ارتشف كوب الشاي الذي زينته وريقات النعناع، أومأت زوجته برأسها وهو متأمل في امتداد أطراف أصابعه في فروة رأسه الأشعث الأغبر، نفضت ثوبها ورعشت بيديها كثيراً وهو حائر في ترهاته وتفكير نمط حياته، عندها واجهته وصفعته بكلمات ربما أحدث شيئاً في نفسه فحرك جسمه المتهالك قليلاً ثم غرز بأصابعه في مجرى لحيته.. نعم.. ماذا قلت؟! ردت زوجته... الذي سمعته! بدأ يمارس لعبته الصباحية مع كوبه ورأسه.. ولكن ليس ككل
...>>>...
الشاعر محمد عبد الرحمن الحمد وبعد توقف عن النشر الشعري ها هو يرتب الأوراق لينضد أبعاد البوح الوجدانيش الحميم في ديوانه الجديد (سلي الماء عني) حيث يأتي العنوان مكاشفة استفهامية أولى تذكِّرنا بصورة الشعر الخالد، حينما وقف طرفة بن العبد، أو امرؤ القيس وعنترة ليقرؤوا فاتحة الدهشة. سؤال إلى ذلك المخلوق العجيب.. المرأة التي لم يكف الشعراء عن تمثُّلها كنهر خالد من المتناقضات الوجدانية.