د. عبدالعزيز الجار الله
التصريح الذي أطلقه مساعد وزير الخارجية الإيراني بداية هذا الاسبوع وقال فيه: ( إن أمن اليمن بمثابة أمن إيران والمنطقة), وقبل ذلك أطلق بعض القادة الإيرانيين أن إيران دولة عظمى في المنطقة وأمنها يصل إلى البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وأن إيران تسيطر على أربع عواصم عربية (دمشق، بيروت، صنعاء, بغداد) والعودة إلى الامبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد. هذه التصريحات استفزازية وبخاصة القول إن أمن اليمن من أمن إيران وقد تتمادى السياسة الإيرانية إلى القول إن أمن القاهرة أو الرباط أو الجزائر من أمن إيران، فعاصفة الحزم كشفت بما تفكر فيه إيران ومدى الارباك الذي تعيشه لذا بدأت قياداتها في إطلاق التصريحات التي تكشف عن دواخلهم وأحلامهم.
عندما قامت الثورة الدينية في إيران عام 1979م سعى قادة الثورة ممن أطاحوا بالشاه إلى تصدير الثورة إلى الخليج العربي فرفعوا شعار الطائفية والمذهبية الضيقة لكنهم اكتشفوا خلال (35) سنة الماضية أنهم أيقظوا حركة التحرر والانفصال في بلادهم ومطالبة الأقاليم بالاستقلال اقاليم: العرب الأحواز، البلوش، الاذار,الأكراد، التركمان.أرادت إيران تصدير الطائفية فتورطت بالحركات الانفصالية، وعندما فاجأتهم حرب عاصفة الحزم كشفوا عن مخططهم الذي خادعوا به العرب سنوات طوالا بالجوار الناعم والطائفية الناعمة والغايات المبطنة وبدأوا يطلقون التصريحات بعد أن فقدوا سورية واليمن وفي الطريق العراق ولبنان.
صراع الدول العربية مع إيران لا يمكن تسميته إلا بالصراع السياسي فلا هو صراعا مذهبيا أو طائفيا، أو حتى صراعا شعوبيا عربيا فارسيا كما تحاول أن تصوره وسائل الإعلام الايرانية والمتعاطفون معها، وللأسف الشديد أن بعضا منهم من المواطنين الذين جعلوا إيران هي المظلة والولاء، لذا أزعجتهم حرب عاصفة الحزم لأنها كشفت كل أوراقهم، إذن الصراع الحالي بكل دوافعه صراع سياسي بين العرب وايران، صراع تنافسي تاريخي - سياسي بين ايران في الضفة الشرقية من الخليج العربي وبين (7) دول على الضفة الغربية من الخليج العربي: العراق, الكويت, السعودية، البحرين، قطر، الإمارات، عمان، فقد أوضحت عاصفة الحزم والخسائر التي تعرضوا لها في صنعاء ودمشق أن الصراع مع إيران هو صراع دول متجاورة ليس طائفياً مهما حاولت إيران إعطائه الغطاء والصبغة الطائفية والمذهبية من أجل تحريك بعض من في الدخل، وهنا لابد أن نتنبه إلى أن المرحلة القادمة سيزداد الاحتكاك والمواجهة والصراع السياسي مما يتطلب علينا الوحدة الوطنية والتعاضد من أجل حماية بلادنا واقتصادنا ومصالحنا والدفاع عن أرضنا من الأطماع الإيرانية.