د. خيرية السقاف
نهج مدراء التعليم في المناطق، ومدراء المدارس في مواجهة ما يبدر من أخطاء المعلمين، ومنسوبي التعليم نحواً إيجابياً، تربوياً سليماً يدون لهم..
فمن زيارة الفصول، وتعزيز الطلبة، إلى التواصل معهم، ومع أولياء أمورهم، لرد الاعتبار لهم تشجيعاً، وتحفيزاً..
هناك من المعلمين من لا يزال بحماس الأب حين يربي يضرب ابنه، وهناك من يفقد سيطرته فيهين ويبذأ..، لكن..؟!...،
داخل أروقة المؤسسة التعليمية يتحول هذا الحماس لخطأ فادح حين يكون بانفلات بكرة الهدوء، فيتحول إلى توتر العلاقة بين الطالب، ومعلمه فيؤخذ الموقف ضد المعلم،..
فالتربية في أجمل علاقاتهما تتبادل فيها كل الأطراف الاحترام، والتوقير، والقبول، والتفاعل فالمرء بأصغريه....
ولأن الصغار يخطئون، فإن الكبار يفعلون كذلك، لكن يكون خطأ الأكبر أكبر..!!
نتيجة هذا، كيف يتم التعامل مع الموقف..؟
لقد بادر من الكبار في مؤسسة التعليم من يذهب إلى تقبيل رأس التلميذ، والأب يفعل مع ابنه هذا..، ليس لأنه أخطأ، بل لأنه يرغب في تعزيز ثقة الابن في نفسه، وليكون قدوة في سلوكه موقف الاعتذار حين الخطأ، بالتراجع عن الخطأ على هذا النحو..،
لكن الأجمل أن لا ينوب أحدٌ عن أحد، بمعنى أن المعلم المخطئ في حق تلميذه عليه أن يبادر هو بالاعتذار، ولطالما اعتذر الآباء من أبنائهم فغرسوا فيهم فسائل الخير، والرحمة، وعزّزوا فيهم القدرة على الصفح في موقف الاعتراف بالخطأ، فمكنوا فيهم قيم التواضع..، وشجاعة الاعتراف..
الشاهد فيما تبثه الأخبار من صور لمدراء مدارس يعالجون تجاوزات انفلات أعصاب مدرسيهم بزيارتهم طلابهم في الفصول، وبتبادل المواجهة بأسرهم، وبتقديم مكافآت تعزيزية لهم تنم عن الاعتذار، فيه ما يوطد حق الصغير عند الكبير، بما يتضمنه من الرحمة، مع ما فيه يوطد دعامات التوقير، ويبثها في تدريب الصغار على قبول الاعتذار والصفح..،
نخلص من هذا إلى أن المعلمين ينبغي لهم أن يضعوا بكرة أعصابهم في ثلاجة البيت قبل أن يغادروه إلى المدرسة، ليكونوا فيها مطمئنين هادئين، وموقنين أنهم القدوة، وأنهم المثل، بل هم الذين يحملون الفأس، والمحراث، والبذور، والماء..!!
فتلك التربة اللدنة تنتظرهم ليزرعوها..
لكن تحت ظل رحمة مشبعة بالوعي..!!