د. عبدالعزيز الجار الله
الجوار الجغرافي هو الرابط الذي تعجز الدول الانفكاك منه إلا في حالة الاحتلال والاجتياح وحتى في الاحتلال تفشل في هضم الدول المحتلة وابتلاعها وفي هذه الحالة يبقى الصراع مفتوحا.
عندما انفلق الخليج لنا جوارجيولوجي مع إيران منذ أن تكون الخليج الذي يعد من بقايا (بحر تيش هذا الجوار الجيولوجي الطبوغرافي،
أما الجوار والاحتكاك السياسي فيعود إلى أواخر القرن السادس الميلادي قبل العصر الإسلامي عندما احتل الساسانيون العراق والأطراف الشمالية من الجزيرة العربية قبل أن تهزمهم الجيوش العربية في الربع الأول من القرن السابع الميلادي أوائل القرن الهجري زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في معركة القادسية وهزيمة الإمبراطورية الساسانية ونهايتها كقوة وإمبراطورية، هذا التلازم بين التاريخ القديم لإيران والجوار الجغرافي أعطى لضفتي الخليج أهمية طوال التاريخ، فالمعطيات الطبيعية والسكانية لصالح الدول العربية وبخاصة في الفترة الأخيرة بعدما تغيرت الموازين العسكرية والسكانية والسياسية لصالح الدول العربية، فالخليج العربي الذي تدعي إيران أنها أحق بالتسمية تكاد لا تقع عليه المدن الفارسية على ضفته الشرقية، كما أن إيران في تركيبتها السكانية والقوميات هي مزيج من: الفرس، والعرب، والبلوش، والكرد، والترك، والاذار.حيث يكاد يكون ساحل الخليج العربي الغربي شبه خالص لعرب الأحواز من رأس الخليج العربي الشمالي مدينة عبدان إلى بندر عباس جنوبا عند مضيق هرمز. استطاعت إيران خلال قرن من الزمن تسويق ملكيتها للخليج ومحاولة جعله خليجا فارسيا دون النظر إلى الدول المحيطة به والقوميات غير الفارسية في إيران، ولأهمية هذا الشأن لابد من فهم الخليج بمكوناته من الدول والسكان، فالخليج العربي عبارة عن (ذراع - لسان) مائي يتفرع من المحيط الهندي وهو القسم الثالث من الذراع المائي:
القسم الشمالي: يتكون من الخليج العربي، يمتد من مصب شط العرب شمالا إلى مضيق هرمز جنوبا، تقع على ضفته الغربية الدول العربية هي (العراق، الكويت، السعودية، البحرين، قطر، الإمارات، عمان.بطول حوالي (2900كم)، في حين تقع على ضفته الشرقية إيران بساحل طوله حوالي (1400) كم.