تلكم مدرسة عباد الله الإسلامية لمؤسسها الشيخ يوسف أديوي -رحمه الله تعالى- أولى مدرسة عربية على الإطلاق في مدينة أجيغنلى وما جاورها.
ومناسبة لليوم العالمي للغة العربية تأتي فعاليات المهرجان الخمسيني من تأسيس الشيخ يوسف أديوي مدرسة عباد الله الإسلامية في حي أجيغنلى ذكرا لحركة اللغة العربية وثقافتها في المنطقة وتعبيرا لجهودها في نشر اللغة العربية الكريمة.
وقد أسس الشيخ يوسف أديوي مدرسة عباد الإسلامية في الستينات في جزيرة لاغوس قبل نقلها إلى مدينة أجيغنلى عام 1973 الميلادي فاتخذها مقرا لها حتى اليوم.
وتقع هذه المدرسة في 133 شارع ألافيا حي موسفيجو أموكوكو، محافظة أجيغنلى ولاية لاغوس نيجيريا، على مؤسسها غفران ربي ورحمته الذي اختار لها اسما مناسبا (عباد الله) تيمنا بقوله تعالى {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} (6) سورة الإنسان.
ولعبت هذه المدرسة أدوارا ملموسة وملحوظة في تثقيف العقل الإنساني بثقافة اللغة العربية والآداب الإسلامية، لأن من طموحات مؤسسها الشيخ يوسف أديوي أن تتحقق لهذه المدرسة ثلاثة أهداف متمثلة في (1) العلم الناضج، و(2) الدين المتعدل المتوسط، و(3) والخلق الطيب. وذلكم عن طريق نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية.
ولتتحقق هذه الأهداف المذكورة وتسهيلها بنى لها المؤسس مقرا استراتيجيا بمباني وفصول مناسبة، واختار لها أساتذة أكفاء متميزين في أداء عملية التعليم والتدريس، ووضع لها كتبا منهجية متميزة متنوعة للمراحل الدراسية الثلاثة المتمثلة في الآتية:
1- الطريقة السهلة لقراءة العربية والقرآن الكريم.
2- كتاب الطريقة السهلة في المبادئ الصرفية.
3- كتاب تعليم الأخلاق في علم الأخلاق.
4- كتاب مقرر العلوم الدينية والتوحيد في أربعة أجزاء.
5- كتاب المؤمن الصغير والمؤمنة الصغيرة في الفقه والتوحيد.
6 - كتاب (أربعون سنن) وهي أحاديث مختارة للمراحل الدراسية الثلاثة.
7- كتاب المدخل في علم الإنشاء للمراحل المتوسطة في أربعة أجزاء.
8- كتاب الدعوة في الوعظ والإرشاد.
وغيرها من الكتب الأخرى غير المهنجية.
ويسعى فضيلته ليلا ونهارا لتثبيت غرس شجرة هذه المدرسة ناشدا ورائها نشر الإسلام واللغة العربية في المنطقة.
ولم يكتف -رحمه الله تعالى- بهذا بل كان يتولى بتدريس بعض المواد بنفسه لطلبة العلم بأساليب التدريس الممتعة، وقد عايشت ذلكم منه حين كان يدرسني مع زملائي بأسلوب تدريسي ممتع.
وها نحن اليوم نحتفل بذكرى خمسين عاما من تأسيس المدرسة العريقة في التعليم العربي ونشره في ولاية لاغوس بصفة خاصة، وفي نيجيريا بصفة عامة.
وأنتجت مدرسة عباد الله كوادر علمية أكفاء في شتى المجالات وعلى الأخص مجال اللغة العربية والثقافة الإسلامية، والتحق عدد كثير من خريجها بالجامعات العالمية العريقة في مشارق الأرض ومغاربها، كما يوجد لها خريجون منتشرون في جامعات المملكة العربية السعودية وغيرها من العواصم العربية والإسلامية، وأخص بالذكر جامعة الملك سعود بالرياض التي كان كاتب هذه السطور من خريجيها.
كما تخرج من هذه المدرسة عدد لا يستهان به من جهابذة العلم والمعرفة حاملين الشهادات العليا في الفنون والعلوم دكتوراه وماجستير وليسانس.
ويكتب اسم مدرسة عباد الله اليوم بماء ذهب لما بذلتها من الجهود المقدرة المميزة حتى أصبحت لها فروع متعددة في أحياء لاغوس وغيرها ومن بين هذه الفروع: مدرسة عباد الله في إمودى، للمؤسس نفسه، ومدرسة عباد الله الإسلامية لغالي، وباديا، ومركز التأديب العربي الإسلامي في أجيغنلى للخريجين من هذه المدرسة العريقة.
وعلى إثر ذلكم بلغت مدرسة عباد الله الإسلامية خمسين عاما في خدمة اللغة العربية والثقافة الإسلامية جهودا أقيمت لها فعاليات ونشاطات لذكرى المهرجان الخمسيني مرفقا بمؤتمر الشيخ يوسف أديوي الأول المعنون بـ (من رجال الدعوة الإسلامية في بلاد اليوربا الشيخ يوسف أديوي أنموذجا) بمشاركة فعالة من الأكاديميين والباحثين ببحوث علمية قيمة.
ويتخذ كاتب هذه السطور هذه الفرصة حمدا لله تعالى وشكره على ما أنعم علينا من نعمه المتواصلة، وتثمينا لجهود الشيخ يوسف أديوي المبذولة في خدمة اللغة العربية ونشرها من خلال هذه المدرسة، وتقديرا لجهود المدير الحالي للمدرسة الشيخ سليمان أدييمي يوسف على جهود لا تعد ولا تحصى.
كما أثمن جهود المملكة العربية السعودية المتمثلة في جامعة الملك سعود وغيرها على فرصة المواصلة العلمية لخريجي مدرسة عباد الله الإسلامية.
** **
- د.لقمان ألاوي إسحاق