قسمت في مقالي السابق المثقف إلى قسمين، مثقف مُوجِد ومثقف موجود، المثقف المُنِتج للقيمة والمنِتج لتفعيلها، والمثقف السلعة الذي لا يملك قيمة ولا يستطيع بموجِب عدم تلك الملكية من أي إنتاج أو فاعلية.
وكان ملتقى المثقفين فرصة للبحث عن سؤالي: هل المثقف السعودي مُوجِد «القيمة» أو مثقف موجود «السلعة»؟.
والحقيقة أن الملتقى بوجه عام كشف عن هشاشة الوجود الثقافي للمثقف وفراغه الفكري، بل لا أبالغ القول
...>>>...
تلك هي عظيمتنا الخنساء، السحابة المانحة، ولو كان دمعاً، لكنه دمع الحزن النبيل، والشعر الرفيع في رثاء حمال الألوية أخيها صخر. وهذه هي اللام في تكرارها الشجيّ سبع مرات، وكأنما هو ديدن اللام، ولا أعظم من تكرارها في لفظ الجلالة: الله، فسبحان الله. وهي في الشهادتين: أشهد أن لا إله إلا الله،
...>>>...
أقبل المثقفون على ملتقاهم الثاني وهم في حالة من الاحتقان فراحوا يرددون على لسان رجل واحد: «ما جدوى هذا الملتقى، وما الذي يسجنيه المثقفون منه؟» جاء هذا التوجس سابقاً لانعقاد المؤتمر، فقد وقعت التوقعات من انعدام جدواه في أنفسهم موقع اليقين، فأصدروا أحكامهم المسبقة: التكرار والملل والفشل، من قبل بدء الفعاليات، فما كان من جدوى لحضورهم أصلاً.
هذا الفعل من مزيد (خَلَقَ) بتضعيف عينه، والخلْق هو التقدير، قال الجوهري «الخَلْقُ: التقديرُ. يقال: خَلَقْتُ الأديمَ، إذا قَدَّرْتَهُ قبل القطع». ومن ذلك خلق ذات الأرواح، قال تعالى ?أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ?[49-آل عمران]، ويُعبر عن اتصاف المرء بالاقتدار بالفعل
...>>>...
عندما كتب قاسم حداد مختاراته (إيقاظ الفراشة التي هناك)، كان يكتب رؤية وموقف وحزمة من الوعي الجميل ليس في الشعر فحسب، بل في الحياة بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة، فهل يمكن أن نتخيل نصا إبداعيا يدور في فلك الأرز، رائحته، قوامه، طقوسه، كيف يُغسل ويُطبخ ويقدم، تقرأه مبهورا بعملية الخلق في
...>>>...
هذا مثل عربي متداول تذكرته والطبيب يطلب عزلي للاشتباه بإصابتي بمرض إنفلونزا الخنازير (H1N1) الحديث، وذلك خلال إجازة عيد الأضحى، فجاء الطبيب الصديق فيصل القصيمي الذي بدأت معه منذ سبع سنوات لمتابعة حالتي الصحية المزمنة كالتهاب رئوي (الربو).. يهدأ عند التعامل معه بحذر ويثور في أحيان أخر وبالذات بداية الخريف. جاء الطبيب من منزله من أجلي فقد أصبحت
...>>>...
يمتاز الخطاب الأدبي عن غيره من الخطابات بكثيرٍ من المميزات التي تكفل له ماهيَّةً خاصَّة، وتَمنحه نوعاً من الاستقلالية التي تَجعل من تَحديده وتَمييزه عمليةً سهلةً لا تعقيد فيها، بوصفه خطاباً إبداعياً يتخذ من طريقة التعبير وجَمالية الأسلوب ركناً لا يُمكن أن يتنازل عنه، كما يعتمد على أدبية اللغة التي تكون لَها الكلمة الفصل في تَمييز هذا النوع من
...>>>...
لم ينفرد كريستوفر ميلتشرت ونمرود هورفيتز بدراسة الحنبلية المبكرة؛ فهناك مساهمات عديدة لبعض علماء الاستشراق سواء بترجمة بعض النصوص المبكرة للمذهب الحنبلي، أو تخصيص دراسات أو فصول من بعض الكتب لبحث تعاليم المذهب ونشأته ورجاله. ومن ذلك دراسة سوسن سبيكتورسكي، وهي بالمناسبة من أواخر تلاميذ المستشرق الكبير جوزيف شاخت إن لم تكن آخرهم. فقد نشرت سبيكتورسكي كتاباً بعنوان: «فصول من الزواج والطلاق:
...>>>...
القرار السياسي الجريء والشجاع والحضاري والديني الذي اتخذه الملك الطموح الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالمشاركة السياسية للمرأة السعودية بحصولها على عضوية مجلس الشورى وانتخابات المجالس البلدية. لم يقابل هذا القرار المهم بفعاليات وتفسيرات راقية من نساء وطني ووجدت أن أكثرهن ركزن على مطلب قيادة المرأة للسيارة، فهذا المطلب رغم إنني من المؤيدين له، إلا انه ليس من الأولويات المهمة للمرأة. قرأت
...>>>...
عندما تطرقت إلى موضوع الصداقة في حلقتين سابقتين من مقالات هذه الزاوية، كنت قد تلقيت بعض تعليقات طريفة، وأخرى مؤثرة؛ أبرزها ما تفضل به عليّ زميلي الدكتور عبدالله العسكر من حزنه للنتائج التي توصلت إليها في ذلك التحليل، وأسفه على عدم وجود صديق ينطبق عليه قول الشافعي، أو كما تشيع مرويات التراث: صديق مخلص يتنازل له المأمون عن نصف ملكه. وكان محور
...>>>...
أشرتُ في المساق السابق إلى أن شعراء العاميّة قد وصلوا إلى أفقٍ مختلفٍ من توسيع دائرة بحور الشِّعر العربيّة الخليليّة، دون أن يَـتَخَلَّوا عن الوزن والتقفية، كما فعل شعراء التفعيلة. فتحرّكوا إلى التجديد من داخل التجربة الشِّعريّة العربيّة نفسها، لا من خارجها، ولا بتقويضها. وألمحتُ إلى أن فرضَ النمط الواحد، وتحريمَ ما سواه في نطاق الفصيح كان من
...>>>...
يعد هذا الشاعر من أكبر شعراء الشعر الأصيل (العمودي) في السعودية طوال نصف قرن وهو مكي المولد والنشأة جداوي العيش والهوى!
اشتغل في الصحافة وفي السفارة ثم في التجارة فلم ينقصه شيء من الأضواء والمال ، ولكنه ظل متشائماً في شعره تشاؤماً فلسفياً أحياناً وحيناً تشاؤم المدلل كما لمست من معرفتي القصيرة به، وقد قرأت عنه مرة في إحدى الصحف أنه يحاكي الشاعر ابن الرومي في تشاؤمه وأنه قلده في إحدى
...>>>...
كنتُ أظنّ أن عدداً غير قليل من الأدباء الذين يكتبون في الصحافة الثقافية قد أصابهم الجفاف ووصلوا إلى حافة الإفلاس الفكري فلم يعد لديهم ما يقولونه في زواياهم وأعمدتهم سوى الحديث عن الأندية الأدبية وانتخاباتها أو وزارة الثقافة وقراراتها، لمجرد تسويد السطور وملء الفراغ، من أجل استمرارية حضور الاسم والصورة في مقالة منشورة!
أقولُ: كنتُ أظنّ، وبعض الظنّ إثم، وقد تبين لي الإثمُ في ظني شيئاً
...>>>...
الإعلان ليس بالضرورة أن يُكسب المُعَلن عنه قيمة مضافة قدر ما يلفت الأنظار إليه، وهذا ما كان يوم أعلنت اليونسكو: «العربية» لغة عالمية، فرحتنا النخبوية بهذا الخبر لم تتجاوز تبادل التهاني، دون أن نقدم للغتنا ما تستحق من عناية واهتمام، وبموازاة ذلك انبثق الإعلان في ظل اندفاعنا المبالغ فيه لتعلم اللغات الأجنبية، التي بتنا نكرس تعليمها على حساب لغتنا وإن أبينا الاعتراف بذلك، خاصة إقبالنا على
...>>>...
إن كانت السياسة تُعرّف بفنّ المُمكن، إذّاك فإنّ هناك ما يمكن تسميته: «الممكن السياسيّ»، وهو كثير ما يتقاطع مع الواقعيّة من جهة التنظير، وليس من جهة «طبيعة الواقع نفسه وقدراته»، فليس بالضرورة أنّ كل ما ينسب للواقع هو كلّ إمكاناته، وهنا محلّ الخلاف السياسيّ بين أيّ (سلطة ومعارضة)، فأيّ سلطة بوصفها قوّة تنفيذيّة لها (ممكنها) الذي بضوئه تُحدّد برامجها وطرائق تنفيذها. فهل للثقافة «ممكن»
...>>>...
ترجع بي الذاكرة إلى عام 2009 م، حيث تلقيت دعوة من صحفي أردني للمشاركة بطرح سؤال أو أكثر على المفكر المصري - حسب تعريفه - طارق حجي ضمن سلسلة حوارات تقوم بنشرها جريدة «العرب اليوم» الأردنية وفعلا تم نشره يوم الأحد الأول من نوفمبر 2009م، وقد كانت أسئلتي التي طرحتها على المفكر المصري هي (المفكر المصري طارق حجي.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. هنالك رؤى كثيرة ومتعددة حول مفهوم المثقف ومفهوم
...>>>...
تحدثنا في الحلقة الماضية عن العناوين المكررة ومعها المضامين بنفس الطريقة، حيث أحصاها الدكتور عبد الله الحيدري، فوجدها 127مائة وسبع وعشرين رسالة، من مجموع الرسائل الأدبية، وعددها 338 ثلاثمائة وثمان وثلاثون رسالة - كما ذكرنا سابقاً، طبع منها، 91إحدى وتسعون رسالة (30) وهناك شخصيات درست وهي لا تستحق الدراسة من الناحية المنهجية، وأعني أن سن المدروس
...>>>...
مع عشقي للسينما وخاصة في عصرها الذهبي وبشكل خاص ما يطلق عليه «أفلام المجتمع الأمريكي» ولكن يحلو لي أيضاً وكثيراً أن أتصفح كتباً وألبومات للسينما العالمية. فلقد أرخت هوليوود وأسست لذاكرتها مؤلفات فيها لحظات نادرة من إنجاز تلك الأفلام. الأسماء والنجوم وبدايات السينما. كل لحظة متحركة كانت ترفق بلحظة ثابتة وهي الصورة الفوتوغرافية. وإذا ما عرفنا
...>>>...
لا يخفى على الراصد للحراك العام ما تمر به الساحة في الشبكة العنكبوتية من مناخات مفعمة بمغذيات التشظي وتلون فنون الانقسام الشأن الذي آل إلى خفوت التلاحم وضمور العقلنة وغياب قيمة الحوار وبصورة أفضت إلى مصادرة الموضوعية كمنهجية بات يجري اضطرارها إلى الاقتعاد مكاناً قصياً، بل لم يعد لها معنى في جملة من الأطروحات التي فقدت كثيراً من التزاماتها
...>>>...