شاع في الكتابات الصحفية والأدبية النقدية وكذلك بعض الأعمال اللغوية استعمال الفعل الماضي (تمحور) والمضارع منه (يتمحور) واسم الفاعل (متمحور)، ومثال استعمال الماضي ما جاء في تقرير (سناء الجاك) الشرق الأوسط 5-10-2000م: (وتمحورت أبحاث مؤتمر الوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي في جلسته الأولى حول مناقشة جهود المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مجال التعليم العالي عن بعد وعرض الملامح الرئيسية للجامعة العربية المفتوحة، كما نوقشت معايير وضوابط إنشاء الجامعات الخاصة في الوطن العربي). ومثال المضارع ما جاء في كتاب: (جحا العربي) لمحمد رجب النجار،ص 29: (ومما هو جدير بالذكر أن هذه الصفات نفسها نراها تتمحور حول شخصية جحا التركي وتشيح عنه، كما يتمحور هو حولها ويتسم بها).
وجاء اسم الفاعل في بحث (أزمة اللغة ومشكلة التخلف في بنية العقل العربي المعاصر: دراسة في علم اللغة الاجتماعي) لمحمد محمد يونس علي، مجلة جامعة أم القرى، ج17 ع29، صفر 1425هـ: جاء في ملخص البحث عن مظاهر تخلف العقل العربي: (التفكير المتمحور حول الذات (أو تضخم الأنا)، ويتفرع عنه الانتهازية والاستغلال، والدكتاتورية).
وجاء في الخاتمة: (وإيماناً منا بأن التفكير الجيد ليس صفة وراثية، وإنما هو (مهارة يصنعها التدريب)، فإننا ندعو المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية والدينية أن تعمل على تغيير العقلية العربية الطفولية بما تتسم به من نزعة تواكلية متمحورة حول الذات، وتفكير سطحي جزمي، إلى العقلية الراشدة التي تعتمد على الاستقلال الذاتي، وتحركها الروح الجماعية، ويحكمها التفكير العلمي).
والفعل (تمحور) وما اشتق منه مأخوذ من الاسم (محور) وهو من استعمال المحدثين إذ ليس له استعمال في المعجمات ولا كتب التراث اللغوية وغير اللغوية. وهم يعنون بتمحور حول الشيء دار حوله، ولكن الصيغة التي صيغ عليها الفعل لا تدل على هذا المعنى فالفعل جاء على بناء (تَفَعْوَلَ) الملحق بالبناء الرباعي (تَفَعْلَلَ) وهذا البناء يدل على الصيرورة مثل (تَسَعْوَدَ) أي صار سعوديًا، وهم لا يريدون من تمحور الشيء صار محورًا بل يريدون دار حول محور، ومن أجل ذلك يستعملون (حول). ولعل الخطأ جاء من الترجمة الحرفية للفعل الإنجليزي
(Center upon). كما في: Her entire attention centered on her children). ومن أجل ذلك يحسن أن نستعمل الفعل (دار، يدور) واسم الفاعل (دائر).
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7987» ثم أرسلها إلى الكود 82244