طويل القامة، ناشط الحركة، سريع البديهة، مضياف ليس بما يملك وإنما بوقته وتفانيه في خدمة الضيف منذ وصوله حتى وداعه في المطار، هو نوع من الجود بالنفس، (والجود بالنفس أقصى غاية الجود). لم يكن اسمه حين التقيت به وجهاً لوجه غريباً عليَّ؛ فقد كنا نلتقي في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات الهجرية على صفحات (الرائد) لصاحبها ورئيس تحريرها أستاذنا (عبد الفتاح أبو مدين) بجدة.
وقرأتُ له مداخلةً مع العلامة السيد (أحمد بن إبراهيم الأهدل) نُشرت في مجلة (المنهل) لصاحبها ورئيس تحريرها أستاذنا (عبدالقدوس الأنصاري).
لم أتوقع أن المقادير ستجمعنا لنكون أصدقاء تربطنا أواصر الأدب التي لا تبلى بالتقادم؛ لأنها أكبر وأسمى من روابط العلاقات المالية والتجارية التي تعصف بها الريح الهوج، ونزعات النفوس، وشهوات الامتلاك والتملك، وروح الأنانية المريضة!!
* رئيس تحرير مجلة الفيصل سابقاً