يلتقي المرء في حياته بالذي يرضيه ويؤاخيه، كما يلتقي بالذي يصافيه ويدانيه، حتى ليكون ذلك اللقاء بداية حياة جديدة، غير أن بعض تلك اللقاءات قد تجمعنا بمن لا نطيق أيضاً.
أول ما جذبني اسمه الكريم، ثم مسماه ومحتواه العلمي والثقافي، فهو يكدح ويشقى خلف الكلمة، وهو رجل يجري كزملائه ليملأ الفراغات الثقافية، وكنت أقرأ بعض مكتوباته في جريدة اليمامة، ونتسابق معهم في التأسيس، وقد كنت أعجب لنشاطه حين تجمعنا بعض المناسبات، ولا أكتمكم أنني حسبته، مرة، نحوياً، وأخرى فقيهاً، أو مؤرخاً، والذي فوجئت به أنه كل أولئك، ولعل ما جذبني إليه، بحق، هو هذه الروح الموسوعية، وهذا التواضع الذي يحمله بين أضلاعه، وهذا التواضع الجم، حتى أصبح اسمه بالنسبة لي عنواناً ثقافياً.
أحب أن أجالسه، وأتناقش معه، و هذا أهم ما التقينا عليه، وقد استطاع أن يبني لنفسه مشروعاً تاريخياً، كان محوره خدمة المنطقة، فكتب حول بريدة وما حولها من مدن وقرى مجموعة من المؤلفات؛ بعضها بتكليف من الجهات المسؤولة، وذلك للثقة به وبعلمه .
* نائب رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي سابقاً