عبدالواحد المشيقح
لعل الشيء الممتع في دوري عبداللطيف جميل هو أن حسم البطل لم يتحدد حتى الآن.. أي قبل نهاية الدوري بجولتين.. والمؤشرات جميعها تقول إن البطل لن تتحدد هويته إلا في الجولة الأخيرة.. باعتبار أن التعاون لن يكون قادراً على إيقاف الوصيف الأهلي على أرضه.. كما أن النصر حتى لو خسر من الهلال فإنه لن يفقد فرصة اللقب؛ وبالتالي سار سيناريو الدوري كما هو متوقع.. وهو أن الحسم لن يكون إلا في النهاية.. ولكن بكل تأكيد ستكون مواجهتا النصر والأهلي مع الهلال والاتحاد لها الكلمة في تحديد مسار الكأس، وبخاصة الهلال في مواجهته بالنصر؛ وذلك لعوامل كثيرة..!
منها أن الهلال تبدلت أحواله كثيراً.. والفريق استعاد توازنه.. ووضعه الفني والنفسي يختلف تماماً عن السابق.. فالفريق الأزرق يشهد استقراراً فنياً.. والروح المعنوية عالية.. واللاعب المهم والمؤثر نيفيز بدأ يستعيد جزءاً كبيراً من عافيته.. وبات يلعب أدواراً كبيرة وخطيرة في الفريق.. والعابد عاد هو الآخر ليضفي على أداء الهلال فعالية أكبر، ويزيد من مصادر القوة في فريقه.. كما هي عودة شراحيلي التي منحت حراسة الهلال اطمئناناً أكبر..!
محافظة النصر على لقبه مرتبطة بفوزه على الهلال.. بحكم أن الشباب سيكون عاجزاً عن التفوق على النصر في الجولة الأخيرة.. ولكن الخوف النصراوي مرتبط بتحسن الأداء الهلالي من جهة.. ومن التراجع في مستوى النصر الفني من جانب آخر.. فالنصر يقدم الآن مستويات أقل بكثير مما يملكه الفريق.. لا نقول عن الموسم الفائت بل حتى عن الدور الأول من هذا الدوري.. لكنه في المقابل كان يحقق الأهم (جمع النقاط)، واستفاد كثيراً من تعثر منافسه الأهلي أمام الهلال بالتعادل..!
جماهير النصر تنظر بعين (الخوف) للقاء الأحد؛ فتصدر الدوري لأسابيع طويلة قد يفقده الفريق من مباراة واحدة.. ويفقد معها المحافظة على لقبه.. وتراجع أداء الفريق الأصفر - كما أسلفنا - وفقدانه عناصر مؤثرة كالفريدي وغالب، وخوضه مباراة مهمة آسيوياً أمام لخويا القطري.. استنزف معها الفريق جهداً كبيراً.. جميعها أمور تؤكد أن مهمة النصر لن تكون سهلة..!
الهلال والنصر لقاء كبير.. وهي مباراة للاستمتاع.. ودعوة للفرجة.. فهي مباراة ستحدد مسار الكأس.. ولا أحد يستطيع التكهن بمن سيكون فارسها.. لكن ما نستطيع أن نجزم به أن لقاء الكبيرين سيكون من العيار الثقيل، والثقيل جداً..!
تجربتي في الدرة..!
الجماهير التي تتابع المباريات من المدرجات لم يتغير رأيها حيال سوء الخدمة المقدمة لها.. وأن الوضع في الملاعب لم يتغير.. والمشاكل التي تواجهها تلك الجماهير تتكرر نفسها موسماً بعد آخر..!
شخصياً، فضلت الابتعاد عن الحضور للملاعب.. كما فضل غيري هذا الأمر.. بسبب المعاناة التي تواجه كل من يقرر الذهاب للملعب من أجل حضور مباراة كرة قدم.. إلا أنني تراجعت عن قراري هذه المرة تحقيقاً لرغبة (طفلي)، وتوجهت لحضور لقاء الشباب بالتعاون بكأس الملك في استاد الملك فهد.. وهي بالمناسبة مباراة غير جماهيرية.. ولم يتجاوز عدد حضورها الألف متفرج.. وكنت أمني النفس بأن شيئاً من التطور قد طرأ في ملاعبنا.. وفي القائمين عليها.. لكن كل ما شاهدته دلل على أن لا جديد في الأمر..!
لسنا من الذين يلقون القول على عواهنه.. لكننا نتكلم من واقع شاهدناه.. وكلها شواهد مريرة.. من بوابة لأخرى أبحث عن الدخول للملعب ببطاقتي الصحفية.. جميعهم يرفضون ذلك.. بحجة أن تلك البطاقة صادرة من رابطة دوري المحترفين؛ وبالتالي لا يحق الدخول إلا في مباريات الدوري فقط.. حاولت أن أجد مبرراً يقنعني من أحدهم فلم أجد غير أنك مخول للدخول في منافسات الدوري فقط.. وجميع محاولاتي باءت بالفشل بإقناعهم بأن كأس الملك مثلها مثل بقية المسابقات، يشرف عليها اتحاد القدم.. لم أتوقف عند هذا الحد بل وصلت لأحد المسؤولين، ووجدت أن إجابته لم تختلف عن سابقيه.. وسألته لماذا هذا (المنع) لإعلامي يحمل بطاقة دخول للملاعب؟ فأجابني «المباريات الآسيوية لها بطاقات خاصة.. ولا يمكن أن تدخل مبارياتها من خلال بطاقة دوري جميل.. ونحن هنا كذلك.. لا نعترف بالبطاقات الصادرة من رابطة المحترفين سوى في مباريات الدوري». فقبلت إجابته على مضض؛ لأن وقتي لم يسمح لي بالنقاش المستفيض..!
أكثر من ساعتين مدة وجودي في ملعب الدرة، وفي هذه الأجواء الحارة، دون توافر حتى مياه للشرب تباع للجماهير.. الأكيد أننا بعد مغادرة استاد الملك فهد التفت (لطفلي) وسألته إن كان يريد أن يكرر تجربة الذهاب للملعب.. بعد أن أخذ نفساً عميقاً أجاب: «توبة»..!