سعدت كثيراً بملف المفاجأة الذي تكرمت علينا به جريدة الجزيرة وخصصت ملحقا (المجلة الثقافية العدد 411) كاملاً لشخصية وطنية فذة هو معالي الأستاذ جميل بن إبراهيم الحجيلان.. والذي اشتمل على شهادات كثيرة لا تقل عن ستين شهادة، وكنا نتحلق حول شيخنا العلامة السخي محمد الناصر العبودي، لننهل من معينه الذي لا ينضب، ومن بين الحضور مهندس وربان المجلة الدكتور إبراهيم التركي فسأل صفيه ومدير جلسته الأسبوعية بعد مغرب كل يوم اثنين.. سأل الدكتور محمد المشوح الشيخ العبودي هل اطلعت بالطائرة – عند عودتنا من دبي – على ملحق جريدة الجزيرة والمخصص للشيخ جميل الحجيلان؟! فرد عليه أن الجزيرة جاءت بلا ملحق – وهو صحيح إذ مررت على أكثر من (بقالة) تعرض الصحف فلم أجد الملحق إلا في واحدة من بينها.. وقد سألت بالمناسبة الأستاذ الشاعر سعد البواردي وهو بجواري في سبتية الشيخ حمد الجاسر (باسمها الجديد) فقال: إن الجزيرة وصلت بلا ملحق وهذه مشكلة لابد لها من حل. أعود إلى ما دار في مجلس الشيخ العبودي من حديث وإشادة بدور الدكتور إبراهيم التركي وإبرازه لمثل هذه الرموز والرواد في حياتهم، فقال: إن المشاركات كثيرة وحتى العدد القادم وما بعده سننشر به ما لدينا وما قد يصل، فذكرت له كتاباً صدر قبل نحو 67 عاماً باسم (من وحي البعثات السعودية) لصالح جمال الحريري (صدر عام 1368هـ 1949م مطبعة دار الكتاب العربي بشارع فاروق بمصر – القاهرة) وإنه يضم عدداً من المشاركات الشعرية والنثرية للطلاب الجامعيين من أبناء المملكة في الجامعة المصرية ودار العلوم ومنهم فيما أذكر قصيدة للشيخ الحجيلان وعدد من زملائه كمحمد الفريح، ومحمد العامر الرميح وأنس يوسف ياسين وأحمد المبارك ومحمد سعد العجروش وعبدالعزيز الربيع ومحمد سعيد العقاد وأحمد زكي يماني وحسين فطاني، وحسني بخش وحسن فقيها وأسعد جمجوم وحامد دمنهوري وعصام خوقير وغيرهم، وفي نهاية الكتاب مجموعة صور – منفردة – لبعضهم، فنفى اطلاعه عليه، وسألته هل القصيدة التي أشرتم إليها (صوت فلسطين) مصدرها ذات الكتاب فنفى معرفته بذلك.. فقلت له: إنني أعد كتابا بالمناسبة عن عدد كبير لا يقل عن 150 شخصية، أتناول أول قصيدة أو أول مقال كتبه ونشره في الصحف وشعوره أثناء رؤية اسمه بالجريدة أسميته (بداياتهم مع الكتابة) وأن للشيخ الحجيلان قصيدة أخرى وردت في الكتاب غير ما أوردتم. فطلب مني مشكوراً تزويده بها.. وعند العودةلمكتبتي المتواضعة وجدت القصيدة بعنوان: (غادرة) وأظنها كتبت قبل تاريخ صدور الكتاب، فلعل نشر القصيدة مع قصيدته المشار إليها (صوت فلسطين) ولابد أن هناك غيرها. فلو تكرم شيخنا الحجيلان بنشرها في كتاب ليستفيد منها محبو الشعر والباحثون.
صحيح إن أغلب روادنا بدؤوا محاولاتهم الأولى بالشعر، منهم من استمر، ومنهم من أعرض ونأى بنفسه عنه كعميد الأدب العربي طه حسين وعلامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر – رحمهما الله – وغيرهم كثير. وعندما اطلعت على قصيدة النخلة لشيخنا عبدالكريم الجهيمان – رحمه الله – وهو في إيطاليا أعجبتني رغم مضي أكثر من نصف قرن على نشرها، فجرى الحديث حول جمع قصائده التي قالها عند ما كان أستاذاً بالمعهد السعودي بمكة المكرمة 1354 – 1359هـ فتمنع، ومع تكرار وإصرار وافق، فصدر ديوانه (خفقات قلب) ط1، 1422هـ وعند ما ذكرت له أن هناك أكثر من خمسة دواوين صدرت تحمل هذا العنوان لشعراء عرب آخرين أصر على العنوان: وقال: إن قلبي قد خفق قبلهم.
شكراً للجزيرة وشكراً لحسن اختيار هؤلاء الرجال الذين قدموا لوطنهم ولأمتهم شيئاً كثيراً. وفي الحقيقة إنني لم أقابل أبا عماد الا مرة واحدة في خميسية الشيخ حمد الجاسر قبل ثلاث سنوات ونصف وعندما ألقى محاضرة (نحن والغرب الظالم والمظلوم) بتاريخ 27-5-2010م 13-6-1431هـ. وهي المناسبة التي أصبح للخميسية قسم للنساء بها. وقد استمتعت وغيري بحديثه الشيق سواء ضمن المحاضرة أو ما بعدها على حفل غداء أقامه الأستاذ معن بن حمد الجاسر وحضره لفيف من محبي الحجيلان.
اختم بشكري للمجلة الثقافية مرة أخرى وأرجو نشر القصيدة المرفقة (غادرة) مع صورته أثناء كونه طالباً بالسنة الثالثة حقوق بالجامعة المصرية.
الثقافية:
مع شكرنا لأستاذنا أبي يعرب فإنّا نرفع ملاحظتك الوجيهة (عدم وجود «الثقافية» داخل العدد) لسعادة الأستاذ محمد الخضير مدير عام الشركة الوطنية الموحة للتوزيع.
- الرياض