لست بقادر على الخلوص من التفجع والتأبين، وأنا أكتب لندوة علمية عن تراث الدكتور (صالح بن سليمان الوشمي) -رحمه الله-، وما كنت أود تفويت هذه المناسبة دون بحث موضوعي، يجلي جانباً من حياة فقيدنا العلمية أو العملية، وإذ لا أستطيع الخلوص المطلق من التأبين، فإنني سأدعه إلى حين، إذ ليس هناك ما يمنع من الإلمام بشيء من تراثه المطبوع والمخطوط، وبخاصة ما كان لي إلمامات بشيء منه، حين يمر بي في طريقه إلى مكتبه، أو إلى مكتبة النادي، متأبطاً قصاصات يريد تسويدها أو مسودات يريد تبييضها، ولأنه يمتلئ ثقة بنفسه، فإنه لا يجد حرجاً من الاستشارة وعرض ما معه، وهو الأقدر على الوصول إلى ما ينقصه معرفياً، أو منهجياً.