الثقافية - علي القحطاني:
تحتفي المملكة في اليوم 22 فبراير من كل عام بذكرى تأسيس الدولة السعودية، وذلك اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المجيدة وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139هـ (1727م) وعاصمتها الدرعية وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وبهذه المناسبة المجيدة تلتقي «الثقافية» بالأستاذ منصور بن عبد الله الشويعر المستشار والباحث في تاريخ الدرعية وأحد الذين حصلوا على جائزة صناعة المحتوى الرقمي بوسائل التواصل الاجتماعي برعاية أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، وتحدث الضيف الكريم في بداية لقائه عن إدراك القيادة بأهمية التاريخ وتوثيقه في حياة الدول واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله-
بذلك، ويتحدث الأستاذ منصور عن يوم التأسيس وجد الأسرة الحاكمة مانع المريدي الذي كان يسكن موضعا يسمى الدروع أو الدرعية في منتصف القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي ومدى اهتمامه بالوثائق التاريخية والموروث الشعبي، وعلى وجه خاص بتاريخ الدرعية، كما أشار الأستاذ منصور الشويعر إلى أحد المشاريع المستقبلية مكتبة الملك سلمان في الدرعية المستقبلية التي تمثل قيمة ثقافية وسياسية وتاريخية للمملكة العربية السعودية، ويعد مشروعا سياحيا ثقافيا ضخما.
يوم التأسيس
ماذا يعني لك يوم التأسيس؟
-أدركت قيادة المملكة العربية السعودية أهمية التاريخ وتوثيقه في حياة الدول، فقد أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز _حفظه الله _أهمية التوثيق التاريخي والحضاري (وهو رجل التاريخ الأول) وانعكاسه على الجوانب التنموية مع ما تشهده المملكة من نهضة سياسية واقتصادية يقودها سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان_ حفظه الله_حيث مضت ثلاثة قرون تؤكد حكم هذه الأسرة العريقة منذ عام 1139هـ 1727م، وسيكون يوم التأسيس له الأثر الكبير في تعزيز الانتماء الوطني.
الجذور
حدثنا عن مانع المريدي والعودة إلى الجذور؟
-في موضع يسمى «الدروع» أو «الدرعية «شرق الجزيرة العربية كان يسكنها جد الأسرة الحاكمة مانع المريدي ومع منتصف القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي جرت مراسلات بين أمير هذه الأسرة مانع المريدي وابن عمه ابن درع أمير حجر اليمامة فنتج من ذلك عودة مانع المريدي إلى نجد هو وأفراد أسرته وعشيرته حيث منحه ابن عمه ابن درع غصيبة والمليبيد على ضفاف وادي حنيفة ليؤسس فيها مدينة الدرعية عام 850هـ 1446م.
تحولت الدرعية إلى إمارة حكم منها من أبناء وذرية مانع المريدي 17 أميرا حتى وصول الأمير محمد بن سعود ( الإمام) الإمارة سنة 1139هـ 1727م شكل هذا النقلة التاريخية للدرعية إذ بدأت مرحلة التحول إلى كيان سياسي واقتصادي بتأسيس الدولة السعودية الأولى.
الوثائق التاريخية
متى بدأ اهتمامك بالوثائق التاريخية والموروث الشعبي، وعلى وجه خاص بتاريخ الدرعية ولاسيما، وأن لك حسابين متميزين في هذا المجال؟
-تبرز أهمية الوثيقة التاريخية في مجال البحث العلمي، وفي الدراسات، كما تعتبر حجر أساسٍ مهما في عمل المؤرخين فهي تتضمن أحداثا حصلت عبر التاريخ القديم، ويتم من خلالها توثيق ما حدث في تلك الفترة سواءً أكانت على شكل أوراق أو رسومات أوكتابات، وتوجد العديد من الوثائق التاريخية التي تتميز بمواصفات فريدة فقد تكون هذه الوثائق إما خاصة مثل المذكرات أو عامة، ويكمن الاختلاف بين النوعين اعتمادًا على الأشخاص المقصودين بالوثيقة. فإذا كانت الوثائق موجهة لعامة الناس، أوكانت مكتوبةً من أفراد أوجهاتٍ حكومية، مثل الخطابات والتقارير، فهي في هذه الحالة وثائق عامة، أما إذا كانت الوثائق على شكل مذكرات خاصة أو رسائل شخصية، فيتم اعتبارها في هذه الحالة وثائق خاصة، وبكل الأحوال، يجب الاهتمام بالوثائق التاريخية جميعا لما تحمله من قيمة علمية. فالوثائق هي أحد المصادر التاريخية المهمة لأي مجتمع أو جزء منه، وتزداد أهمية الوثيقة التاريخية فهي المصدر الأساسي لكتابة التاريخ في كل العصور، وقد تكون الوثائق معنية بأشخاص، أو أحداث، أو أشياء مادية، كما أنها قد تساعد أيضًا في البحث التاريخي والعلمي، وتوضح حقيقة ما حصل في فترة زمنية معينة في ذلك الزمان،ويوجد لدي في أرشيفي المتواضع مجموعة كبيرة من الوثائق المحلية.
جائزة المحتوى الرقمي
كنت أحد الذين حصلوا على جائزة صناعة المحتوى الرقمي بوسائل التواصل الاجتماعي برعاية أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، وكيف تلقيت نبأ ترشيحك للجائزة..وما أثر هذه الجائزة في تجويد وصناعة المحتوى الرقمي؟
-تمنحني الجائزة الفخر أن أكون واحدًا من الحائزين على جائزة صناعة المحتوى الرقمي بوسائل التواصل الاجتماعي في قسم التاريخ، بفضل دعم سمو أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز. تم ترشيحي بفضل الجهود المستمرة والتفاني في إنتاج محتوى ذي قيمة تاريخية وتأثير إيجابي. الجائزة أسهمت في تعزيز روح التنافس وتحفيز المبدعين، مما أسهم في تجويد وتطوير مستوى صناعة المحتوى الرقمي في المجتمع.
الشعر والقصص الشعبية
هل توجد إشارات في الوثائق والمرويات التاريخية إلى الشعراء والأدباء وجامعي الأمثال والقصص الشعبية في الدرعية وهل كانت المجالس والأندية تُقرأ فيها مسامرات وقصص وأساطير شعبية؟
-نعم، في الوثائق التاريخية والموروثات الثقافية للدرعية، تجد إشارات إلى دور الشعراء والأدباء وجامعي الأمثال والقصص الشعبية. وكانت المجالس الشعبية تشكل مركزا لتبادل الحكايات والقصص الشعبية، حيث كان يتم سرد بعض القصص والأساطير. وتعتبر هذه المجالس منابر للتعبير عن تراث وتاريخ الدرعية في تلك الفترة.
مكتبة الملك سلمان
مكتبة الملك سلمان في الدرعية أحد المشاريع المستقبلية التي تمثل قيمة ثقافية وسياسية وتاريخية للمملكة العربية السعودية وهو مشروع سياحي ثقافي ضخم.. ليتك تحدثنا عن هذا المشروع؟
-تعد المكتبة علامة فارقة في تاريخ المملكة، فهي رمز ثقافي تاريخي مهم يجسّد اهتمام القيادة الرشيدة بتعزيز الثقافة والمعرفة، وفتح آفاق جديدة للإبداع والابتكار ونشر المعرفة والثقافة بين جميع فئات المجتمع.
وإلهام الأجيال القادمة وتنمية حب القراءة لدى الأجيال وتعزيز مهاراتهم. ووسيلة جذب للزوار وتحويل المكتبة إلى وجهة سياحية عالمية تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم مع مشروع بوابة الدرعية ورؤية المملكة 2030م.
مكتبة الملك سلمان في الدرعية هي حلم ثقافي سوف يتحقق، وننتظر بفارغ الصبر وافتتاحها لتُصبح منارة ثقافية مشرقة على ضفاف مدينة التاريخ الدرعية.
مستقبل الدرعية
ما هي توقعاتك لمستقبل الدرعية؟
-أتوقع أن تصبح الدرعية وجهة سياحية عالمية مهمة، خاصة بعد إدراج حي الطريف ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 2010م، كما أتوقع أن تُساهم هذه المواقع التراثية في تعزيز الوعي التاريخي والثقافي لدى أفراد المجتمع. وأدعو الشباب السعودي إلى المشاركة في تحقيق رؤية 2030 من خلال العمل بجد واجتهاد والابتكار والإبداع لإنجاح هذا المشروع الوطني الضخم، وذلك للحفاظ على التراث التاريخي للدرعية مع تطويرها لتكون وجهة سياحية عالمية.
** **
@ali_s_alq