لم يكن اسم الشَّاعر والباحث الدكتور صالح بن سليمان الوشميّ (1357-1413هـ - 1939-1992م) بالغريب عليَّ، فأنا وإنْ لم أعرفه عن قرب، مواجهةً وصِلةً، فقد عرفْتُه ونفرًا من الأدباء والباحثين السعوديّين في أثناء تقليبي المجلَّدات المهيبة لمجلَّة المنهل، وهي في الذُّرى لمن رام التأريخ للفكر والثقافة في المملكة العربيَّة السعوديَّة، فكنتُ أقف على ما يكتبه شاعرًا مرَّةً وباحثًا ومفتِّشًا مرَّةً أخرى، وكنتُ، وما زلتُ، أرى أنَّ لمجلَّة (المنهل) وسواها من الصُّحف والمجلات السعوديَّة الغابرة، ولا سيَّما (الأضواء) و(الرَّائد) يدًا بيضاء على جمهرة من الأدباء والكتَّاب في المملكة، في تحقيقها لآصرة (المواطَنة)، حين خفّ مثقفو البلاد، من أقاليمهم المتباينة، ينشرون في تلك الصحف فصولاً من إنشائهم، وألوانًا من شعرهم، وكانوا يجدون من عطف أصحاب تلك الصحف والمجلات وحثّهم على الكتابة والنَّشر، ما لا يدركه إلا من كابد التجربة نفسها فأحسّ طعم الكتابة والنَّشر.