الطلاب؟
لولا نظام الإعارة الأكاديمية، لما سنحت لي فرصة العمل في جامعة السلطان، جامعة دار العلوم، جامعة حائل، وزارة التعليم العالي، وعدد من الشركات، وهي تجارب أسهمت بعمق في تطوري المهني والأكاديمي.
من الضروري أن يكون للأستاذ الجامعي تواصل مباشر مع القطاع الخاص، حيث تُثري التجربة العملية معارفه، وتجعله أكثر قدرة على تقديم أمثلة حية من الواقع لطلابه. فكلما خرج الأكاديمي إلى بيئات العمل المختلفة وعاد إلى الجامعة، زادت خبرته وانعكس ذلك إيجابيًا على جودة تدريسه.
في عالم اليوم، لا يمكن للأكاديمي أن يظل معزولًا داخل أروقة الجامعة، بل يجب أن يخوض تجربة العمل في الشركات والمصانع ليكتسب فهمًا أعمق للتحديات المهنية، ويعزز قدرته على تقديم تعليم أكثر واقعية وملامسة لاحتياجات السوق.
لذلك، أرى أن نظام الإعارة الأكاديمية مبادرة رائدة ينبغي تعزيزها، بل وتحويلها إلى التزام دوري، بحيث يُلزم كل أستاذ جامعي بقضاء عام كامل في القطاع الخاص كل أربع سنوات. فهذا النموذج لا يسهم فقط في تطوير أعضاء هيئة التدريس، بل يعزز أيضًا جودة التعليم، ومواءمة المناهج مع الواقع العملي، وتهيئة الطلاب لسوق العمل.
التقنيات الحديثة
كيف يمكن توظيف التقنيات الحديثة لتعزيز العلاقة بين الأستاذ الجامعي وطلبته؟ وما أبرز التحديات التي تواجه هذه العلاقة في ظل التعليم المدمج والافتراضي؟
اليوم، لم تعد المشكلة في توفر المعلومات، بل في كيفية الاستفادة منها بفعالية. الفضاء الرقمي أصبح واسعًا، حيث يمكن للطلاب الوصول إلى مصادر غير محدودة، والتفاعل مع العالم أجمع، والدخول إلى مكتبات عالمية بضغطة زر.
لكن التحدي الحقيقي يكمن في تنمية مهارات الطلاب في التعامل مع هذا الكم الهائل من المعلومات. فمع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، بات من السهل الحصول على الإجابات الصحيحة، لكن الأهم هو تعلم كيفية طرح الأسئلة الصحيحة. فكلما كان السؤال دقيقًا، كانت الإجابات أكثر قيمة ووضوحًا.
نحن نشهد نقلة نوعية في التعليم، وعلى الأستاذ الجامعي أن يراعي ذلك في أساليب التدريس، بحيث يصبح الطالب قادرًا على استخدام الأدوات الرقمية بكفاءة، والتفاعل مع أقرانه في بيئة تعليمية قائمة على التكنولوجيا.
المستقبل للذكاء الاصطناعي، ونحن في خضم ثورة تقنية هائلة ستغير ملامح التعليم خلال السنوات القادمة. ما نعيشه اليوم في عام 2025 قد يبدو مختلفًا تمامًا بعد خمس سنوات، كما كان الحال في التسعينيات مقارنة بالحاضر. لذا، من الضروري أن توجه المؤسسات التعليمية اهتمامها نحو الذكاء الاصطناعي، وتمكين الطلاب من التعلم بطرق تتماشى مع التطورات الرقمية المتسارعة.
العلاقات الاجتماعية المهنية
إلى أي مدى ترى أن العلاقات الاجتماعية تلعب دورًا في النجاح المهني؟ وكيف يمكن استثمارها دون الوقوع في فخ المصالح؟
تمثل العلاقات الاجتماعية المهنية ما يقارب 80 % من عوامل نجاح أي شخص، فهي ليست مجرد مصالح شخصية، بل شبكة داعمة تساهم في تحقيق الاستقرار والرضا الوظيفي. فمن يسعى إلى الاستمرارية في المناصب والنجاح المهني والسعادة، عليه أن يُحيط نفسه بمجتمع مهني قوي، يتكون من زملاء وأصدقاء في المجال ذاته.
النجاح يرتبط ارتباطًا وثيقًا بجودة العلاقات الاجتماعية، فكلما كانت هذه العلاقات قوية ومبنية على الاحترام والتعاون، زادت فرص التقدم والتأثير. لهذا، أوصي طلابي وأبنائي وبناتي دائمًا بأهمية تطوير علاقاتهم الاجتماعية المهنية، وتعزيز مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي، فهي دروس حياتية أساسية.
في النهاية، القبول الاجتماعي عنصر جوهري في تحقيق النجاح، فإجادة التواصل وبناء علاقات إيجابية لا تعزز فقط فرص التقدم المهني، بل تفتح آفاقًا جديدة للنمو والتطور في مختلف مجالات الحياة.
** **
@ali_s_alq