عماد المديفر
فجر الأربعاء الماضي كان مختلفاً، إنه فجر جديد، لمملكة متجددة وثّابة. وحق لنا كأفراد الشعب السعودي الوفي أن نتبادل التهاني والتبريكات لهذه الأوامر الملكية المباركة بعون الله، والتي جاءت امتداداً لسابقاتها، حيث حمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله وأدام عزه، وأخاه وعضيده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، يحفظه الله، بحكمتهما، وحنكتهما،
ومسؤولية الملك التاريخية القيادية لهذه البلاد في هذه المرحلة الانتقالية الراهنة من تاريخها المعاصر، حملا على عاتقهما مهمة التهيئة لنقل قيادة هذه البلاد الطيبة المباركة، من جيل الآباء المؤسسين الذين خَلَفوا والدنا وجدنا العظيم المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه، ورفع منزلته في عليين، إلى جيل الأحفاد.
هي بلا شك مسؤولية عظيمة، وتاريخية، سيدونها تاريخ مملكتنا المجيد، هذا التاريخ الذي يثبت يوماً بعد يوم بأن مملكتنا وَلّادة، متجددة، فنحن قوم إن ترجل منا فارس قام فارس.
لقد أدى جيل الأجداد والآباء ما عليهم من واجب بكل جد، وإخلاص، وعزم، فأفنوا حياتهم وأوقاتهم وجهدهم، وبذلوا الغالي والنفيس لخدمة الدين، والوطن.. واليوم، حان الوقت ليتهيأ جيل الأبناء والشباب لحمل المسؤولية، بعد أن نهلوا العلم، وتشربوا الحكمة والحنكة والعزيمة من جيل الآباء العظام.
ستمضي هذه الدولة المباركة، بعون الله وتوفيقه، ثم بسواعد وجهد الرجال المخلصين، نحو مزيد من التطور والنماء والرفعة والسؤدد الذي ينشده كل مواطن، وكل محب لهذه البلاد الطاهرة.
ستمضي هذه المملكة من جيل إلى جيل، بكل حزم، وعزم، وحكمة، وقوة، من نصر إلى نصر، ومن عز إلى عز، بفضل الله أولاً وآخراً، ثم بعمل ومثابرة أبناءها المخلصين، خدام الإسلام، وخدام بيت الله الحرام وحجيجه، ومسجد خير الأنام، وزواره، صلوات ربي وسلامه عليه. خدام المواطن، وخدام أغلى وأطهر تراب على ظهر البسيطة.
إن المحمدين، خير خلف لخير سلف، لقد لمس الجميع النجاحات والقفزات المتتالية التي أحدثها مجلسا الشئون السياسية والأمنية، والشئون الاقتصادية والتنمية، وما زلنا نطمح بالمزيد. كما لمسنا جميعاً تلك النجاحات العظيمة المتتالية لوزارتي الداخلية، والدفاع، بقيادة هذين المحمدين، فارسا هذا الجيل، وقائدانه، وحُق لنا أن نفخر، ونتباهى، ونشكر الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة التي أنعمها الله علينا في هذه البلاد الطيبة الطاهرة المعطاءة، نعمة توفيق الله لنا، أولاً وآخراً، بالقيادة الحكيمة، وبشكر الله تدوم النعم، فلله الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
أما وزارة الخارجية، فلا شك بأن وجود سمو الأمير الكبير والخبير سعود الفيصل- يحفظه الله- مشرفاً عاماً على الشؤون الخارجية، هو عاملٌ مهم، وأساس في ضمان استمرار النجاحات الدبلوماسية السعودية المتتابعة على المسرح الدولي، فوجود مهندس الدبلوماسية السعودية العريقة، وعرَّابها، وقائدها المحنك، موجهاً ومتابعاً ومشرفاً، يجعل من مهمة معالي الوزير عادل الجبير أكثر توفيقاً، وأكبر حظاً، بأن يستلم مهامه تحت إشراف قامة دبلوماسية تاريخية رفيعة.. اسمها سعود الفيصل.. وهذا لم يتأت لولا فضل الله، ثم بُعد النظر والحنكة التي تتمتع بها قيادتنا الحكيمة.
لذا فسيكون معالي الوزير الجبير، بحول الله، قادراً على النجاح في المضي قُدماً في قيادة أهم وأبرز وزارات هذه البلاد، وأكثرها حساسية، نحو مزيد من النجاحات، وأسأل الله له العون والسداد، كما أسأل الله أن يجزي سمو الأمير سعود الفيصل، خير الجزاء على ما قدم ويقدم، وأن يمتعه بموفور الصحة والعافية، ويرى وزارته وهي تمضي بمشيئة الله، على نهجه، وخطاه، كما يتمنى ويُسر.