عثمان أبوبكر مالي
سجل جمهور الاتحاد لهذا الموسم أعلى معدل حضور جماهيري لفريق سعودي في مباريات كرة القدم على مدى تاريخ الكرة السعودية، إذ تجاوز الحضور الذي ساند الفريق على أرضه في استاد مدينة الملك عبد الله الرياضية (الجوهرة) حاجز نصف المليون (507990) مشجعاً، قبل أن ينتهي الدوري بأسبوعين، وتبقت مباراة جماهيرية كبرى للفريق على أرضه وبين جماهيره أمام منافسه التقليدي سيُضاف حضورها - أياً كان - إلى رقمه المسجل رسمياً، وذلك وفقاً لموقع (إحصائيات الدوري السعودي) في الدوري.
وللجمهور الاتحادي أيضاً أعلى معدل حضور جماهيري في مباراة واحدة، وهي مباراة الهلال التي حضرها أكثر من 60 ألف متفرج (60134)، وإذا اعتبرنا أن هذا الرقم طبيعي على اعتبار أن المباراة أمام فريق كبير وجماهيري، فإن لهذا الجمهور أيضاً أكبر أعلى رقم يُسجل لفريق في ملعبه في مباراة ليست جماهيرية وهي مباراة الشعلة، وبلغ حضورها(59731) مشجعاً، وهي أيضاً ثالث أكثر المباريات في نسبة حضور المباريات إجمالاً في الدوري، يسبقها مباراة الاتحاد والهلال التي ذكرتها وهي أولاً، ومباراة الأهلي والنصر(60010) التي تأتي ثانياً والفرق بينهما فقط (280) مشجعاً.
لكن العجيب أن الجمهور الاتحادي نفسه سجّل أقل حضور جماهيري في مباراة في الدوري على ملعب الجوهرة، وهي مباراة التعاون التي بلغ حضورها فقط (13095)، وكان ذلك أمراً مفاجئاً وغريباً في نفس الوقت، ولعل هناك من سيعتقد أنه أمر طبيعي على اعتبار أن الفريق بعد الأسبوع الحادي والعشرين تأكد أنه بعيد وغير قادر على المنافسة على المراكز الثلاثة الأولى في الدوري، لكن المفاجأة تكبر عندما نجد أن الحضور الجماهيري في مباراة الفريق أمام القادسية حضرها أقل من (عشرة آلاف) مشجع، وهو أدنى حضور جماهيري لمباراة تقام على ملعب الجوهرة منذ افتتاحه، رغم أنها في بطولة أخرى بطولة كأس الملك، وفي مرحلة متقدمة، دور الثمانية، وبطولة الكأس هي (لعبة الاتحاديين) كما يقولون، وآخر مرة حققها الفريق، الموسم قبل الماضي لعب فيها بلاعبي (الهرماس) طلاب المرحلة الثانوية، فلماذا غاب وعزف الجمهور الاتحادي عن الحضور مع أن هذه البطولة هي بمثابة الفرصة الأخيرة لإنقاذ موسم (إنقاذ الفريق) الشعار الذي رفعته الإدارة، والفرصة المضمونه لتأمين عودة الفريق إلى دوري أبطال آسيا، لعبة الفريق الثانية؟!
من وجهة نظري أن السبب هو أن الجمهور الوفي العاشق (اكتشف) الأوهام التي نسجها بعض الإعلام الاتحادي (المضلل)، وهو الإعلام الذي أوهم ثلة كبيرة منها أن فريقهم (تعافى) ووصل إلى درجة القدرة على المنافسة، وأنه امتلك الأدوات المطلوبة للمقارعة، رغبة في تأكيد (الإنقاذ) الوهمي الذي كان شعار الرئيس ورفعه من أول يوم سعى فيه وبحث عن (المقعد الساخن).. خيوط الوهم التي لم تكن من أجل النادي أو لمصلحته، وإنما نكاية في أسماء اتحادية وتصفية حسابات معها أضرت به أكثر مما نفعته، بعد أن ساهمت في الضغط على الفريق ولاعبيه، برفع سقف الطموح لدى الجماهير الاتحادية، فدخل كثيرون منهم اللعبة وأخذوا يتطلعون إلى إنجاز يحققه الفريق، ليس بالمنافسة على بطولة الدوري بل تحقيقها، وهو الذي لا يمتلك أدواتها وتنقصه الكثير من سمات ومتطلبات الفريق البطل الذي كان في يوم من الأيام عنوانه الأبرز.
كلام مشفر
- انخفاض معدل الحضور الجماهيري الاتحادي الكبير، جاء بعد موسم طويل، صبروا فيه طويلاً، وتأملوا كثيراً، ودعموا بقوة حباً وعشقاً وولاءً للنادي وتقديراً وتمسكاً بالأسماء التي خذلتهم بعد انكشاف الأوراق.
- صنّاع القرار أخذت تتكشَّف أمامهم حقيقة ما يجري في النادي، وما يتعلق بالصرف والميزانيات والأرقام الفلكية الزائفة، والتي ضمّها إلى وعود أخرى من نوعية الشيك المصدق والخمسين مليون ريال وغيرها.
- ويُضاف ذلك أيضاً إلى اللاعبين المحترفين الذين سيسمع بهم القاصي والداني، وإلى عقد الرعاية الكبير والضخم والذي لا يُوجد لنادٍ في الشرق الأوسط مع وعود الأسماء والنجوم الكبار ليس من نوعية الفريدي، ولا الشهيل، أو المحياني.
- وتبقى هناك حقائق مغيبّة عنه جداً، لها تأثيرها حتى على مستقبل النادي والديون (الإضافية) التي سجلت عليه، وستكون ضربة قاصمة، في الجمعية العمومية العادية بعد مرور عام ونصف العام على تسلُّم الإدارة للنادي.
- والسؤال: هل تجرؤ الإدارة على عقد الجمعية العمومية، وعرض كشف حساب النادي، والسؤال الأكبر والأهم هل استوعبت درس جمهور، صنّاع القرار وإنذارهم الأخير الذي جاء بطريقة (مؤدبة)؟!