عثمان أبوبكر مالي
رفع الرياضيون منتصف الأسبوع الماضي أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى مراراً وتكراراً وتعالت أصواتهم عبر مختلف المنابر والوسائل الإعلامية بالدعاء أن يحفظ الله سبحانه وتعالى والد الرياضيين ونصير الشباب وقائد الأمة ومليك البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويبقيه ذخراً للوطن والإسلام والمسلمين، وقراراته (الحكيمة) والحازمه تتسابق وتتوإلى يوماً بعد آخر في كل مجالات الحياة، وفي كل مافيه حفظاً للوطن خارجياً وداخلياً، ولوحدته وتماسك أبنائه وتعاضدهم وتكاتفهم.
ولم يكن القرار (الحازم) الذي أصدره (يحفظه الله) بحق (الأمير) المتجاوز علناً عبر القناة الرياضية السعودية بعد والمتعدي لفظاً على فئة كبيرة من المجتمع بعبارة جارحة وكلمة مسيئة و(شتيمة) قاسية تجاوز مداها المقصود وتعدى أذاها المعني (ظاهرياً) لتضرب بقصد أو بدون قصد في تعاضد شعب وتماسك مجتمع ولحمة أمة وتوحد كيان، يعد منبعاً للأخلاق الإسلامية السامية ومصدراً للصفات الحميدة ويعتبر أنموذجاً ومضرباً للأمثال في توحده وسير أبنائه خلف قيادته والإتمار بأمرها ورؤيتها وتوجهها وقراراتها؛ والأمثلة كثيرة في الماضي وهي في الحاضر حية على الفلاح، وستستمر في المستقبل أيضاً بتوفيق الله وقوته.
لم يكن قرار الحزم القوي والسريع الذي أصدره الملك المفدي بعد (حفلة) الشتمية وسقطة العنصرية البغيضة من جراء (جدال) رياضي عقيم سوى امتداد وتأكيد على أن كل مجالات الحياة هي موضع اهتمام ومتابعة وتحت النظر، وأن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن ولا يجب تجاوزها مهما كانت الأسباب وأياً كان المجال.
القرار لم يكن قمعاً لشخصية هامة ولا انتصار لشخص علا ويعلو قدره بهوية بلده التي يحملها وانتمائه الوطني الذي يفاخر به؛ إنما كان القرار (وطنياً) فيه تأكيد للحمة الوطن ووحدته وعدم وجود فارق بين أبنائه الذين يشكلون نسيجه، ولا فوارق بين أسمائه وعوائله أو بين قمته وقاعه أو بين منطقة وأخرى، وإنما هي (الأسرة الكبيرة) ولذلك كان لقرار (الوالد) صداه الكبير وقبوله الواسع وفرحته العارمة والتفاعل معه في كل المناطق ومن كل أطياف المجتمع ونسيجه المتعدد الذي يتحد ويجتمع تحت رايته الخفاقه، (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
كلام مشفر
- قرار الوالد الحكيم جاء من الآخر بالأبعاد من الرياضة والإعلام، وهو قرار فيه ردع وعبرة وحزم، وهي حكمة بليغة ورسالة قوية يفترض أن يعيها المسؤولون عن الرياضة وعن الإعلام معاً، ويقتدى بها في معالجتهم للأخطاء الكثيرة التي تحدث وتتكرر في المجالين.
- من واجب الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن يكون لها دور وموقف بل وجب أن يكون لها (قانون) يصدر يكون واضحاً وفعالاً (يجرم) كل أشكال العنصرية وما يرمز أو يرمى إليها من قول أو فعل، ويتم التعامل معه وفرضه سريعاً.
- ليتم تطبيقه على كل الرياضيين وفي كل الاتحادات والألعاب وفي كل مواقع ومجالات الرياضيين وظهورهم في ساحات وميادين الرياضة ومنابرها الإعلامية، حيث يتم حالياً مع الأسف التمرير والتغاضي عن كثير منها وتمر بسلام، على أن يكون قانوناً قوياً يضرب بشدة يسقط في هذا المستنقع النتن.. وليأخذوا من قرار الحزم الدلالة والقدوة والتأسي.
- وبالمثل فإن المنابر الإعلامية هي الأخرى بحاجة إلى وقفة حازمة في هذا الشأن وقانون أو تفعيل للقوانين الموجود بعضها وتطبيقها لتردع ليس فقط العنصريين المرفوضين وإنما كل أشكال الخروج والتجاوز ومصدري التعصب والعفن والفتن الإعلامية.
- والأكيد أن الأندية والرياضة السعودية والإعلام الرياضي أيضا لا ولن تتأثر لطرد وإبعاد أي عنصري وكل متجاوز خروجه يخدم الرياضة ويحقق أهدافها ويقوى مفاصلها وتماسك أفرادها ويشيه أخلاقياتها ومبادئها وأهدافها النبيلة الكبيرة والكثيرة.
- البعض يتعامل مع بعض الكلمات والألفاظ من منظور سطحي وهامشي ودون فهم أو استيعاب للكلمة وحقيقتها وواقعها، ولذلك تأتي منه ممارسات وتعاطي وألفاظ تقع في مضمون اللفظ الحقيقي والأكيد للعنصرية بكل ألوانها وصفاتها وأساليبها.
- مع تعدد أشكالها وطرقها فإن أخطر ما في العنصرية في الرياضة (العنصرية الخفية) من بعض الألفاظ (المقصودة) التي من خلال أفعال أو أقوال أو حتى حركات معينة يراد بها عنصرية مقصودة ومفهومة، ولا يجب التغاضي عنها بعد الآن.
- أشك أن هناك مدينة فرح أهلها وسكانها ورياضيوها بمختلف انتماءاتهم وأطيافهم بل وغيرهم لإنجاز رياضي حققه فريق المدينة، كما هو حاصل مع فريق مدينتي مكة المكرمة، فريق الوحده، فقد فرح كل أهالي مكة لأنجاز العودة إلى الممتاز مكانها الطبيعي.
- وأعتقد أن لذلك أسباباً غير قدسية المدينة والانتماء إليها، إذ يضاف إليها الشعور بعدم صحة قرار (التهبيط) الذي تعرض له الفريق قبل عامين ومدى الظلم الذي لحق به من جراء ذلك القرار الجائر.