عثمان أبوبكر مالي
تجربة جديدة يدخلها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لأول مرة في تنظيم مسابقاته الرياضية الأكبر والأهم والأغلى، بقرار دمج سباق التأهل إلى (نهائيات أمم آسيا ونهائيات كأس العالم) لكرة القدم القادمتين في (روزنامة) واحدة بين منتخبات القارة بمشاركة 40 منتخباً.
المنافسات التي سُحبت قرعتها ظهر أمس في كوالالمبور، وتبدأ مبارياتها في الأسبوع الأخير من شهر شعبان القادم، ستجرى موحدة لبلوغ الهدفين الكبيرين، بعد أن يسفر التنافس عن (فرز) 16 منتخباً في نهاية التصفيات التي تستمر قرابة عام. هذا الفرز سيتكون من المنتخبات التي تتصدر المجموعات الثماني، ويضاف إليها أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني في النتائج، وستتأهل مباشرة إلى نهائيات أمم آسيا، ومن ثم ستتنافس هذه المنتخبات (فقط) لبلوغ نهائيات بطولة كأس العالم في روسيا عام 2018م على أربع بطاقات ونصف البطاقة مخصصة لقارة آسيا.
المنتخبات الأخرى التي يمكن اعتبارها (الفرز الثاني) ستدخل سباقاً آخر محموماً للوصول إلى نهائيات أمم آسيا عام 2019م في الإمارات، التي تقرر رفع عددها إلى 24 منتخباً، بدلاً من 16 ستة عشر منتخباً كما كان مطبقاً في النهائيات الماضية، وآخرها بطولة أستراليا التي أقيمت يناير الماضي 2015م.
على عكس ما كان متوقعاً، فالتصنيف الذي احتله الأخضر قبل القرعة جاء في صالحه؛ إذ دفعه إلى المجموعة الأولى، وهي من أسهل المجموعات؛ وبالتالي فذلك (التصنيف) خدم المنتخب بشكل عملي كبير، عكس ما كان متوقعاً، وعكس ما يراه البعض؛ فهو على الأقل جنبه (ملاقاة) بعض المنتخبات، خاصة بعض المنتخبات العربية، إلى جانب أنه جنبه الضغط القوي والطويل والمبكر الذي يعيشه الأخضر عادة في مثل هذه المسابقات قبل أن تبدأ، وتزداد أثناءها، نتيجة التصنيف والنتائج السابقة والترشيحات المبكرة؛ فيؤثر ذلك سلبياً على لاعبينا في المواجهات.
وهناك نقطة مهمة، هي أن القرعة بهذا التصنيف جنبت الأخضر رحلات السفر الطويلة شرق القارة وأستراليا، باستثناء ماليزيا، وهي مباراة واحدة، في حين يبقى اللقاءان أمام منتخبي الإمارات وفلسطين مقدوراً عليهما - بإذن الله تعالى -، وهما على الأقل بمنزلة (سمننا في دقيقنا).
كلام مشفر
· خانت الخبرة المدير الفني لمنتخبنا فيصل البدين في تصريحاته قبل القرعة عن التصنيف الذي يحتله المنتخب. وفي كل الأحوال، فإن القائد الفني عليه أن يتحلى بالشجاعة أمام لاعبيه، وتكون تصريحاته أكثر عمقاً وبُعداً نفسياً.
· التصنيف هو فقط لإعطاء القرعة (الموجهة) تجنيب المنتخبات القوية الالتقاء مبكراً، خاصة بعد دمج المسابقتين. وغير ذلك تستعد وتعمل المنتخبات القوية من البداية على ملاقاة الأقوياء، والانتصار عليهم في المواجهات دون الاهتمام متى تكون، في المرحلة الأولى أم بعد الفرز الأول.
· فرصة كبيرة أمام الأخضر السعودي ليكون ضمن منتخبات الفرز الأول في التصفيات، التي تؤهل مباشرة إلى نهائيات أمم آسيا في أبو ظبي، والسباق المحموم لنهائيات كأس العالم بتصدر المجموعة المواتية، وعلى الأقل يكون واحداً من أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني في دور المجموعات.
· وذلك يعني كسب الوقت، واختصار الوقت والمجهود في السباق الطويل والمحموم بالوصول إلى المبتغى مبكراً، وتأكيد فرصة المنافسة على العودة إلى المونديال. وذلك يحتاج إلى جهد كبير، وعمل منظم، ومثابرة، وتعاضد كل الأدوات والأطراف.
· اصطف الوحداويون بكل فئاتهم وتنوعاتهم وشرائحهم خلف فريقهم الكروي في مباراته الدورية التي خاضها يوم الجمعة الماضي، وهي المباراة (المفصلية) التي كان الفريق يحتاج إلى نقاطها لعبور (عنق الزجاجة) في المنافسة.
· بعد الفوز على النهضة لم يعد هناك حديث يعلو رياضياً في مكة على حديث الحصول على إحدى بطاقتي الصعود إلى دوري الكبار والأضواء (دوري جميل)، لكن تحقيق ذلك لا يكفي بنقاط النهضة، ولا بالكلام أو بالأفراح، وإنما بالعمل والتأهيل وتجهيز الفريق واللاعبين لمباراة الحسم. · مباريات الجولة الأخيرة من دوري الدرجة الأولى ليست مباريات الموسم فقط للفرق التي تتصارع من أجل الصعود، وإنما هي مباريات (مواسم)، وهي ليست مباريات امتحان لها فقط، وإنما تتجاوزها بشكل كبير.
· الفرق التي عملت ودفعت وخسرت ليس لديها استعداد ولن يكون مقبولاً عندها أن تفقد الفرصة أو تخسر البطاقة بأخطاء صفارات في الملاعب، ولا أخطاء صفارات أو قرارات إدارية لاحقاً في المكاتب(!!)
· المباريات لذلك ستكون (امتحاناً) للحكام وللجنة الحكام الرئيسية، ولجان أخرى في الاتحاد السعودي لكرة القدم، خاصة أن هناك (اتهامات) مباشرة تناثرت قبل الوصول إلى هذه المرحلة من البطولة والمنافسة، ولم يتم البت فيها أو حسمها.
· الخوف كل الخوف أن نكون على موعد مع اتهامات أخرى جديدة، تتجاوز الفرق واللاعبين، وتطول (أدوات) أخرى، أصحابها هم أيضاً بشر، مثلهم مثل اللاعبين(!!)