ضحكنا على التاريخ فقلنا الشرخ لن يُكسر الصرح.. ودللنا الهزيمة فوصفناها بالنكسة.. وما بين الهزيمة والنكسة.. استعمار بلاغي للغة توصيفنا للأشياء، لا تدرك منطقه، كما لا تدرك غايته، لعلها طبيعة هوية العربي كونها (كائن لغوي)، مما يفقد اللغة صفة المعيارية ويقربها من صفة المخادعة بالعمد والترصد.. لتظل تمارس أقدم مهنة لها الإغواء والتلاعب بمشاعر الناس وأفكارهم.
ستون عاما.. ما بين جدلية النكسة والهزيمة..
...>>>...
أكدت في الرسالتين الماضيتين على أن هناك فرقا بين الثقافة الإدارية وإدارة الثقافة وأن كليهما لا غنى عنهما، وأن تخصص (إدارة ثقافة) أصبح مطلباً للأمم والمنظمات التي تؤمن بأهمية الثقافة في صناعة المستقبل المأمول.
عاصرت حقبتين إداريتين لمدرسة واحدة؛ وبإجماع كل المنسوبين في/ إلى المدرسة من معلمين وطلاب وأولياء أمور ومشرفين وعمال وو... أن التحول الإيجابي الذي حدث للمدرسة هو عن طريق المدير
...>>>...
أشرع خطأٌ مطبعي في كتاب كنت أقرؤه أصاب كلمة (استعارية) فصارت (استعمارية)، أشرع الخطأ دلالاتٍ استعمارية هي الأخرى حول علاقة الاستعارة بالاستعمار!! ألا يقوم مفهوم الاستعارة على قانون إزاحةٍ في المكان بين الحقيقي والواقعي وبين المجاز، هذه الحركة -أو هذه النقلة بين الواقع وبين ما تؤول إليه عن طريق شبكة العلاقات، وصيرورة الانتقالات والإزاحات إلى عوالم المجاز والخيال- هي حركة استعمار مبطن مغلف في
...>>>...
في هذا المحيط الشعري، وهذه البيئة الثقافية المحلقة بضروب الفكر الإنساني.. التي تجعل الإنسان يتساءل: من أين جاء.. وكيف.. ومتى؟ ثم لا يجد جواباً لتساؤلاته.. نشأ وترعرع (حاتم) فكان ابن بيئته.. كان شاعراً مثل من سبقوه، وجايلوه.. لكن (شعره) لم يكن هو موضوعه.. ولا قضيته، فقد كان شعره (شخصياً، ينطق بشخصية صاحبه) كما قال مقدم ديوانه.. كان سيرة ذاتية ل(حياته).. وكان تسجيلاً لأحداث أيامه، ووسيلة
...>>>...
قدمت الميثولوجيا الإغريقية لإنسان العصر الفيكتوري المفاتيح الحقيقية لماضي وجدانه الإنساني وكان هذا الارتباط بالأساطير الإغريقية والرومانية والعبرية هو الأساس الذي قام عليه الوجدان الجمعي لأمم الغرب التي اعتبرت تلك الأساطير نماذج حضارية لها جذور ضاربة في عمق تاريخ الإنسان ومن ثم كانت أصولاً رئيسية للثقافة الأوروبية المتحضرة.
وبنهاية القرن التاسع عشر لم يعد هنالك من يماري في أهمية التراث
...>>>...
شاع في الكتابات الصحفية والأدبية النقدية وكذلك بعض الأعمال اللغوية استعمال الفعل الماضي (تمحور) والمضارع منه (يتمحور) واسم الفاعل (متمحور)، ومثال استعمال الماضي ما جاء في تقرير (سناء الجاك) الشرق الأوسط 5-10-2000م: (وتمحورت أبحاث مؤتمر الوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي في جلسته الأولى حول مناقشة جهود المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مجال التعليم
...>>>...
لا تعني هذه العبارة الثقافيّة الشهيرة، في هذا السياق، بأنّني أنوي التوقّف عن الرواية، بل سأوظّفها للدلالة على أنّني سآخذ استراحة محارب من رواية ما يتعلّق بالأدب، لأنتقل إلى رواية ما يتعلّق بالرسم، ومع ذلك لن نغادر في هذه الاستراحة التشكيليّة عالم (ألف ليلة وليلة)، فهذا هو عنوان آخر معرض للفنان السوريّ العالميّ (سعد يكن).
ليس تفرّد (سعد يكن) وشهرته، وأهميّة تجربته فقط هو ما دفعني إلى
...>>>...
هل تنتظر الأشياء الإنسان الغائب الذي يشتهي أن يعود إليها؟ وإذا كانت الذاكرة نزيهة مخلصة، فهل تظل الأشياء، التي ابتعد الإنسان عنها، مخلصة بدورها، تنتظره كما كانت، دون زيادة أو نقصان؟
يشير السؤال الموجع، الذي يتضمن إجابته، إلى أدباء فلسطينيين، كتبوا عن ديارهم وسهولهم وزيوتهم، ووعدوا الروح الحزينة بعودة مظفرة، تجمع الغائب بما اشتهى، وتتوّج انتظاره الطويل بالمسرّة. تحدّث غسان كنفاني، بحنان
...>>>...
كان يتحدث عن مقاطع.. لا أدري عن أي مقاطع يتحدث.. إني مصدومة باللحظة.. أتلمس وجهي وأحاول الارتباط بالأشياء المهملة.. بدأت الأصوات المفتعلة تصل مجال إدراكي.. شعورٌ جديد.. حياة أخرى وأنا مازلت مشدوهة بإحساس الغربة التي جربتها كثيراً معه!
اغرس بذرة صغيرة في ذكرياتي كي أحاول الربط ما بين الحاضر والماضي... لأكتشف بأن بذرتي مزروعة وسط أرض متشققة لم يسعفها الوقت لتكوين جذور!!
انتهينا في المساق السابق إلى أنه كان مفترضاً- بعد مشوارنا التعليميّ المضني- الانطلاق إلى بثّ الاستنارة بين الناس، والتحديث المديني، والالتفات إلى ميادين العلوم، والصناعات، ومتطلّباتهما المعاصرة، وأُسّ تلك المتطلبات: السعي- بلا ارتكاس ولا يأس ولا انهزام- لجعل اللغة العربيّة لساننا القوميّ الحيّ اليوم، والمنافس مستقبلاً، لا في الشعر ولا في الأدب وحدهما، بل كذلك في العلم، والصناعة، والتقنية.
...>>>...
بعد أن تستكمل مراحل العمليات اللاحقة للفيلم التسجيلي على طاولة التوليف أو شاشة الحاسوب للمونتاج الحديث، تأتي مرحلة التعليق. وما يؤسف له وبسبب غياب العملية الأكاديمية لإخراج الأفلام التسجيلية فإن التعليق للفيلم التسجيلي يحال إلى كتاب وأدباء للاستمتاع بجمال الكلمة التي يكتبونها، فهم يكتبون شعرا ونثرا جميلا لكنه لا يصلح للفيلم التسجيلي في أغلب الأحيان.
جلس صويلح على حافة السرير فسرت برودة الفراش إلى جلده فتأوه بطريقة أزعجت زوجته خديجة فاعتذر لها بكلمات لطيفة لم تكترث لها حاول أن يكسر حاجز الصمت القائم بينهما منذ أسبوع قال لها:
- تصوري يا خديجة ما أقسى الحياة هذه الأيام كل شيء مغلق كل شيء ممنوع ليس هناك لقمة إلا بسفح الكثير من العرق والدم! مع أن الأمور تبدو بسيطة لكل أحد لكنها حين تتعلق بزوجك صويلح تصير جبلاً، لو ذهبت إلى النهر لجف في
...>>>...
من المدهش أن يكتشف القارئ أو الناقد المتأمل في أدب غسان كنفاني، أن هناك متسعاً لمزيد من الحديث، والقراءات التأويلية التي تضمرها نصوصه، ولاسيما إذا ما حاولنا إسقاط المتغيرات التي آلت إليها القضية الفلسطينية على أدبه مع الحفاظ على الثوابت التراجيدية التي التقط غسان جوهرها، ورصد مساراتها بعقلٍ نيّر فذ، وأعاد إنتاجها إبداعياً، الأمر الذي أتاح لنصوصه الحياة والتجدّد.
ها أنت تبحث عما يشدك إلى الحياة، تطرح أهدافك، وتحمل آمالك باحثاً عن طرق شتى لتحققها. إذاً أنت إنسان ذو معنى، وجودك ذو معنى. إن لم تكن كذلك، فأنت حجر.
كل معنى لوجودك معنىً أنت خالقه. كل معنى يجعلك كائناً تعيش (من أجل) تضعك هذه ال (من أجل) في قلب الغايات. عند هذا الحد من وجودك لا دخل لنا في طبيعة غاياتك ولا في تقويمها. المهم أن يكون لديك معنى واضح أمام ذاتك، ويكون الطريق الذي تسلكه معروف
...>>>...
مجموعة قصصية جديدة بعنوان (حياة سابقة) يضيفها د. علي القاسمي لرصيده في هذا الجنس الأدبي الذي لم يبدأ حياته الأدبية به، بل بانشغالات أخرى مثل المعجمية والترجمة والدراسات.
نشير في بداية هذا التقديم إلى أسماء مجاميعه القصصية الأولى: أوان الرحيل (القاهرة) 2007 ، دوائر الأحزان (القاهرة) 2005 ، صمت البحر (المغرب) 2003 ، رسالة إلى حبيبتي (المغرب) 2003 .
المتتبع لأحوال الندوات، والأمسيات الشعرية، والقصصية التي تقام في المناسبات، أو المنتديات الرسمية وغير الرسمية... يرى الكثرة الكاثرة من المتحدثين، والشعراء والقاصين، وتأخذه الدهشة عندما يرى في المقابل القلة القليلة من المستمعين والحضور إلى حدٍ يمكن أن يكون عدد المتحدثين ضعف المستمعين. وفي ذلك خلل أيما خلل ولا يمكن أن يصنف في خانة كثرة العرض وقلة الطلب إلا إذا كان قد بلغ هذا الأمر حداً من
...>>>...
هناك أزمة قائمة في الفكر العربي المعاصر، ولا سبيل إلى فصلها عن أزمة الواقع العربي نفسه موضوعياً وتاريخياً. وتؤرَّخ هذه الأزمة بعصر النهضة، وبما يُسمّى بصدمة الحداثة، أي هذا اللقاء الدرامي بين الواقع المتخلف والواقع الأوروبي الوافد بفكره وأطماعه وعلمائه وأساطيله وجيوشه منذ مفتتح القرن التاسع عشر، بل إنّ هذا التأريخ ليس تأريخاً لبداية الأزمة، بل هو تحديد كذلك لأسبابها الموضوعية والتاريخية.
...>>>...
أهيم في المدن، أتقن قراءة أبجديّاتها بكلّ اقتدار. تستثيرني لعبة سبر أغوارها، وفكّ طلاسمها. أتوق في محاولاتي الأوّليّة لفهم شخصيّتها، وضرب المقارنات فيما بينها.
وفي ذلك، أتعرّف إلى فحوى المدينة عبر انبلاج الإنسان في تفاصيلها. يشي هذا بكنه البشر القاطنين في ربوعها، حذوا حذو أولئكم الذين أرسوها، وارتسموها، وشيّدوها.
وحتى أدناها حذقا، تطبع المدن بصماتها على أبنائها بكلّ جبروت. وتصنع المدن
...>>>...