سليم السوطاني
تمرُّ بالإنسان حالٌ يصعب عليه تفسيرها ويفشل في التعبير عنها، فلا يستطيع أن يصف ما يجول في داخله... قد تخونه اللحظة، أو الموقف الذي فُرِض عليه حتى وجد نفسه في وسطه، فيعجز عن الحديث والتعبير عن حالته، فتخرس الكلمات بداخله، وترفض الخروج إلى العلن.
بعد انتهاء هذا الموقف، أو في خضم هذه الحالة، يلجأ المصاب إلى الكتابة إذا كان يميل إلى هذا النوع من التعبير، فينثر بوحه ومشاعره عبر الكتابة، ويُخرج ما علق بصدره من عبارات لم يستطع البوح بها في حينها.
ربما تكون الكتابة هي العلاج الأمثل في كثير من الأحيان، عندما تضطرب وتختلط مشاعر المرء، وتخنقه عبرة تمنعه من الحديث، فتكون الكتابة هي الملجأ الذي يهرب إليه، ليبدأ التعافي من خلالها عندما يستطيع التعبير والبوح عن حزنه، وهمه وبؤسه وخيباته.
الكتابة تأتي غالباً رَدَّةَ فعل، أو صرخةَ احتجاجٍ من نزفٍ أصابه في جوانحه، فتكون الكتابة هي المواساة، تخفف آلامه وتخيط جراحه شيئاً فشيئاً، حتى يتعافى من تلك الندبات التي كادت أن تهشم قلبه وتحوَّل حياته إلى جحيم لا يُطاق.
يهرب الإنسان من همومه وأوجاعه إلى شيء ما يجعله يتغلب على هذه المواجع، ويتعافى منها من دون أن يلحظ الناس المحيطون به أوجاعه ومتاعبه، ولعل خير ما يتعافى به المرء الكتابة.