في زمن أصبحت فيه المراهنة على اللغة البصرية هي الأساس بين وسائل الاتصال، وبعد ذوبان حدود الفن فلا مجال لتصنيفه؛ نجد أن لدى الفنان مساحة أرحب من الحرية التقنية ولكن ماذا عن الحرية الفكرية؟! التي هي أساس الإبداع المتميز.
عند تناول هذا الموضوع من واقع أوروبي أو أمريكي فلن يعجزنا ضرب الأمثلة على فنانين تمكنوا من إيجاد حيزهم عالمياً، لكن ماذا عن فناني المملكة؟ في فترة زمنية قريبة قيم عمل (القبة) للفنان عبد الناصر غارم في مزاد كريستي بما يقارب المليون دولار، وبالأمس القريب تناقلت الأخبار بيع عمل للفنانة منال الضويان في الدوحة بما يزيد عن ربع مليون دولار، أمثلة يتيمة مقارنة بالعدد الكبير من التشكيليين السعوديين، لماذا بعض أعضاء مجموعة الحافة العربية فقط هم الذين وصلوا لمثل هذه الأرقام؟
قد تكون انطلاقتهم دولياً -مباشرة- هي السبب! في حين لا يزال البعض يدور في حلقة مفرغة محلية تابعة للجهات الحكومية بشكل مباشر مما يجعل من الحرية شيئا بالغ الصعوبة، أم أن بعضهم رضوا بما أوتوا ولم يبحثوا عن الأفضل. أم أن كم التباين الفكري وكثرة الكلام في مجتمع التشكيل المحلي جعلا الفنان ينشغل بما حوله أكثر من ذاته، قد تكون الإجابة نسبية على كل ما سبق من أسئلة يصعب الجزم بأنها مشكلة حقيقية ما لم يفهم كل فنان أهدافه الذاتية ويحددها بدقة وينطلق لتحقيقها.
البعض يكثر اللوم على الوزارة والجمعيات ولكن هذا لم يكن عائقاً عن أولئك الذين نجحوا وبجدارة ولم ينتظروا شروق شمس أحد أو غروبها.
يبقى الفن التشكيلي في مجتمعنا من القضايا التي يصعب البت فيها وإيجاد الحلول العملية في ظل الكثير من الظروف التي لا نملك من تغييرها سوى أن نقول إنها «مسألة وقت».
Hanan.hazza@yahoo.com