* في ظلِ «الهجمة التقنية أو الانفجار المعرفي» - ولستُ أدري لمَ على هذه التوصيفات أن تكونَ شديدة العنف- تبدو كتابة اليوميات بشكلها التقليدي فعلاً شبهَ منقرضٍ، ما دام الورق في طور تحوّله إلى منتجٍ تاريخي! فقد حلّت المدوّنات الإلكترونية - سواءٌ أكانت تلك المنفردة بذاتها «”blog على اختلاف المواقع التي توفرّها أو تلك التي تفردها المنتديات لأعضائها،
...>>>...
لم يكن الوعيُ بعلاقة الشعر باللغة التي يعتمدها مادة أولى غائبا تماما عن تفكير العلماء قديما وحديثا في هذا الجنس من الكلام، فقد عرض لها عددٌ وافر منهم في عدد لا هو بالقليل ولا بضئيل الأهمية من أنواع المصنفات والدراسات. غير أن اهتمامهم بها جاء، في الغالب، عرَضا لا يرقى إلى السّعي إلى التهذيب والتعميق إلا في السنوات الأخيرة.
وإذا اعتمدنا على تجربة العرب مع شعرهم، وهي تجربة تمتدّ على
...>>>...
مرّ الصيفُ لم تكتبيني ولم أكتبك، ولم تشاكسيني ولم أشاكسك، ما كسرتِ إناءً، ولا خربشتِ على أوراقي البيضاء، ولا سكبتِ القهوة على طرفِ الطاولةِ، فخجِلتْ عيناك، وتلعْثمْتِ، واحمرّ التفاح. ولا تعثّرتِ بثوبك، ولا سال الكحل على خدك مع دمعةٍ مهادنةٍ، ولا ارتفعت الموسيقى على إيقاع البحرِ وتأرجحِ الليل، ولا فتحتِ حقيبتك وأخرجتِ عطركِ فقلتُ لك بابتسامةٍ:
...>>>...
تحت منطق الضرورة يتجاوز المرء المحظورات المدنيّة والدينيّة، ويجد في قول الفقهاء: (الضرورات تبيح المحظورات) ما يعينه على ذلك، فتكون الضرورة التي أنتجت التشريع سبباً لتجاوزه في اختلاف الظروف الناشئة للتشريع ممّا يفتح باب التأويل الأهوائي تحت سلطة تفسير منطق الضرورة وخلق غايات تهدّد السلم الأهلي وتجرح فاعليّة القانون؛ وتحت المنطق ذاته تَنتهك أيّ سلطة -وبنسبٍ متفاوتة- حقوق الإنسان
...>>>...
يقول موقع (ميدل إيست أونلاين) في عنوان عريض: (البحرين تحارب فتنة حزب الله بمنع كتب لدور نشر تابعة له). وفي العنوان الفرعي: (وزارة الإعلام تتحرّك لمنع تداول كتب طائفية في معرض الكتاب تستهدف وحدة الشعب البحريني).. من هذين العنوانين يتضح مضمون الخبر المطوّل كاملاً، المنشور بتاريخ 12 سبتمبر 2013 وهو ما يعيدني إلى مضمونيْ مقالتين سبق أن كتبتهما هنا
...>>>...
كنت قد اطلعت على مقالة بمجلة القافلة أتحفنا فيها الدكتور عبدالله الوشمي كعادته برؤية مختلفة وشائقة للتباعد في الخلفيات الثقافية بين الأجيال المتوالية، خاصة في هذه العقود الأخيرة من الزمن. طاف بنا أديبنا المميز بين ارتدادات الثقافة في أبعادها التراثية، وفي مضامينها المعاصرة من تفقه في شؤون الحياة، وتعدد مهارات التعامل مع المستجدات، وسعة الأفق
...>>>...
العقل بطبيعة تكوينه ليس أداة ناجزة وليس عنصرا يولد مكتمل الملامح تام القسمات بقدر ما هو فاعلية دينامية تراكمية تتشكل على نحو تدريجي متى ما نأت عن المؤثرات السالبة وسارت في سياقها الصحيح.
حركة الوعي تنحى منحى تصاعديا حينما تتحرر من كافة العقبات التي تسعى لاهثة لإيقاف تمددها وكبح تدفقها وفي هذا السياق يعد الانجراف خلف الجماهير الغافلة والانسياق
...>>>...
الكتابة موهبة وطبع يصقل بالقراءة والاطلاع والدربة، وما لم تكن طبعا فيك فستكتب لكنك ستخفق وتكثر من الإخفاق، ويكفيك ما ورد في البيان والتبيين: «إن أنت تكلفت ولم تكن حاذقا مطبوعا ولا محكما لشأنك بصيرا بما عليك ولا لك عابك من أنت أقل عيبا منه ورأى من هو دونك أنه فوقك».
لن تكون للإنسان بصمته وتاريخ خلوده في الكتابة إلا حين تمتح كتابته من فكره واستقلاليته وتلقيه لا من محاكاة غيره وتلقيهم، ورؤيتهم
...>>>...
تتنافس الأمم الواعية في المحافظة على إرثها المادي والمعنوي، وآثارها الثابتة والمنقولة، ويُعدُّ هذا التنافسُ – عند بعض الباحثين - تعبيراً عن طبيعة الإنسان، وفطرته الميّالة إلى الاقتناء، وضخّ الحياة في أشيائه القديمة حين تراودها فكرة الرحيل..
وربما عده باحثون آخرون شكلاً من أشكال المحافظة على الهوية، خاصة في عالمنا الذي يأرز إلى تكسير الحدود الفاصلة بين الهويات المتباعدة، وصهرها
...>>>...
امتلكت الثقافات كلّها عبر التاريخ،إرثاً حربيّاً، وما يمكن الاطمئنان إليه هو أنّ الحرب اختراع ذكوريّ، إذ بدأ الرجل في الثقافة الرافديّة، بمنازعة المرأة السلطة التي كانت أموميّة، لـ7000 سنة، أو 10.000سنة قبل الميلاد. كان ديدن المرأة الدعوة إلى السلام، لذا قُدّست في معظم الثقافات القديمة على أنّها واهبة للحياة، فالنساء وحدهنّ يمكنهنّ إنسال نوعهنّ، ولم يكن دور الرجل في هذه العمليّة
...>>>...
ليست تفاحة إسحاق نيوتن، ولا مقضومة ستيف جوبز هذه المرة. هي تلك التي أنساها طوال الوقت ولا أتذكرها إلا حين أفتح حقيبتي صباحاً بحثاً عن شيء أو تأكداً من وجوده، فأجدها مغلفة أو مقطعة في حقيبتي الطافحة بي وبالنهار كله وبكل ما لا يوجد في حقيبة فتاة تذهب إلى الجامعة في هذه الأيام.
(تفاحة أمي): التفاحة الثالثة التي لم ولن تفهم الفيزياء ما تعني.
أمي تعرف جيداً ودائماً.. منذ الضفيرتين والمريول الذي
...>>>...
قبل عشر سنوات أو تزيد قليلاً بدأ اهتمامي بالفن التشكيلي وما زال، وهذا لا يعني أنه ليس لدي متابعة أو رؤية حوله قبل تلك الفترة، ولكن في تلك الفترة كان مركزاً.. قرأت بتمعن عن المدارس الحديثة في الفن التشكيلي وتعرفت على خصائص كل مدرسة وأبرز فنانيها العالميين.. وأخذت أطبق ما قرأته وتعلمته من هذه المدارس على بعض اللوحات التي يرسمها فنانونا ووجدت كثيراً منهم يلتزم وبدقة بخصائص تلك المدارس
...>>>...
هل يجوز استخدام المصطلح بشكل مطلق؟ كأن نسمي شخصاً ما يمينياً وآخر يسارياً مثلاً؟
للإجابة على هذا السؤال نسلط بداية الضوء على المعنى: انبثق مفهوم اليسار واليمين في القرن الثامن عشر عشية الثورة الفرنسية، حيث أدى تمرد النبلاء الذين انضموا إلى حركة العامة (الشعب) ضد السلطات المطلقة لـ(لويس السادس عشر) إلى انقسام حاد في المجلس الاستشاري الذي دعا لإصدار دستور جديد يقضي بتقليص سلطات
...>>>...
إلى حيث أنت أيها الصامد الشامخ.. كانت صداقتنا لدقائق معدودة لكنها من النوع التي تسرق الألباب، وتتجاز الحجّاب. كنتَ ومازلتَ ملء السمع والبصر، يكفيني أن تصلك هذه الرسالة حيث أنت.. أتذكر فيها قول صديق المكان:
... وعودة إلى ما كنت قد ذكرته في الحلقة الماضية حول موضوع سرية الانتخابات، وإلى التعليل العجيب الغريب الذي سمعته من الأستاذ الكناني ذات لقاء عابر بأن السبب في سرية الانتخابات الماضية وعدم إعلان الأصوات التي يحصل عليها كل مترشح كان مراعاة لأسماء الأدباء الكبار المترشحين حتى لا يحرجوا أمام الآخرين عند ظهور أسمائهم بأعداد قليلة من الأصوات، وفق رؤية إنسانية تقطر رحمة وشفقة من وكالتنا
...>>>...
(لا أنكر منذ البدء أنَّ هذا العمل مستفز، فهو يبحث في الاختلاف ويُسلِّم به، ويُحاول أن يتلمَّس نظاماً له ويرسم حدوده وضوابطه الممكنة في مَجال النقد الأدبي عموما، وفي حقل نقد النقد والتنظير النقدي خصوصا)، بِهذه الكلمات بدأ الدكتور مُحمَّد الدغمومي كتابه الذي يَحمل عنوان هذه المقالة، وواضحٌ من خلال هذه المقدِّمة أنه كان يدرك صعوبة هذا الموضوع،
...>>>...
في زمن أصبحت فيه المراهنة على اللغة البصرية هي الأساس بين وسائل الاتصال، وبعد ذوبان حدود الفن فلا مجال لتصنيفه؛ نجد أن لدى الفنان مساحة أرحب من الحرية التقنية ولكن ماذا عن الحرية الفكرية؟! التي هي أساس الإبداع المتميز.
عند تناول هذا الموضوع من واقع أوروبي أو أمريكي فلن يعجزنا ضرب الأمثلة على فنانين تمكنوا من إيجاد حيزهم عالمياً، لكن ماذا عن
...>>>...
قبل سنوات زرت المغرب. لا ليست زيارة وحيدة، لقد زرت المغرب طوال العقد الماضي، عشرات المرات. الذهاب إلى هذا البلد من فرنسا أمر في غاية السهولة، كما أنه لا يكلف مادياً الشيء الكثير، غير أن المغرب، وعوضاً عن كونه بلداً ساحراً بتنوعه وقيمة هذا التنوع الثقافية، إلا أنه كذلك، أرضاً خصبة للاكتشاف. وخلال عقد من الزيارات المتكررة، جلت في كافة مدن المغرب وقراه وجباله وساحله الممتد في الشمال من
...>>>...
سعدت كثيراً بملف المفاجأة الذي تكرمت علينا به جريدة الجزيرة وخصصت ملحقا (المجلة الثقافية العدد 411) كاملاً لشخصية وطنية فذة هو معالي الأستاذ جميل بن إبراهيم الحجيلان.. والذي اشتمل على شهادات كثيرة لا تقل عن ستين شهادة، وكنا نتحلق حول شيخنا العلامة السخي محمد الناصر العبودي، لننهل من معينه الذي لا ينضب، ومن بين الحضور مهندس وربان المجلة الدكتور
...>>>...
أريد أن أرفع احتجاجاً ما، أن أفتح فمي على اتّساعه لأصرخ. أريد أن أحمل كومةً هائلةً من الشّوك لأنثرها في طريق المارّة. أريد أن أنتزع من بين أضلاعي تلك الإجاصة المعطوبة، لأهرسها تحت قدميّ بلا رأفة!!
الحقّ أقول لكم: لقد ضجرت، وأنّ حياتي لم تعد غير كيس هائل محتشد بالهزائم، وها أنا أجرّها ورائي كالجيفة لأرمي بها في جرفٍ أو منحدر.
الحق أقول لكم: لقد اتّسخت روحي، وعبّأ الظلام جوفي، ولم
...>>>...