د. عبدالواحد الحميد
في جميع البلدان المتحضرة في العالم يحظى نقل الطلاب والطالبات باهتمام كبير، ولذلك يلفت انتباهك في شوارع وطرقات أكبر المدن وأصغر القرى في تلك البلدان حالة الاستنفار التي تصاحب وقوف حافلات نقل الطلبة عندما يخرجون منها أو يصعدون إليها، وبخاصة إذا كانوا من الأطفال.
كم تمنيت أن يكون لدينا مثل هذا الاهتمام بالنقل المدرسي! وقد كانت وزارة التعليم أعلنت أكثر من مرة عن خطط للنقل المدرسي، لكن تلك الخطط -لسبب أو لآخر- تتعثر ليظل نقل الطلاب والطالبات مشكلة كبيرة ورحلة محفوفة بالمخاطر.
منذ فترة قريبة حدث وقوع تصادم بين حافلة طالبات ومركبة خاصة في إحدى مناطق المملكة، وكانت النتيجة قوع إصابات لسبع عشرة طالبة وطالبين. وقد كان من الممكن أن يسفر الحادث عما هو أقسى من ذلك، ففي حوادث أخرى سابقة لم تكن النتيجة إصابات فقط بل وفيات!
من المؤكد أن الحوادث ستقع دائماً وفي أي مكان، لكن المحزن أن يكون بعض الحوادث ناتج عن عدم توفير وسيلة النقل المناسبة أو عن افتقار من يقود المركبة إلى المهارات المطلوبة في سائقي حافلات النقل العام ونقل الطلبة.
إن وزارة التعليم، وفق ما نسمع، مُقْدِمة على مشاريع تطويرية كبرى بعد دمج التعليم العام بالتعليم العالي. ومع التأكيد على أن الأولوية هي لتطوير المحتوى التعليمي والتربوي إلا أنه لا يمكن تأجيل تطوير الجوانب المادية، ومنها النقل المدرسي ونقل الطالبات في مختلف المراحل بما فيها الجامعية بسبب عدم تمكين المرأة من قيادة السيارة بنفسها وتأزم استقدام السائقين أو عدم القدرة المالية لبعض الأهالي.
هناك خيارات عديدة أمام الوزارة لتنفيذ مشاريع نقل الطلاب والطالبات، سواء عن طريق إشراك القطاع الخاص المنظم في تنفيذ مشاريع النقل أو عن طريق الوزارة نفسها. وبالإمكان، كالعادة، الاستفادة من التجارب الناجحة لدى الآخرين فهي دروس مجانيَّة لنا. ولكن، في جميع الأحوال، يجب ألا يتأخر أبداً تنفيذ مشاريع النقل فقد تأخرت بما فيه الكفاية ونتج عن هذا التأخر كوارث وفواجع دامية.