أجدني اليوم ينثال قلمي في ذكر قامة من قامات الأدب والفكر والثقافة في مملكتنا الحبيبة، وعَلم من أعلام الأدباء والمؤلفين الذين يُشار إليهم بالبنان، إنه الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيّع، رئيس النادي الأدبي بالرياض سابقاً -أمدَّ الله بعمره-.
...>>>...
ربما كانت العلامة المميزة لمسيرته اكتفاءه بأربعة أعوام من رياسته للنادي الأدبي في الرياض، سواء أجاءت متزامنةً مع التنظيم الجديد للأندية أم سابقةً لها، تابعةً أم مستقلةً عنها؛ حيث ظل نائياً عن وجاهة الكراسي، وكان الوكيلَ «الأهم» في جامعة الإمام، وبقي، كما هو، أدباً وحسنَ تعاملٍ وخلقاً رفيعاً وتواضعاً؛ وهو ما جعل قيمته الشخصية تعلو في نفوس طلبته
...>>>...
الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع متعدد المواهب، فعندما أكتب عنه تتسابق إلي مواهبه وأعماله وإنجازاته وهي كثيرة وجديرة بالوقوف عندها والكتابة عنها مثل:
منذ أن عرفت أستاذنا الدكتور محمد الربيع، وأنا أزداد إعجابا به واحتراما له، لعلمه وخلقه وتواضعه، فهو رجل الوطن بكل صدق وأمانة، نجده اليوم في الرياض وغدا في تبوك، كما نجده في جازان والأحساء في محاضرة أو ندوة أو لقاء فكري أو ثقافي أو أدبي أو مناقشة رسالة علمية أو سوى ذلك، فكل شبر من أرض الوطن الكبير يعني لمحمد الربيع الكثير والكثير جداً.
...>>>...
لا يختلف اثنان على الاعتراف بفضل الأستاذ على طلابه، فقد جاء فضله من مقامه العلمي الذي قال عنه خير البشرية - صلى الله عليه وسلم -: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة)، و(فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم). ولكن فضل الأستاذ يتجاوز ذلك إذا حباه الله إلى جانب علمه حسن الخلق ولين الجانب والرأفة والرحمة بمن يعلّمهم. إن مكانة هذا الأستاذ عند طلابه تصل إلى مقام الأب
...>>>...
في البدء تحية تقدير وإجلال لجريدة الجزيرة، ولمجلتها الثقافية بقيادة ربانها الماهر الزميل الوفي الدكتور إبراهيم التركي، ولأخينا العزيز الأستاذ علي بن سعد القحطاني على فكرة هذا الملف عن أستاذنا الغالي الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيِّع عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة ووكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً.
...>>>...
عرفت محمداً الربيع - علمياً - فور عودتي من فرنسا عام 1989م، فقد كان عميداً للبحث العلمي في الجامعة عدد سنين، وما إن سمع بقدومي حتى اختبرني بملف ضخم ضاقت به مكتبة المركز بما رحُبت، وكان غلافه يئن من وطأة وثائقه التي كانت حول مؤتمر عُقد في باريس عن جماليات المحراب في الإسلام.. وطلب مني إبداء الرأي فيه.. أما معرفتي به - عن كثب - فكانت عندما عُينت
...>>>...
يتميز الإنسان الفاعل بالاستمرارية والتنوع في العطاء والصدق في الرأي، وهذا ما يميز الأخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع، حيث تجد اسهاماته تترجم ذلك بكل وضوح سواء من خلال مشاركاته المتعددة ومن خلال علاقاته مع من حوله، فالدكتور الربيع محور خبرة خاصة تلتقي فيها جهود وإسهامات ومواقف وعطاءات بلا حدود، فلقد أسهم ولا يزال في العديد من المجالات
...>>>...
من الآفات العقلية الخطيرة ميل الكثيرين إلى (تصنيف) الناس والبلدان والأشياء تصنيفات حادة، وتعميم هذا التصنيف بحيث يعد (نمطاً) واحداً لا يند عنه (فرد) منها إلا على سبيل الشذوذ الذي ينحاز عن القاعدة المطردة، وذلك كأن تعد مدينة ما بأنها موطن البخل، وأن يصنف المسلمون على أنهم إرهابيون، وأن ينظر إلى الشخص (المتدين) على أنه أقرب إلى عصور الظلام.
...>>>...
قبل عقدين من الزمان، أو أقل قليلاً، عرفت الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيِّع، ومن يومها كلما ازددت منه قربًا ازددت له حبًا، وتأكد هذا الحب بمعرفتي لجوانب متعددة من نشاطه العلمي والثقافي والجامعي وإسهاماته المتعددة الرفيعة السخية في هذه الجوانب كلها، وهي - بأجمعها - تصب في خدمة اللغة العربية، اللغة الوحيدة على امتداد التاريخ التي نزل فيها كتاب سماوي، وتصدق على علاقتنا هذه مقولة شيوخنا
...>>>...
لقد غمرتني السعادة والفرحة حينما كاتبني الدكتور إبراهيم التركي مدير التحرير للشؤون الثقافية بصحيفة الجزيرة؛ للمشاركة في الكتابة عن أستاذي الجليل الدكتور/ محمد بن عبدالرحمن الربيّع - حفظه الله - ووافق ذلك رغبة ملحة في نفسي؛ إذ إن ذلك الأستاذ القدير هو الذي أشرف على رسالتي في الدكتوراه التي حصلت عليها من قسم اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1414هـ، وقد حظيت
...>>>...
عن الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع، المولود في الرياض عام (1366هـ/ 1947م) الناقد الأدبي المعروف، والمهتم بالتراث الإسلامي، والثقافة العربية، والأدب المعاصر، وقضايا اللغة العربيةِ، وصاحب الكتب التي اقتحمت المجهول في الأدب العربي، وكانت فتحاً، ومنها كتاب (أدب المهجر الشرقي) الذي فتح باباً ومهَّد طريقاً للدارسين، وتناول أدباً شبهَ مجهولٍ وهو (الأدب العربي المهاجر إلى الشرق والشرق الأقصى،
...>>>...
من الصعب اختزال الكتابة عن المميزين من أفذاذ الرجال ود. محمد بن عبدالرحمن الربيع بالنسبة لي شخصياً وبالنسبة للكثيرين الذين عرفوه عن قرب إنساناً وأستاذاً والذين عرفوه عن بُعد أديباً وباحثاً وصاحب قلم ورأي، هو قبل هذا كله وبعده رجل صاحب «موقف».
وأصحاب المواقف في الحياة هم أصحاب المبادئ وليس كل من كتب أو قال أو تولى منصباً صاحب موقف.
...>>>...