إلى والدي د. صالح بن سليمان الوشمي رحمه الله، حين دعيت من قبل الندوة العالمية للتاريخ الإسلامي لإلقاء بحثه، وما أقساها من تجربة حين تقوم بتمثيل دور والدك!!
مازلتُ أحبو في عباءاتِهِ
أخطُّ في أوراقِهِ أحرُفي
يحملُنيْ موجِيْ إلى شطِّه
يدايَ في البحر هما مِجْدفي
مهاجراً أخرجُ من موطني
لا البحرُ من خلفي ولا النارُ في
مستعذباَ أكتبُ عن رحلتي
وأنثرُ الورد على معزفي
راحلةٌ نحوكَ يا والدي
كلُّ المعالي لثراك الوفي
أوراقُ تاريخكِ هاعطرُها
يلهمنيْ شعري فلمْ لا أفِ
تسكنُ لو يدري مصابيحُه
في أعينيْ . والنجمُ في معطفي
ألمحه صحْواً وفي خاطري
يلمحُهُ قلبيْ وفي مُتحفي
حيثُ المعاني بَعْدُ مطمورةً
حيثُ الجَنَى بعدُ لمْ يقطفِ
في مُدنِ الحرفِ ولدنا معاً
لا جنةٌ فيه ولمْ نعرفِ
مزرعةٌ يا والدي شعرُنا
ونحنُ من نوّارها نصطفي
هادئةٌ تبدأ أحزانُنا
لكنها كالبرق قد تختفي
ما عادَ في بحرِها لؤلؤٌ
ولا هدىً في ليلها المترف
يا حاملَ الأزهار من حقلِها
وآخذَ الريشةِ منْ مصحفي
جئتكُ ياوالدي شاعراً
ويا طالما جئتُ كي أقتفي
بَعْدَكَ لا صبرَ لأشعارنا!
فيه وهلْ أصبرُ منْ أحنف!
بعدك َ عبلةُ في دارها
مجروحةً تبحثُ عن مسعفِ
حزينةً قد شاقَها عنترٌ
خائفةً مثل خطا أسقفِ
بعدكَ لا طيرَ إلى عشّهِ
يأويْ ولا صوتَ على المعزفِ
هذا أنا أولدُ مِنْ بعدِهِ
وفي بقايا نارِه أكتفي
يا راحلاً ما زلتُ في دربِهِ
أخطُّ في أوراقِهِ أحرُفي