دائما أراها كل مساء تقريبا، ولا تستثنى من ذلك الأمسيات الممطرة أو الأيام شديدة الحرارة
تقف أمام النافذة تضع ربطة حول رأسها من الدانتيل الثمين
تتدلى بجانب وجهها مثل فانوس مسجد مهجور.. تقف بقلق بملامح مطمئنة، يبدو أنها قلقت لوقت طويل
حتى أصبحت والقلق صديقين
تضع يدا على خصرها، وتمسك بيدها الأخرى بعض أجزاء ستائر الشيفون للنافذة
تنظر للضوء من خلالها
لا أدري لماذا أهتم وأفكر بها بوقفتها تلك وكأنها لا تستطيع أو تعاني من إعاقة ما
أشعر أحيانا بأن لها علاقة بي بطريقة أخرى لكنها لا تشبهني فهي تبدو سمراء ونحيلة جداً وشفتاها المتدليتان مطليتان بلون أحمر مستحيل أن يكون لي كأنها تحاول إيهامي بأنها تريد أن تخبرني بسر
مثل أن تكون هي أنا في وقت ما
أو ربما تريد مني أن أزيح لها الستائر
أو أصف لها المنظر بالخارج
أو ربما تريد مني وعودا بالسعادة هناك حيث تنظر..
ما الذي يوجد خلف هذه النافذة!!!
الملل يتعبها، يسلبها أجمل ما فيها.
لا يبدو أنها جبانة. لكنها ربما تخشى أن تصاب بملل آخر إذا خرجت
واقفة تنظر إلي بتلك الطريقة وكأنها تستجدي إشارة مني أو إيماءة
تثق بي كثيرا، يؤثر بي ذلك
تؤمن بي أكثر مما أفعل بنفسي، ربما تريد مني أن أكون مسئولا عن خياراتها
لماذا وهي تثق بوقفتها أكثر من أي شيء آخر ألا تستطيع أن ترى أنني لست سوى جزء من الطريق.. يعكس ظلي ضوء الشارع
سؤال
سألته بعد مرورها وقبل أن يواريها غبار عدوها.
- ما الذي تشعر به عندما ترى ركض الخيول بلا أسرجة في انطلاقها؟
- أشعر بانتشاء التاريخ وبأنَّ الجبال تتحرك، وتريد أن تتجسد خيولا لفرسان مضوا.
- الدمام