تزامناً مع عناية نادي القصيم الأدبي بعقد ندوة عن الراحل الدكتور صالح الوشمي، تورد (الثقافية) إضمامات عابرة عن الأوراق والبحوث والكلمات التي تتضمنها الندوة إضافة إلى مقال خاص، وتشير إلى الدور الإنساني والتميز العلمي والإخلاص الوطني الذي عرف به - رحمه الله -ولأن النادي سيطبع البحوث في كتاب، وستكون متاحة للباحثين والمتابعين، فإن (الثقافية) تأمل أن يتسع نطاق توزيع الكتاب ليضيء مساحات البياض
...>>>...
الصحافة كانت مفتاح العلاقة مع إخوة أعزاء في الوطن العزيز الكريم عبر أرجائه الممتدة البعيدة، وكانت تلك العلاقات مكاسبي، ذلك أنني ممن لا يعد المكاسب عبر المال والثراء، وإنما معرفة الرجال كنز كما قيل، أما المال فغاد ورائح، وأما وسائل الأخوة الصادقة الناجحة، فهي الباقية المتنامية، ذلك تعاون على البر والتقوى..
عبر تلك الوسيلة وعشاقها، كانت علاقتي بنماذج عزيزة غالية في وطني الغالي المملكة
...>>>...
طويل القامة، ناشط الحركة، سريع البديهة، مضياف ليس بما يملك وإنما بوقته وتفانيه في خدمة الضيف منذ وصوله حتى وداعه في المطار، هو نوع من الجود بالنفس، (والجود بالنفس أقصى غاية الجود). لم يكن اسمه حين التقيت به وجهاً لوجه غريباً عليَّ؛ فقد كنا نلتقي في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات الهجرية على صفحات (الرائد) لصاحبها ورئيس تحريرها أستاذنا (عبد الفتاح أبو مدين) بجدة.
لست بقادر على الخلوص من التفجع والتأبين، وأنا أكتب لندوة علمية عن تراث الدكتور (صالح بن سليمان الوشمي) -رحمه الله-، وما كنت أود تفويت هذه المناسبة دون بحث موضوعي، يجلي جانباً من حياة فقيدنا العلمية أو العملية، وإذ لا أستطيع الخلوص المطلق من التأبين، فإنني سأدعه إلى حين، إذ ليس هناك ما يمنع من الإلمام بشيء من تراثه المطبوع والمخطوط، وبخاصة ما كان لي إلمامات بشيء منه، حين يمر بي في طريقه
...>>>...
يلتقي المرء في حياته بالذي يرضيه ويؤاخيه، كما يلتقي بالذي يصافيه ويدانيه، حتى ليكون ذلك اللقاء بداية حياة جديدة، غير أن بعض تلك اللقاءات قد تجمعنا بمن لا نطيق أيضاً.
أول ما جذبني اسمه الكريم، ثم مسماه ومحتواه العلمي والثقافي، فهو يكدح ويشقى خلف الكلمة، وهو رجل يجري كزملائه ليملأ الفراغات الثقافية، وكنت أقرأ بعض مكتوباته في جريدة اليمامة، ونتسابق معهم في التأسيس، وقد كنت أعجب لنشاطه حين
...>>>...
لم يكن اسم الشَّاعر والباحث الدكتور صالح بن سليمان الوشميّ (1357-1413هـ - 1939-1992م) بالغريب عليَّ، فأنا وإنْ لم أعرفه عن قرب، مواجهةً وصِلةً، فقد عرفْتُه ونفرًا من الأدباء والباحثين السعوديّين في أثناء تقليبي المجلَّدات المهيبة لمجلَّة المنهل، وهي في الذُّرى لمن رام التأريخ للفكر والثقافة في المملكة العربيَّة السعوديَّة، فكنتُ أقف على ما يكتبه شاعرًا مرَّةً وباحثًا ومفتِّشًا مرَّةً
...>>>...
تقدير الرواد والاحتفاء بهم واجب يحتمه الوفاء والامتنان لما قدموه للوطن وللجيل الناشئ ليعرفوا كيف كان روادنا ورموزنا الذين شقوا طريقهم بصبر وتحمل للمشاق والمعوقات.
لقد سعدت بسماع فكرة تكريم الأستاذ صالح بن سليمان الوشمي - يرحمه الله - من قبل نادي القصيم الأدبي بحكم أنه أحد مؤسسيه.
وكم كان بودي لو كان هذا التكريم في حياته.. ومع ذلك فهي خطوة مشكورة من النادي ورجاله المخلصين، فقد كان
...>>>...
يظل للمؤسسين فضيلة التأسيس التي لا ينهض بها إلا أولو العزيمة والإخلاص والرؤية الاستشرافية. كان الدكتور صالح بن سليمان الوشمي - رحمه الله - من أولئك الثلة الذين أشعلوا مصباح نادي القصيم الأدبي في بريدة عام 1400هـ، لتشرق في سماء القصيم، وآفاق بلادنا، جذوةٌ تزامنت مع إشراقة قرن هجري جديد بكل ما يحمله من تحولات وتغيرات وحادثات.
كان النادي يتغلغل في شغاف قلبه، وكان حريصاً على أن يكون النادي
...>>>...
إن علاقة الزمالة والصداقة التي ربطتني بالمرحوم صالح بن سليمان الوشمي تمنعني من الادعاء أن كتابتي عنه محايدة كل الحياد كما يفترض في الكتابة العلمية أن تكون. وإذا كان الوفاء من أسمى القيم الإنسانية وهو الذي دعا هذه الصفوة الكريمة من الباحثين لدراسة مآثره وإنتاجه العلمي والإبداعي، على أن هذا الإنتاج جدير بالدراسة والبحث والتحليل، والوشائج التي ربطت بين المشاركين في ملتقى الوفاء هذا وبينه هي
...>>>...
وتخليدا لذكر الدكتور صالح الوشمي؛ فقد أحببت أن أسلّط الضوء على ذلك البحث؛ مشاركة لنادي القصيم الأدبي الذي كان الدكتور صالح رحمه الله أحد أعضائه الفاعلين؛ مع أنه قد نشر جزءا من هذا البحث في صفحات الثقافة بجريدة الجزيرة.
ولعل المستهل لقراءة الكتاب يلاحظ جليا طريقة إهداء الباحث لكتابه؛ حيث أهداه لوالده ولمن علّموه وهو صغيرا؛ وهو تواصل وعرفان لمن حمّلوه رسالة العلم والبحث والتقصي؛ وهو ملحظ
...>>>...
ولد في مدينة بريدة في بيت عِلم وثقافة حيث كان والده متعلماً يتميز في وقته كثيراً عن أقرانه علماً وثقافة ورأياً، حيث كان والده مرجعاً للأمور الهامة لما يتمتع به من سداد في الرأي، فكان لذلك أثر في حياة ابنه حيث اهتم به والده فتميز الدكتور من صغره من بين أقرانه بالهدوء والصلاح وكان محل تقدير أقرانه لقلة مشاكله واحترامه للغير، الأمر الذي أظهر عليه آثار النبل والنجابة وكان محل عناية والده لشدة
...>>>...
لو لم يكن منهم إلا الشيخ سليمان بن ناصر الوشمي لكفى، لأنه رجل يعد بألف رجل، كما قال ابن دريد:
والناس ألفٌ منهم كواحد
وواحدٌ كالألف إن خَطْبٌ عرى
فقد كان ثقة صدوقاً محترماً من الجميع. لم يسمع له منتقد لأنه ليس فيه ما ينتقد عليه، بل العكس هو الصحيح، وقد كان اسمه يمثل الصدق والنزاهة؛ لذلك صار محل الرضا والقبول من الجميع.
...>>>...
فإن الأستاذ صالح الوشمي - رحمه الله - يعد واحداً من أبرز الطلاب الذين قمت بتدريسهم في المعهد العلمي في بريدة، وقد امتاز عن كثير من زملائه بالالتزام الشديد بالحضور، والمتابعة لما يناقش خلال الدروس، وكانت أسئلته الكثيرة - خصوصاً في المسائل الأدبية - تنم عن ذكاء حاد، واطلاع واسع.
وكان المعهد العلمي يقيم نشاطاً ثقافيا مساء كل خميس، وكان يسمّى النادي الأدبي، تُلقى فيه الكثير من الخطب والكلمات
...>>>...
عرفت الأستاذ الدكتور- صالح بن سليمان الوشمي - رحمه الله رحمة واسعة- عندما التقينا في الصف الرابع الإبتدائي في المدرسة الفيصلية ببريدة واستمر هذا اللقاء وهذه الصحبة الطيبة في المعهد العلمي ببريدة وحتى إتمام الدراسة الثانوية فيه وكان بيننا زمالة وصحبة وصداقة حميمة داخل الصف الدراسي وخارجه، إذ كنا نلتقى خارج الصف الدراسي في المسجد وفي بيت الدكتور صالح للمذاكرة قبل الامتحانات، وكان والده
...>>>...
عرفت الدكتور صالح من خلال كتاباته في المنهل (أدب وتعليقات)، ثم مساهماته المنوعة في صحيفة الرائد، وكنت آنذاك طالباً في كلية الشريعة والتربية بمكة منذ عام 1380هـ، ثم الاجتماع بالصدف حينما كان موظفاً في شركة الراشد الزراعية، ولدى الدكتور صالح طموحات مبكرة حيث واصل دراسته منتظماً ومنتسباً، ولديه ميل للقراءة ولدراسة التاريخ والآثار.
وتوطدت علاقتنا بعد تأسيس النادي الأدبي في بريدة حيث نلتقي
...>>>...
ذاكرة تعود بي إلى سنوات الطلب في المرحلتين المتوسطة والثانوية حيث كانت عيناي ترقبان تلكم الشخصية المهيبة المعروف آنذاك ب(الموجِّه) نسبة إلى التوجية والإشراف التربوي.
عرفته يطوف الفصول المدرسية بقامته الطويلة وبشرته البيضاء النقيَّة ثم تعرفت عليه أثناء ترددي على النادي الأدبي بالقصيم؛ حيث كنت أستعير بعض الكتيبات وأقرأ بعضها أثناء زيارتي للمكتبة مساءً، وكنت أراقبه دوماً بجانب رئيس النادي
...>>>...
رحم الله صالح الوشمي والمسلمين أجمعين فقد حزن لموته المفاجئ الكثيرون، وحرصت على الاطلاع على ما كتبه د. حسن الهويمل عنه ولكن حرمني من ذلك كثرة الصحف لدينا وهذه من سيئاتها.. فمن الصعب جداً متابعة جميع صحفنا الكثيرة المتشابهة لأسباب مادية وزمنية.. ولكن غير المتابع تفوته أشياء جيدة بالتأكيد.
لم أقابل د. صالح الوشمي ولكنه زار مكتبة قيس بصحبة د. عبدالرحمن المشيقح في غيابي وترك بيتاً من الشعر
...>>>...
ينتمي الدكتور الوشمي إلى الجيل الذي أخذ ينفتح على الثقافة العربية المتنوعة. كان الدكتور حسن الهويمل والدكتور صالح الوشمي والدكتور عبد الحليم العبد اللطيف والدكتور أحمد اليحيى وغيرهم من طلائع مثقفي مدينة بريدة قد أفادوا من الاتصال بالثقافة العربية في شمولها وتنوعها، وبذلك أخرجوا هذه المدينة من عزلتها، حيث كان القارىء في السابق منغلقاً في نطاق ضيق لا يبرح كتب التراث، وخاصة كتب الوعظ
...>>>...
إلى والدي د. صالح بن سليمان الوشمي رحمه الله، حين دعيت من قبل الندوة العالمية للتاريخ الإسلامي لإلقاء بحثه، وما أقساها من تجربة حين تقوم بتمثيل دور والدك!!