وتخليدا لذكر الدكتور صالح الوشمي؛ فقد أحببت أن أسلّط الضوء على ذلك البحث؛ مشاركة لنادي القصيم الأدبي الذي كان الدكتور صالح رحمه الله أحد أعضائه الفاعلين؛ مع أنه قد نشر جزءا من هذا البحث في صفحات الثقافة بجريدة الجزيرة.
ولعل المستهل لقراءة الكتاب يلاحظ جليا طريقة إهداء الباحث لكتابه؛ حيث أهداه لوالده ولمن علّموه وهو صغيرا؛ وهو تواصل وعرفان لمن حمّلوه رسالة العلم والبحث والتقصي؛ وهو ملحظ جميل جدا؛ إذ إن كثيرين (ولا أقول الكل) ينسون من زرعوا في أنفسهم حب الحرف؛ وهذا يدل دلالة واضحة على تعمّق العلم ومنابعه في نفسية وحياة الدكتور الوشمي؛ ثم إن الكتاب أعتبره من أحسن الكتب التي صدرت عن تاريخ تلك الحقبة المتعلقة بولاية اليمامة؛ والشيء الملفت للنظر هو طريقة تناول الدكتور الوشمي؛ ومنظوره المتجرد من كل عاطفة؛ بل لقد وضع نصب عينيه الهاجس الفكري فقط؛ حتى إن استنتاجاته التاريخية جاءت أكثر عقلانية وقبولا لدى القارئ؛ الذي سئم كثيرا مما يكتبه الباحثون غير المتجردين من العاطفة. وقد تحدث الباحث عن أشياء مهمة ودقيقة في مجال البحث؛ لم يكن القارئ ليعرف دقائقها قبل قراءته للبحث.
* الكاتب في صحيفة الجزيرة