د. عبدالعزيز الجار الله
أشرت في المقال السابق إلى أن لنا نحن العرب جواراً جيولوجياً وجغرافياً وسياسياً مع إيران منذ أزمنة طويلة، وأن الذراع المائي (لسان أو الذراع المائي) يتكون من ثلاثة أجزاء هي:
الشمالي: الخليج العربي من مصب شط العرب شمالاً حتى مضيق هرمز جنوباً.
الأوسط: بحر عمان من مضيق هرمز شمالاً إلى بحر العرب جنوباً.
الجنوبي: بحر العرب من بحر عمان شمالاً حتى المحيط الهندي.
ذكرت الشمالي وسوف استكمل الجزء الأوسط والجنوبي ليكتمل الذراع المائي (الخليج العربي، بحر عمان، بحر العرب).
الجزء الأوسط: الأوسط من الذراع المائي يمثّله بحر عمان، يمتد من مضيق هرمز شمالاً إلى بحر العرب جنوباً وتطل على ساحله الجنوبي سلطنة عمان وساحله الشمالي إيران.
الجزء الجنوبي: بحر العرب يربط بين بحر عمان والمحيط الهندي، ويقع جنوب ساحل شبه الجزيرة العربية الجنوبي، يمتد من باب المندب في الغرب إلى أطراف بحر عمان في الشرق وتطل عليه اليمن وعمان جنوباً، والصومال من الغرب، وإيران وباكستان من الشرق.
إذن الذراع المائي الذي تدعي إيران أنه فارسي في تقسيماته الثلاثة (الخليج العربي، بحر عمان، بحر العرب) وتدعي أن لها ملكية تاريخية وخالصاً لقومية واحدة القومية الفارسية رغم اشتراك دول هي: العراق، الكويت، السعودية، البحرين، قطر، الإمارات، عمان، الباكستان وحتى الصومال في امتدادات بحر العرب، كما أن الساحل الشرقي في الجزء الشمالي منه الواقع في الأراضي الإيرانية هي أراض عربية الأحواز ذات التركيبة السكانية العربية من رأس الخليج العربي من مدينة عبدان حتى مدينة بندر عباس جنوباً والتي احتلت عام 1925م، أي أن الساحل الشرقي للخليج كان لإمارة الأحواز العربية وما زال السكان عرباً ويطالبون بإمارتهم التي احتلت قبل (90) سنة، وهناك مطالبات لقوميات عدة بالاستقلال: البلوش، الأكراد، الترك، الاذار، هذه القوميات يطوّق جميعها إقليم فارس الواقع في وسط إيران إذن هذا الادعاء لا يقوم على أساس طبوغرافي ولا ديموغرافي لا على الأرض ولا على السكان.
الجوار الجغرافي والتاريخي مع إيران في الممرات المائية يتطلب من إيران أن تعيد النظر في سلوكها تجاه الجوار والمصالح وحجم الدول العربية وغيرها من دول آسيا الوسط والقوميات غير الفارسية التي بدأت تنهض وتطالب بحقوقها، وبالتأكيد أن عاصفة الحزم التحالف العربي العسكري والتأييد الدولي أنه خلق واقعاً جديداً في المنطقة وأيقظ إيران من أحلام الإمبراطوريات القديمة كما كانت قبل الإسلام في القرن السادس الميلادي.