«الثقافية» - كتب - كمال الداية:
يقوم كتاب (أقلمة السرد العربي من العصور الوسطى حتى القرن التاسع عشر) الصادر حديثا عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع على فكرة تداخل التخصصات وتنوع المنهجيات في دراسة السرد العربي.
وتكشف المؤلفة د. نادية هناوي في التقديم لكتابها أن الأقلمة ليست توسيعا أو تطويرا وإنما هي بحث عن المرتكزات وفهم لفاعلية السرد في ماضيه وحاضره كأنواع وأنماط وطبائع وتحولات وتفاعلات وعلاقات وقضايا.
وترى الباحثة أن ما جرى من دراسات مقارنة بين السرديات العربية الكلاسيكية وأشباهها في السرد الاوروبي، وقع خارج إطار جدلية التأصيل/ التقليد ومن ثم كانت أدوارها في البحث عن العناصر المشتركة تساوي القديم بالحديث، والمغمور بالمشهور، والأصيل بالمقلد، والسابق باللاحق. والسرد العربي أصيل في نظامه بوصفه الواهب الذي يجمع بين قدم النمذجة ودوامية النظام، وهو ما تدلل عليه تقاليده القائمة على قاعدة لا واقعية من اللا محاكاة وعليها بنيت مختلف صور السرد الواقعي الذي قوامه المحاكاة.
ويقع الكتاب في أكثر من أربعمائة صفحة وبفصول عدة توزعت بين بابين رئيسين يستجليان التاريخين الأدبي والنقدي من خلال عينات سردية عربية وأوربية.