الثقافية - علي القحطاني:
يعود شغفه إلى القراءة مبكراً في أثناء دراسته في المرحلة المتوسطة وتأصلت أكثر في تخصصه العلمي في مرحلة الدكتوراه في (قسم القراءة وفنون اللغة) في جامعة أوهايو، وكانت رسالته عن «العوامل المؤثرة في التحصيل في مادة القراءة في المرحلة الابتدائية في المملكة العربية السعودية» وخلال رسالته أُتِيحَت له فرصة التعرف وسبر أغوار ما يتعلق بالقراءة في مدارس التعليم العام ولا سيما في المرحلة الابتدائية من المكتبة المدرسية الجميلة المكتبة المدرسية، والحصة الدراسية نفسها؛ عوامل متعددة بحثتها والعامل الأبرز حقيقة أيضاً «المعلم المتخصص» وأيضاً وجود المكتبة المدرسية الجميلة التي دائماً يقال إنها إحدى المنابر المهمة جداً وتغذي ثقافة القراءة في التعليم العام وتتيح للطلاب في المرحلة الابتدائية أن يتعرفوا إلى الكثير مما يشبع حاجاتهم للقراءة.
ويرى د. فهد العليان في لقاء لـ«الثقافية» أن قضية القراءة هي قضية عامة وأيضاً هي قضية محورية وقضية ثقافية، واطّلع في مرحلة دراسته بالخارج على المهارات ونوادي القراءة في أمريكا والمجموعات القرائية منها الجمعية العالمية للقراءة ( IRA ) واشترك فيها وحضر بعض مؤتمراتها، وأشار د.فهد العليان إلى تجارب وضعتها مكتبة الملك عبد العزيز العامة من خلال وضع مكتبة مصغرة للكتب في مطار الملك خالد الدولي في سنوات سابقه والحافلات أيضاً ضمن المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب في مكتبة الملك عبد العزيز تجوب حدائق الرياض وأيضاً لها رواد كثيرون.
وما تقدّمه وزارة الثقافة من برامج متنوعة في الإثراء الثقافي أوضح د.العليان أن التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا كشفت لنا عن مجموعات وقرّاء جادين وتحدث عن المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالقراءة الذي تبنته مكتبة الملك عبد العزيز العامة وكانت له إسهامات واضحة في برامجها وأشرف على ملتقى «»تجاربهم في القراءة» التي استضافت مثقفي المملكة وسلطت الضوء على بداياتهم واهتماماتهم بعالم القراءة..
الشغف بعالم القراءة
شغفك للقراءة يبدو واضحاً من خلال رسالتك العلمية في مرحلة الدكتوراه من جامعة أوهايو عن» مادة القراءة في المدارس الابتدائية العامة في مدينة الرياض «رسالة دكتوراه» حدثنا عن هذا الشغف بعالم القراءة وملخص رسالتك الأكاديمية؟
في البداية أقدم الشكر الجزيل لكم في الجزيرة الثقافية على كل الجهود الجميلة والملموسة والواضحة والمسيرة الرائعة في العمل الثقافي؛ حيث تبقى دائماً الجزيرة الثقافية منبراً ثقافياً رصيناً وجميلاً، وشكراً لهذه الاستضافة وشكراً لأخي العزيز الدكتور محمد الفيصل على حسن ظنه وشكراً لك مرة أخرى أيضاً أخي علي على استضافتك وإشارة إلى ما طرحته حول الشغف في القراءة وأيضاً ما يتعلق برسالة الدكتوراه من جامعة أوهايو أود أن أبيّن بأن قضية القراءة هي قضية عامة، وأيضاً هي قضية محورية، وأيضاً هي قضية ثقافية معني بها الجميع، ومن الجميل جداً أن دراستي في مرحلة الدكتوراه كانت في قسم القراءة وفنون اللغة في جامعة أوهايو، حيث المحاضرات المتخصصة، وأيضاً البحوث والدراسات كلها في هذا الجانب وبالتالي من تيسير الله عز وجل أن رسالتي في الدكتوراه كانت عن العوامل المؤثرة في التحصيل في مادة القراءة في المرحلة الابتدائية في المملكة العربية السعودية، وهذا أتاح لي أيضاً فرصة التعرف وأيضاً سبر أغوار ما يتعلق بالقراءة في مدارس التعليم العام وخاصة في المرحلة الابتدائية, طبعاً هناك عوامل كثيرة تؤثر في التحصيل سواء المعلم، المكتبة المدرسية, الحصة نفسها عوامل متعددة بحثتها والعامل الأبرز حقيقة أيضاً المعلم المتخصص وأيضاً وجود المكتبة المدرسية الجميلة التي دائماً أنا أقول إنها إحدى المنابر المهمة جداً التي تغذي ثقافة القراءة في التعليم العام لأن وجود مكتبة مدرسية تتيح للطلاب في المرحلة الابتدائية أن يتعرفوا على الكثير مما يشبع حاجاتهم فأعتقد أن هذا الشيء مهم جداً أضف إلى ذلك أخي علي هناك نقطة مهمة جداً وتساءلنا كثيراً وألقيت أيضاً في هذا بعض المحاضرات، وهل المكتبة المد رسية اليوم تحقق رغبات ومتطلبات طالب المرحلة الابتدائية بمعنى هل يجد طالب المرحلة الابتدائية ما يناسب رغباته وميوله من الكتب، ومن القصص التي تناسب ميوله واتجاهاته كل هذي الأسئلة مطروحة أعتقد أنه من حسن حظي أنني التحقت في برنامج الدكتوراه في قسم القراءة وأيضاً كانت رسالتي الدكتوراه وبعد ذلك أيضاً مسيرتي العملية في التدريس وأيضاً التجارب المتعددة كلها في مجال القراءة.
ملتقى القراءة في أمريكا
بلا شك أنك استفدت في بعثتك من كسب مهارات في حبّ القراءة، وكان لك تواصل مع جمعيات ونوادٍ لملتقى القراءة في أمريكا صف لنا هذه التجربة؟
بدأ حبّ القراءة عندي مبكراً وفي مكتبتي اليوم بفضل الله كتب منذ أن كنت في المرحلة المتوسطة، من مطلع عام 1401هـ، وأنا أحتفظ بهذه الكتب عن ما يزيد عن 45 عاماً وظلت القراءة المتنوعة طبعاً سواء قراءة الكتب أو قراءة الصحف والمجلات ومتابعتها إلى هذا اليوم بفضل الله عز وجل لكن ربما أن الدراسة في مرحلة الدكتوراه في أمريكا تحديداً كانت دراسة للمنهجيات واستراتيجيات القراءة بحكم أنني أكاديمي وأستاذ جامعي وبالتالي كان الهدف نقل هذه الخبرات، وهذه التجارب إلى طلابي في الجامعة بعد ذلك في مرحلة الماجستير والدكتوراه، وأود الإشارة أنه في أثناء دراسة مرحلة الدكتوراه كنت أحد الذين يشاركون في زيارة المكتبات الموجودة في المدينة وأيضاً بعض المقررات التي كنا نأخذها في مرحلة الدكتوراه لمعالجة الضعف القرائي لدى الطلاب في المرحلة الابتدائية وبالتالي مع هؤلاء نذهب إلى بعض المكتبات في الأحياء وأيضاً بعض المجموعات القرائية، وبعد ذلك اشتركت في الجمعية العالمية للقراءة ( IRA )، وحضرت بعض مؤتمراتها وأيضاً كنت إلى عهد قريب أشترك في إصداراتها جميعاً وبالتالي كل هذه المنظومة التي بدأت مبكراً ثم توّجت أخيراً بدارسة مرحلة الدكتوراه في مجال القراءة وكل هذا عمل تراكمي في حب القراءة واليوم الحمد لله أحتفظ بكثير من الكتب، وأحتفظ بمكتبة أنا سعيد بها ومعها.
القارئ في المجتمعات الغربية
دائماً ما نلحظ صورة الرجل أو المرأة في الدول الغربية أنهم يحملون الكتب ويقرؤونها في المطارات/ الأسواق/.بينما تنعدم هذه الصورة في المجتمعات الشرقية، وهل للأمية والفقر دور في ذلك؟
قضية صورة المرأة أو الرجل في الدول المتقدمة أو الغربية يحملون الكتب، ويقرؤونها، أعتقد هذه ربما كانت في أوقات سابقة فاليوم الحمد الله نحن نشاهد في العالم العربي معارض الكتب المتعددة وأيضاً نلحظ لما نركب الطائرات، ونسافر في القطارات في بعض الأماكن نجد أن هذه الفكرة انتشرت؛ حيث نشاهد الناس يقرؤون في الأماكن العامة، وأنا مررت في هذه التجربة أذكر أنني كنت في إحدى الدول الخليجية أحمل كتابي عند الجوازات فقال أحد الموظفين بلطافة: «من الجميل أن نجد شخصاً عربياً يحمل كتابا»، كما أن الكتب الإلكترونية يحملها كثيرون ويقرؤونها وأشاهد أيضاً من يقرأ سواء في الآيباد من الكتب الإلكترونية أو الكتب الورقية واليوم العالم أصبح قرية واحدة، ونلحظ أنهم يعطون وقتاً للقراءة سواء في المطارات أو القطارات أو غيرها، وأعود هنا لتجربة مكتبة الملك عبد العزيز العامة من خلال وضع مكتبة مصغرة للكتب في مطار الملك خالد الدولي في سنوات سابقة وأيضاً اليوم نجد الحافلات أيضاً ضمن مشروع القراءة في مكتبة الملك عبد العزيز تجوب حدائق الرياض ولها رواد كثيرون، ونؤمل جميعاً في العمل الثقافي الكبير وما تقدّمه وزارة الثقافة من برامج متنوعة في الإثراء الثقافي.
القراءة في السوشيال ميديا
التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا كشفت لنا عن مجموعات وقرّاء جادين، ما السبيل الأمثل للاستفادة من تجاربهم في هذا المجال؟
بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الموجودة اليوم كما أن لها بعداً سلبياً وغير جيد أعتقد أيضاً أن لها بعداً جيداً وجميلاً، وهو ما تشير إليه أخي علي في سؤالك عن مجموعات القراءة، اليوم هناك تفاعل حقيقي من خلال المجموعات القرائية الجادة وأيضاً الأندية القرائية الافتراضية التي يشترك فيه الكثير من الشباب والشابات، ويعملون عملاً جميلاً من خلال رسم عمل ثقافي قرائي، وأيضاً يطرحون مجموعة من الكتب ويقرؤونها ثم يتناقشون فيها ثم يعملون ملخصاً ثم ينثرون وينشرون هذه الملخصات، وهذه القراءات لمجموعات كثيرة، ويعد هذا من الأشياء الجميلة حيث تستطيع اليوم من خلال هذه الوسائل والوسائط أن تصل إلى مجموعات كبيرة وكثيرة جداً غير ما تمارسه المنابر المباشرة وأنا أذكر جيداً أنني اشتركت في بعض اللقاءات التي تعقد عن بعد فوجدنا حضوراً كثيراً سواء من داخل المملكة أو من خارجها في هذه الأعمال الثقافية، وجاء الوقت الذي تحقق فيه هذه المجموعات، وهذه الأندية القرائية أهدافها، ويجب حقيقة أن تُفعل، ويجب الاستفادة منها وأن تكون عملاً مؤسسياً للاستفادة القصوى من إمكانيات هؤلاء الشباب، وأعتقد أن الأندية القرائية اليوم تؤدي دورها، وأعرف أن مكتبة الملك عبد العزيز العامة بصدد أن تعمل لقاءً للأندية القرائية في المملكة والاستفادة من تجاربها وللمزيد من التعاون فيما بينها ولإظهار أيضاً دورها الثقافي في المملكة العربية السعودية وأكرر دائماً أن مثل هذه المجموعات القرائية تؤدي دوراً ثقافياً قيادياً جميلاً.
الأطفال بين الأمس واليوم
أطفال الأمس كانوا متعلّقين بمجلات الأطفال والقصص المصوّرة بينما أطفال اليوم يواجهون التحديات في الانصراف عن القراءة وتعلّقهم بالألعاب في الأجهزة الحديثة،كيف نمحو هذه الصورة السلبية؟
أطفال اليوم والانصراف عن القراءة هذه قضية خطيرة ومهمة جداً على المستوى الاجتماعي، وعلى المستوى الثقافي بمعنى أن ما يواجهه اليوم الأطفال والشباب مسألة يجب أن يتصدى لها الباحثون في المجال الثقافي والاجتماعي، فاليوم هناك انصراف وتعلق ملحوظ بهذه الأجهزة الحديثة وأيضاً في التطبيقات الحديثة، صحيح أن كثيرين قد يستفيدون منها في مجالات متعددة، ولكن أعتقد أنها إحدى أسباب العزوف عن القراءة وإحدى الصوارف المهمة حتى وصل هذا الأمر ليس فقط إلى الشباب والأطفال بل إلى البالغين وإلى الكبار وإلى القراء؛ الجميع الآن يشتكي من وسائل التواصل الحديثة، ويشتكون من قضية سرقة الوقت من خلال هذه التطبيقات، لقد حان وقت دور المربّين والمعلمين وهنا يكمن دور المدرسة، ويكمن دور المعلم في ربط هؤلاء بالقراءة، وأنا على المستوى الشخصي لا أفرق بين أن يكون ما يُقرأ كتاباً ورقياً أو كتاباً إلكترونياً المهم أن يمارس المرء سواء طفل أو شاب أو كبير أن يمارس القراءة، وما يتعلق بالطفل تحديداً فعلى دور النشر أن تختار الكتب أو القصص الجاذبة للأطفال الصغار، أذكر جيداً أنه في الولايات المتحدة الأمريكية كانت بعض الأمهات يحضرن أطفالهن الصغار الذين لم يتجاوزوا العام الواحد يطلعونهن على القصص، وعلى الصور، وعلى القصص فيها كلمة أو كلمتان مع صور فاليوم يقع العبء على دور النشر وخصوصاً المتخصصة في الأطفال، وللأمانة ينقصنا في العالم العربي حقيقة ما يتعلق بالإنتاج والإخراج للطفل، وتكون بصورة جاذبة، ومن ثم ينطلق الأبوان، وينطلق المعلمون إلى أنهم يعلمونهم من خلال الصورة ثم ينتقلون إلى الحروف، وإلى الكلمات وبالتالي ننشئ الأطفال على محبة هذه القصص لتكون معهم في مستقبل أعمارهم، ونحن دائماً نسمع عن الذين لهم باعٌ في القراءة كان تأثير البدايات معهم منذ الصغر مع هذه المجلات كان تأثيراً بالغاً هذه النقطة أنا أشكرك على طرحها لأنها من النقاط المهمة جداً التي من الممكن أن تقوم وزارة الثقافة من خلال هيئة المكتبات أو غيرها بدراسة هذا الموضوع وإعطائه الأهمية، والحديث عن هذا الموضوع يطول جداً.
ملتقى «ملتقى تجاربهم في القراءة»
تقوم مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض بدور كبير في نشر ثقافة القراءة من خلال المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، ومن برامجها ملتقى «تجاربهم مع القراءة» التي استضافت مثقفي المملكة، وسلطت الضوء على بداياتهم واهتماماتهم بعالم القراءة؛ كيف ترى هذه الفكرة، حدثنا عنها من خلال قربك من هذا الملتقى؟
هذه كانت إحدى الأفكار الرائدة والجميلة، وكان لي شرف حقيقي في المساهمة والإسهام فيها في مكتبة الملك عبد العزيز العامة من خلال استضافة العديد من الشخصيات الثقافية التي أثرت في الوسط والعمل الثقافي، وهذه الشخصيات كان للقراءة دور و أثر كبير فيها، وتم استضافتها من أجل أن تعطي وتقدم للمستمعين الشباب والشابات عن دور القراءة، وعن تأثيرها في مستقبلهم وفي حياتهم فتمت استضافتهم مثل د. عبدالله الغذامي ود.سعد البازعي وأ.إبراهيم البليهي ود. نجيب الزامل -رحمه الله ود. علي النمله والدكتور خالد الراجحي وأ. إبراهيم التركي ومجموعة كبيرة جداً تجاوزت ربما الـ30 شخصية وصدر الكتاب الأول قبل سنوات الجزء الأول من كتاب «تجاربهم في القراءة «والآن في صدد إصدار الجزء الثاني من»تجاربهم في القراءة» خلال الشهرين القادمين عموماً هذه التجربة حقيقة جميلة لأنها تنقل المستمع من الشباب والشابات ومن مختلف أطياف المجتمع وكيف كان للقراءة تأثير كبير في بدايات هؤلاء. د.عبدالله الغذامي مثلاً تحدث عن أنه باع دراجته من أجل أن يشتري كتباً في بداياته وأ. حمد القاضي تحدث عن تأثير القراءة في مسيرته الثقافية، وأيضاً لما انتشر الجزء الأول من الكتاب»تجاربهم في القراءة «من تيسير الله عز وجل وهذه معلومة مهمة أن وزارة التعليم أخذت بعض النصوص من ذلك الكتاب، ووضعتها في الكتب والنصوص القرائية لطلاب المرحلة الابتدائية والمتوسطة، وحقيقة يعد هذا الملتقى أحد الملتقيات الرائدة والرائعة وما زالت المكتبة من خلال المشروع الثقافي الوطني للكتاب تواصل دورها المحوري والمهم في سبيل نشر ثقافة القراءة وأظن ظناً جازماً أن هذا الملتقى له دور، وسيكون له أيضاً إن شاء الله دور محوري كبير خصوصاً أن الفترة القادمة سوف يكون هناك نقلة نوعية، وسيتم استضافة عدد كبير من الشباب والشابات الذين أثّرت فيهم القراءة.
تعدد مصادر القراءة
في مقالة لك نشرتها بصحيفة الجزيرة ذكرت أن الدكتور فهد العرابي الحارثي قال إنه لا داعٍ من النياحة على القراءة فشبابنا لديهم وسائل متعددة تمكنهم من الاطلاع على مصادر المعلومات المتنوعة. هل تتفق مع هذا الطرح؟
حول ما ذكره الدكتور فهد العرابي الحارثي أنه لا داعٍ من النياحة في القراءة وأن الشباب لديهم وسائل متعددة، هذا كان أحد اللقاءات التي اسْتُضِيفَ فيها الدكتور فهد العرابي الحارثي في ملتقى تجاربهم في القراءة كان الهدف الاطلاع على تجربة القدير أستاذنا الدكتور فهد العرابي الحارثي ومما ذكره أنه لا داعٍ للنياحة وأنا كتبت عن ذلك اللقاء، وكتبت عن هذه الفكرة المركزية التي ينطلق منها على حسب ما فهمته من الدكتور فهد أن شبابنا اليوم لديهم القدرة على الغوص في أعماق الكتب والمجلات أو القراءة في مختلف أنواعها، ومن خلال هذه الوسائل التي هم ربما يجيدونها أكثر من الجيل الذي سبقهم أتفق معه إلى حد كبير، ولكن أيضاً ربما ينقص هؤلاء القراءة الجادة المستمرة لأن ما يمارسه هذا الجيل هذا اليوم من القراءات المتقطعة السريعة جداً قد لا تبني ثقافة متينة، ولكن في الوقت نفسه وأنا أتفق أنه سبيل جميل وأيضاً هي طريق إلى أنهم يأخذون من كل بستان زهرة وأتصور أنه لا ضير أو أنني أدعو حقيقة إلى الجمع بين هذا وهذا بحيث يقرؤون من خلال هذه بطريقتهم ووسائلهم المتعددة وأيضاً يقرؤون كما قرأ الجيل الذي قبلهم من خلال الكتب، ومما يسر النفس اليوم أننا نجد شباباً كثيرين في معارض الكتب ينتقون، ويختارون ما يناسب ميولهم واتجاهاتهم.
الكتاب التقليدي والرقميّ
هل سيغادر الورق من حياتنا كما انتهت الصحافة الورقية، واكتفت بنسخها الرقمية، والمكتبات التجارية قلّ وجودها في مدننا، وهل برأيك الكتاب الرقمي سيزاحم الكتاب الورقي؟
«الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني» هذه قضية جدلية ليست في مجتمعنا المحلي هذه قضية جدلية على مستوى العالم ربما تختلف قليلاً عن موضوع الصحافة الورقية لأننا اليوم نجد أن معارض الكتب على مستوى العالم يقبل عليها كثيرون، والجميع يعرف أن هذا الكلام قيل قبل عشر سنوات: إن الكتاب الورقي انتهى، ومع ذلك نرى أن معارض الكتب في العالم العربي، وفي غيره مزدحمة، وهناك رواد كثيرون يشترون، فأنا أعتقد أن الخطين سيسيران متوازيين بمعنى أن هناك مريدين للكتاب الورقي وأيضاً هناك من يتعامل مع الكتاب الإلكتروني بصيغة PDF وأنا على المستوى الشخصي أميل إلى الكتب الورقية وأقتنيها وأشتريها من معارض الكتب وأيضاً هناك عندي مكتبة لا بأس بها للكتب الإلكترونية وخاصة في مجال السيرة الذاتية.
بقي أن أقول: شكراً للجزيرة الثقافية على مواصلة دورها الثقافي الرائد، وشكراً للقائمين عليها لإتاحة الفرصة لأكون ضيف هذا العدد مع أن البضاعة قليلة. ونلتقي دائماً في دروب القراءة والفكر والثقافة.